القرآن وأهل الكتاب - 4 - الجدال

القرآن وأهل الكتاب - 4 - الجدال

Helmi Alelg
00:19:12
Link

About this episode

تحدثنا في الحلقة السابقة عن التحكيم الذي كان يمارسه بعض من أهل الكتاب مع النبي، وتبين لنا من خلال الآيات أنه لايمكن أن يكون هذا التحكيم لولا أن الحكم والشرع واحد لدى أهل الكتاب ورسالة النبي محمد، وهذا ما يؤكد أن القرآن الكريم لم يأت بأحكامٍ مختلفة عما سبقه من الكتب.


في هذه الحلقة نؤكد على هذا المعنى من خلال عنوان آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو ( الجدال )، ونقصد بهذا العنوان الجدالات التي كانت تحدث في زمن الرسالة بين النبي محمد (ص) و أهل الكتاب في الأحكام والعقائد والتي كانت مبنية على أساس الكتاب السماوي وإحضاره أو إحضار الذين يشهدون به.


نأخذ لذلك مثالًا من سورة آل عمران نستعرض من خلاله جدال حدث بين الرسول (ص) وبين أهل الكتاب الذين حرموا في الطعام ما لم ينزل الله به سلطانا، فكانت المحاججة من قبل النبي بإحضار التوراة، ندرس هذه الحادثة ثم نضع دلائلها في سياق ما نتحدث به عن علاقة أهل الكتاب بالقرآن، وبالتحديد عن علاقتهم بأحكامه الشرعية.


يقول الله عز وجل:


﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ۝ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ۝ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ۝ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ۝ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [93]-[99]