عناوين النشرة العلمية :
- عطر linalool وسيلة للتواصل بين نباتات الذرة لتقوية مناعتها ضدّ الآفات الزراعية
- إنكلترا تتّجه نحو منع مبيعات مشروبات الطاقة لصغار السنّ ما دون 16 عاما
-الجبل الجليدي A23a الذي كان في مرحلة ما الأكبر في العالم يتهدّده الزوال في عمق القارة الجنوبية
من غرائب علم النبات ما تمّ اكتشافه بشأن نباتات الذرة التي تتزاحم وتتنافس على الضوء والغذاء في قلب الحقول حيث تقف في صفوف متراصّة وكثيفة. لطالما سعى العلماء إلى إيجاد إجابة عن أسئلة بقيت معلّقة: كيف تدير نباتات الذرة جهازها المناعي وسط هذا الازدحام؟ ولماذا نباتات الذرة في الصفوف الداخلية من الحقول الكثيفة تتعرّض لهجمات قليلة من الحشرات وتنمو بشكل أبطأ بخلاف نظيراتها عند الأطراف؟
أتت الإجابة عن هذه الأسئلة في دراسة صينية تقدّم بها باحثون من جامعة Zhejiang في Hangzhou. بالاستناد إلى مضمون تلك الدراسة المنشورة في مجلة Science، تتواصل نباتات الذرة مع بعضها البعض من خلال رائحة عطرية تنبعث من الأوراق هي linalool. يساعد هذا العطر في بناء شبكة تواصل لغوية هي مرادفة لشبكة إنذار كيميائية جماعية.
عندما تتراكم رائحة linalool في حقول الذرة المزدحمة، تنشط إشارات هرمونية في جذور الذرة تسمّى بـإشارات «jasmonate». هذه الإشارات تحفّز نبتة الذرة على إفراز مركبات دفاعية في الجذور لتقوية مناعتها ضدّ الديدان والفيروسات والفطريات حتى وإن ضحّت بنموّها. يطلق على هذه المركّبات الدفاعية تسمية benzoxazinoids.
تسهم مركبات benzoxazinoids في تغيير تركيبة الميكروبات ضمن التربة وتشجّع بروز أنواع من البكتيريا تخفّف من نمو النبات لكنّها ترفع قدرته على المقاومة تجاه الآفات الزراعية.
https://www.science.org/doi/10.1126/science.adv6675#con1
مما لا شكّ فيه هو أنّ نتائج هذه الدراسة تفتح النقاش حول أفضل طريقة لإدارة محاصيل الذرة. هل الأهمّ زيادة الإنتاجية من خلال اتباع نهج الزراعة الكثيفة بدون الاكتراث إلى أنّ الظروف المزدحمة لنموّ النباتات توفّر بيئة مثالية لتكاثر الحشرات وانتشار الأمراض؟ أو أنّ الأهم هو الاستغناء عن المبيدات الكيميائية شرط تفضيل زراعة الذرة الرشيدة التي تميل إلى الاعتماد على المناعة الطبيعية؟
في الخيال العلمي القابل للتنفيذ في المستقبل، قد يطوّر علماء النبات عبر تقنيات التهجين والهندسة الحيوية أصنافا من الذرة عالية الإنتاج تكون تتمتّع بقدرات دفاعية تعتمد على المناعة الطبيعية في قفزة إلى الأمام نحو الزراعة المستدامة الصديقة للبيئة نظرا لاعتمادها القليل على السموم الزراعية التي يعلم جميعنا أنّها غير آمنة لا للبيئة ولا لصحة المزارعين.
الكافيين في مشروبات الطاقة يؤثّر على تركيز وأداء التلاميذ...
تحسينا لصحّة الأطفال البدنية والعقلية ومكافحة البدانة، قرّرت الحكومة البريطانية حظر قريبا بيع مشروبات الطاقة، مثل "ريد بول"، للأطفال دون سن 16 عاما في إنكلترا حيث يستهلك المراهقون مشروبا واحدا أو أكثر من هذه المشروبات أسبوعيا.
على مختلف نقاط البيع، بما فيها الإنترنت، والمتاجر والمطاعم والمقاهي وآلات البيع، تسعى الحكومة البريطانية إلى تجريم بيع مشروبات الطاقة التي تحتوي على أكثر من 150 ميليغراما من الكافيين لكل ليتر لمن هم دون سن 16 عاما. نشير إلى أنّ مشروبات الطاقة التي تصنّعها شركتا "Red Bull" و" Monster" تضمّ 150 ميليغراما من الكافيين لكلّ ليتر.
نقلا عمّا جاء على لسان وزير الصحّة Wes Streeting، "قد تبدو مشروبات الطاقة غير ضارة إلّا أنّ احتواءها على الكافيين يؤثر على نوم أطفال اليوم وتركيزهم وأدائهم المدرسي. كما تلحق مشروبات الطاقة ضررا بأسنانهم وتُساهم في إصابتهم بالبدانة لغناها بالسكر. وتساءل وزير الصحة في بيان "كيف يُمكن للتلامذة النجاح في المدرسة إذا كانوا يستهلكون ما يعادل فنجانا مزدوجا من قهوة الإسبريسو يوميا؟".
الجبل الجليدي الذي كان في مرحلة ما الأكبر في العالم دنا من رمقه الأخير
ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات يهدّد باختفاء الجبل الجليدي العملاق المسمى A23a والذي عمره 39 عاما. هذا الجبل الذي كان في مرحلة ما الأكبر في العالم انفصل عن القارة القطبية الجنوبية في العام 1986، لينجرف واصلا إلى مقربة من جورجيا الجنوبية، الجزيرة البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي. وكانت هناك مخاوف من أن يُهدد جبل الجليد هذا سبل عيش طيور البطريق وأسود البحر.
مع مطلع هذا العام كانت مساحة الجبل الجليدي A23a تقارب أربعة آلاف كيلومتر مربع لكنّ اليوم أصبحت مساحته الحالية تبلغ 1770 كيلومترا مربعا، ويصل عرضه إلى 60 كيلومترا بعدما انفصلت عنه أجزاء كبيرة بفعل الذوبان وسط مياه أصبحت أكثر دفئا عن السابق.
وفق تحليل عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي Andrew Meijers، دخل الجبل الجليدي A23a مرحلة النهاية الحزينة بفعل ذوبانه السريع وقد نعجز عن التعرف عليه في غضون أسابيع.
نشير إلى أنّ صمود الجبل الجليدي A23a طوال 39 عاما فاجأ العلماء لأنّ معظم الجبال الجليدية لا تصل إلى هذا الحد من الصمود، فهي محكوم عليها بالزوال" بمجرد ابتعادها عن مناخ القارة القطبية الجنوبية الذي يحميها.
مع أنّ تشكل جبال الجليد يعتبر عملية طبيعية، فإنّ العلماء لاحظوا أن معدل تشكلها زاد في القارة القطبية الجنوبية. ويعود ذلك على الأرجح إلى تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان.