Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر المزامير
78
Listen to this chapter • 6 min
[1]
تَعليم. لِآساف. أَصغِ يا شَعْبي إِلى شَريعَتي، أَمِلْ أُذُنَيكَ إِلى أَقْوالِ فَمي.
[2]
أَفتَحُ فَمي بِالأَمْثال، وأَفيضُ بِأَلْغازِ الزَّمَنِ القَديم.
[3]
ما سَمِعْناه وعَرَفْناه، وما أَخبَرَنا به آباؤُنا،
[4]
لا نَكتُمُه عن بَنيهم، بل نُخبِرُ بِه الجيلَ الآتي: تَسابيحَ الرَّبِّ وعِزَّتَه، وعَجائِبَه الَّتي صَنَعَها،
[5]
لأَنَّه أَقامَ شَهادةً في يَعْقوب، ووَضَعَ شَريعةً في إِسْرائيل. وأَوصى آباءَنا أَن يُعَلِّموها أَبناءَهم،
[6]
لِكَي يَعلَمَ الجيلُ الآتي، البَنونَ الَّذينَ سيُولَدون. فيَقوموا ويُخبِروا أَبْناءَهم،
[7]
حتَّى يَضَعوا ثِقَتَهم في الله، ولا يَنْسَوا أَعمالَ الرَّبّ، بل يَحفَظوا وَصاياه.
[8]
ولا يَكونوا مِثلَ آبائِهم، الجيلِ العاصي المُتَمَرِّد، الجيلِ الَّذي لم يَثبُتْ قَلبُه، ولا كانَ أَمينًا للهِ روحُه.
[9]
إِنَّ بَني أَفْرائيمَ النَّبَّالةَ الماهِرين، في يَومِ القِتالِ أَدبَروا.
[10]
لم يَحفَظوا عَهدَ الله، وأَبَوا أَن يَسيروا في شَريعَتِه.
[11]
ونَسُوا أَعْمالَه وعَجائِبَه الَّتي أَراهم،
[12]
إِذ صَنَعَ العَجائِبَ أَمامَ آبائِهم، في أَرضِ مِصرَ، في حُقولِ صُوعَن.
[13]
فَلَقَ البَحرَ فجَعَلَهم يَعبُرون، وأَقامَ المِياهَ كأَنَّها أَسْوار.
[14]
وهَداهم بِالغَمامِ في النَّهار، وفي اللَّيلِ كُلِّهِ بِضَوءِ النَّار.
[15]
فَلَقَ الصُّخورَ في البَرِّيَّة، فسَقاهم كأَنَّما مِن غِمارٍ غَزيرة،
[16]
وأَخرَجَ سَواقِيَ مِنَ الصَّخرَة، وأَجْرى المِياهَ كالأَنْهار.
[17]
وعادوا يَخطَأونَ إِلَيه، ويَتَمرَّدونَ على العَلِيِّ في البَرِّيَّة.
[18]
وجَرَّبوا اللهَ في قُلوبِهم، سائِلينَ طَعامًا لأَنفُسِهم.
[19]
فَتَكلَّموا على اللهِ وقالوا: «أَيَقدِرُ اللهُ أَن يُعِدَّ في البَرِّيَّةِ مائِدة؟
[20]
إِنَّه ضَرَبَ الصَّخرَة، فسالَتِ المِياهُ وفاضَتِ السُّيول، فهَل يَقدِرُ أَيضًا أَن يُعطِيَ خُبزًا، أَو يُعِدَّ لِشَعبِه لَحمًا؟».
[21]
فسَمِعَ الرَّبُّ فثارَ ثائِرُه. فاشتَعَلَتِ النَّارُ على يَعْقوب، وثارَ الغَضَبُ على إِسْرائيل،
[22]
لأَنَّهم لم يُؤمنوا بِالله، ولا ٱتَّكَلوا على خَلاصِه.
[23]
ثُمَّ أَمَرَ الغُيومَ مِنَ العَلاء، وفَتَح أَبْوابَ السَّماء،
[24]
وأَمطَرَ علَيهمِ المَنَّ لِيَأكُلوا، وأَعطاهم حِنطَةَ السَّماء،
[25]
فأَكَلَ الإِنْسانُ خُبزَ الأَقوِياء، وأَرسَلَ إِلَيهم زادًا حتَّى شَبِعوا.
[26]
بَعَثَ في السَّماءِ ريحًا شَرقِيَّة، وساقَ بِقُدرَتِه ريحًا جَنوبِيَّة،
[27]
فأَمطَرَ علَيهم لُحومًا كالتُّراب، وطُيورًا كَرَمْلِ البِحار،
[28]
وأَسقَطَها في وَسَطِ مُخَيَّمِهم حَولَ مَنازِلِهم.
[29]
فأَكَلوا وشَبِعوا تَمامًا، وأَتاهم بِمَا يَشتَهون،
[30]
ولم يُسَكِّنوا مُشْتَهاهم، وطَعامُهم ما زالَ في أَفْواهِهم،
[31]
حتَّى ثارَ فيهم غَضَبُ الله، وقَتَلَ الأَقوِياءَ مِنهم، وصَرَعَ شَبابَ إِسْرائيل.
[32]
مع هٰذا كُلِّه عادوا يَخطَأون، ولم يُؤمِنوا بِعَجائِبِه
[33]
فأَفْنى أَيَّامَهم بِنَفخَة، وسِنيهم بِمَخافَة.
[34]
ولَمَّا كان يَقتُلُهم، كانوا يَلتَمِسونَه ويَتوبون، وإِلى اللهِ يَبتَكِرون،
[35]
ويَذكُرونَ أَنَّ اللهَ صَخرَتُهم، وأَنَّ الإلٰهَ العَلِيَّ فاديهِم.
[36]
فخَدَعوه بِأَفْواهِهم، وكَذَبوا علَيه بِأَلسِنَتِهم.
[37]
أَمَّا قُلوبُهم فلم تَكُنْ معَه، ولا آمَنوا بِعَهدِه.
[38]
وهو رَحيمٌ يَغفِرُ الإِثمَ ولا يُهلِك، وكَثيرًا ما يَرُدُّ غَضَبَه، ولا يُثيرُ كُلَّ سُخطِه،
[39]
ويَذكُرُ أَنَّهم بَشَر، نَفَسٌ يَذهَبُ ولا يعود.
[40]
كم مَرَّةٍ تَمَرَّدوا في البَرِّيَّةِ علَيه، وفي القِفارِ أَغضَبوه،
[41]
وعادوا فجَرَّبوا الله، وأَحزَنوا قُدُّوسَ إِسْرائيل.
[42]
لم يَذكُروا يَدَه، يَومَ ٱفتَداهم مِنَ المُضايِق.
[43]
هو الَّذي جَعَلَ في مِصرَ آياتِه، وفي حُقولِ صُوعَنَ مُعجِزاتِه،
[44]
فحَوَّلَ أَنْهارَهم إِلى دِماء، وسواقِيَهم لِكَيلا يَشرَبوا.
[45]
أَرسَلَ علَيهم ذُبابًا فأَكَلَهم، وضَفادِعَ فأَهلَكَتهم،
[46]
وأَسلَمَ إِلى الدَّبى غَلاَّتِهم، وإِلى الجَرادِ ثَمَرَ أَتْعابِهم.
[47]
أَهلَكَ بِالبَرَدِ كُرومَهم، وبِالصَّقيعِ جُمَّيزَهم،
[48]
وأَسلَمَ إِلى البَرَدِ بَهائِمَهم، وإِلى الحَريقِ قُطْعانَهم.
[49]
أَرسَلَ علَيهم نارَ غَضَبِه، السُّخْطَ والحَنَقَ والشِّدَّة، أَرسَلَ مَلائِكَةً مُهلِكين.
[50]
شَقَّ لِغَضَبِه طَريِقًا. لم يَحفَظْ مِنَ المَوتِ نُفوسَهم، وأَسلَمَ إِلى الوَباءِ حَياتَهم،
[51]
وضَرَبَ كُلَّ بِكرٍ في مِصرَ، بَواكيرَ الرُّجولَةِ في خيامِ حام.
[52]
ثُمَّ رَحَّلَ شَعبَه كالغَنَم، وساقَهم كالقَطيعِ في البَرِّيَّة،
[53]
وهَداهم في أمانٍ فلم يَخافوا، ووارى البَحرُ أَعْداءَهم.
[54]
وأَدخَلَهم أَرضَ قُدسِه، الجَبَلَ الَّذي ٱقتَنَته يَمينُه،
[55]
وطَرَدَ الأُمَمَ مِن وُجوهِهِم، وجَعَلَ بِحَبلِ القُرعَةِ ميراثًا لَهم، وأَسكَنَ أَسْباطَ إِسْرائيلَ في خِيامِهم.
[56]
وجَرَّبوا اللهَ العَلِيَّ وتَمَرَّدوا، ولم يَحفَظوا شَهادَتَه
[57]
وٱرتَدُّوا فغَدَروا كآبائِهم، وٱنقَلَبوا كالقَوسِ الخادِعة.
[58]
وأَسخَطوه بِمَشارِفِهم، وأَغاروه بِتَماثِيلِهم.
[59]
سَمِعَ اللهُ فثار ثائِرُه، ونَبَذَ إسرائيلَ نَبْذًا،
[60]
وهَجَرَ مَسكِنَ شيلو، الخَيمةَ الَّتي نَصَبَها بَينَ النَّاس.
[61]
وأَسلَمَ إِلى الأَسْرِ عِزَّتَه، وإِلى يَدِ المُضايِقِ جَلالَه،
[62]
وأَسلَمَ إِلى السَّيفِ شَعبَه، وغَضِبَ على ميراثِه.
[63]
أَكَلَتِ النَّارُ شَبابَهم، ولم يُزَغرَدْ لِعَذاراهم.
[64]
بِالسَّيفِ سَقَطَ كَهَنتُهم، وما بَكَت أَرامِلُهم.
[65]
كالنَّائِمِ ٱستَيقَظَ السَّيِّد، وكالجَبَّارِ الَّذي فَرِحَ بِالخَمْر،
[66]
فضَرَبَ أَعْداءَه في أَدْبارِهم، وجَعَلَهم عارًا أَبَدَ الدُّهورِ.
[67]
ونَبَذَ خَيمَةَ يوسُف، ولم يَخْتَرْ سِبْطَ أَفْرائيم،
[68]
بلِ اخْتارَ سِبْطَ يَهوذا، جَبَلَ صِهْيونَ الَّذي أَحَبَّ،
[69]
وبَنى مَقدِسَه كالعُلى، كالأَرضِ الَّتي أَسَّسَها لِلأَبَد.
[70]
وٱختارَ داوُدَ عَبدَه، ومِن حَظائرِ الغَنَمِ أَخَذَه،
[71]
مِن خَلْفِ المُرضِعاتِ أَتى بِه، لِيَرْعى يَعْقوبَ عَبدَه وإِسْرائيلَ ميراثَه.
[72]
فرَعاهم بِسلامَةِ قَلْبِه، وهَداهم بِفِطْنَةِ يَدَيه.
< Chapter 77
Chapter 79 >