< سفر المزامير 73

Listen to this chapter • 2 min
[1] مزمور. لِآساف. أَجَل، ما أَطيَبَ اللهَ لإسْرائيل، لِذَوي القُلوبِ الطَّاهِرَة.
[2] أَمَّا أَنا فقَد أَوشَكَت أَن تعثُرَ قَدَمايَ، وكادَت أَن تَزِلَّ خُطايَ.
[3] لأَنِّي غِرْتُ مِنَ السُّفَهاء، حينَ رأيتُ رَخاءَ الأَشْرار.
[4] فإِنَّهم لا أَوجاعَ لَهم حتَّى المَوت، وأَبْدانُهم سَمينة.
[5] لَيسوا في عَناءٍ كالنَّاس، ولا يُصابونَ مع البَشَر.
[6] فالكِبرِياءَ لِذٰلكَ تَطَوَّقوا، وثَوبَ العُنْفِ ٱكْتَسَوا.
[7] فآثامُهم مِنَ الشَّحمِ خارِجَة، وقُلوبُهم بِالمِكرِ طافِحة.
[8] بِالشَّرِّ يَتَكَلَّمونَ ساخِرين، وبِالظُّلمِ يَتَحَدَّثونَ مُتَشامِخين،
[9] يَجعَلونَ في السَّماءِ أَفْواهَهم، وتَسْعى في الأَرضِ أَلسِنَتُهم.
[10] لِذَلك يَتَحَوَّلُ شَعْبي إِلَيهم، ويُجَرَّعون مِياهًا طافِحة،
[11] ويَقولونَ: «كيف يَكونُ اللهُ عالِمًا، وهل مِن عِلمٍ عِندَ العَلِيّ؟»
[12] ها هُمُ الأَشْرارُ دائِمًا آمِنون، وأَمْوالًا يَزْدادون.
[13] باطِلًا إِذًا نَقَّيتُ قَلْبي، وغَسَلتُ بِالطَّهارةِ كَفَّيَّ.
[14] وحينَ ضُرِبتُ النَّهارَ كُلَّه، وأُدِّبتُ في كُلِّ صَباح،
[15] لو قُلتُ مِثلَ هٰذا الحَديث، لَغَدرتُ بِجيلِ أَبنائِكَ.
[16] ولقَد فَكَّرتُ لأُدرِكَ ذٰلك، لَكِنَّه عَسُرَ في عَينَيَّ،
[17] إِلى أَن دَخَلتُ أَقْداسَ الله، وتأَمَّلتُ في آخِرَتِهم.
[18] أَجَل، في المَزالِقِ جَعَلتَهم، وفي المَهالِكِ أَوقَعتَهم.
[19] كَيفَ صاروا في لَحظةٍ إِلى الدَّمار! إِنقَرَضوا ومِنَ الأَهْوالِ بادوا.
[20] كحُلْمٍ عِندَ اليَقظَةِ، يا سَيِّدي، تَحتَقِرُ خِيالَهم عِندَ ٱستيقاظِكَ.
[21] لقَد قَسا قَلْبي ووُخِزَت كُلْيَتايَ،
[22] وأَنا غَبِيٌّ ولا عِلمَ لي، وقد صِرتُ عِندَكَ كالبَهيمة،
[23] وأَنا معَكَ في كُلِّ حين وأَنتَ أَخَذتَ بِيَدي اليُمْنى.
[24] بِمَشورَتِكَ تَهْديني، ووَراءَ المَجدِ تأخُذُني.
[25] مَن لي في السَّماء؟ ومعكَ على الأَرضِ لا أَهْوى شيئًا.
[26] فَنِيَ جَسَدي وقَلْبي: أَللهُ لِلأَبَدِ صَخرَةُ قَلْبي ونَصيبي.
[27] أَلا إِنَّ مَن يَبتَعِدونَ عنكَ يَهلِكون، وتُدَمِّرُ مَن علَيكَ يَزْنون.
[28] ولي أَنا يَطيبُ التَّقَرُّبُ إِلى الله، وقد جَعلتُ في السَّيِّدِ الرَّبِّ مُعتَصَمي، لأُحَدِّثَ بِجَميعِ أَعمالِكَ.