< سفر المزامير 18

Listen to this chapter • 4 min
[1] لإمامِ الغِناء، لِعَبدِ الرَّبِّ داود. كَلَّمَ الرَّبُّ بِكَلامِ هٰذا النَّشيد يَومَ أَنقَذَه الرَّبُّ مِن أيدي جَميعِ أَعْدائِه ومِن يَدِ شاوُل، فقال:
[2] أُحِبُّكَ يا رَبُّ، يا قُوَّتي، يا مُخَلِّصي، مِنَ العُنْفِ خَلَّصْتَني.
[3] الرَّبُّ صَخرَتي وحِصْني ومُنقِذي، إِلٰهي الصَّخرُ بِه أَعتَصِم. تُرْسي وقُوَّةُ خَلاصي ومَلْجإِي.
[4] أَدعو الرَّبَّ سُبْحانَه، فأَنْجو مِن أَعْدائي.
[5] أَمْواجُ المَوتِ غَمَرَتني، وسُيولُ بَليعالَ رَوَّعَتني،
[6] وحَبائِلُ مَثْوى الأَمواتِ حاطَتْني، وشِباكُ المَوتِ ٱستَبَقَتني.
[7] في ضيقي الرَّبَّ دَعَوتُ، وإِلَيه إِلٰهي صَرَختُ، فسَمِعَ صَوتي مِن هَيكَلِه، وبَلَغَ صُراخي مِسمَعَيه.
[8] تَزعزَعَتِ الأَرضُ وتَزَلزَلَت، وأُسُسُ الجِبالِ ٱرتَعَدت، ومِن غَضَبِه ٱرتَجَّت.
[9] دُخانٌ صَعِدَ مِن أَنْفِه، ونارٌ آكِلَةٌ مِن فَمِه، وجَمْرٌ ٱتَّقَدَ مِنه.
[10] أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل، والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه
[11] رَكِبَ على كَروبٍ وطارَ، وحَلَّقَ على أَجنِحَةِ الرِّياح.
[12] أَقامَ مِنَ الظُّلمَةِ حِجابًا لَه، ومِن ظَلامِ المِياهِ وظُلُماتِ الغُيومِ خَيمَةً حَولَه.
[13] أَمامَ بَهائِه مَرَّتِ الغُيوم: بَرَدٌ وجَمْرُ نار.
[14] أَرعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّماء، وأَطلَقَ العَلِيُّ صَوتَه.
[15] أَرسَلَ سِهامَه فبَدَّدَهم، وبُروقَه فَهَزَمَهم.
[16] أَعماقُ البَحرِ ٱنكَشَفَت، وأُسُسُ الكَونِ ٱنجَلَت، لِصَوتِ وَعيدِكَ يا رَبُّ، ولِهُبوبِ ريحِ مِنخَرَيكَ.
[17] يُرسِلُ مِن عَلْيائِه فيأخُذُني، ومِنَ البِحارِ يَنتَشِلُني،
[18] مِن عَدُوِّيَ الجَبَّارِ يُنقِذُني، مِن مُبغِضِيَّ، لأَنَّهم أَقْوى مِنِّي.
[19] في يَومِ بَلِيَّتي دَهَموني، فكانَ الرَّبُّ سَنَدي.
[20] إِلى الرُّحْبِ أَخرَجَني، ولأَنَّهُ يُحِبِّني خَلَّصَني.
[21] الرَّبُّ بِحَسَبِ بِرِّي كافَأَني، وبِطَهارَةِ يَدَيَّ أَثابَني.
[22] لأَنِّي حَفِظتُ طُرُقَ رَبِّي، ولم أَصنَعْ شَرًّا بَعيدًا عن إلٰهي.
[23] ولأَنَّ أَحكامَه كُلَّها أَمامي، وفَرائِضَه لم أُبعِدْها عنِّي.
[24] بل كُنتُ معَه كامِلًا، ومِنَ الإِثْمِ صُنْتُ نَفْسي.
[25] الرَّبُّ بِحَسَبِ بِرِّي كافَأَني، وطَهارتي أَمامَ عَينَيه.
[26] مع الصَّفِيِّ تكونُ صَفيًّا، ومع الكامِلِ تَكونُ كامِلًا.
[27] مع الطَّاهِرِ تكونُ طاهِرًا، ومع المُعوَجِّ تكونُ مُلْتَوِيًا،
[28] لأَنَّكَ تُخَلِّصُ الشَّعبَ البائِس، وتُخفِضُ أَنْظارَ المُتَرَفِّعين.
[29] لأَنَّكَ أَنتَ تُوقِدُ سِراجي، إِلٰهي أَنِرْ ظُلْمَتي،
[30] فإِنِّي بِكَ أَقتَحِمُ الحُصون، وبإِلٰهي أَتَسَلَّقُ الأَسْوار.
[31] اللهُ طريقُه كامِل، وقَولُ الرَّبِّ مُمَحَّص، هو تُرسٌ لِكُلِّ مَن بِه يَعتَصِم.
[32] فمَن إِلٰهٌ غَيرُ رَبِّنا، ومَن صَخرَةٌ سِوى إِلٰهِنا؟
[33] اللهُ الَّذي بِالقُوَّةِ يُسَربِلُني، ويَجعَلُ كامِلًا سَبيلي.
[34] يَجعَلُ كالأَيِّلِ رِجْلَيَّ، وعلى المَشارِفِ يُقيمُني.
[35] يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتال، وذِراعَيَّ شَدَّ قَوسِ النُّحاس.
[36] تُرْسَ خَلاصِكَ تُعْطيني، ويَمينُكَ تَعضُدُني، وعلى الدَّوامِ تَستَجيبُ لي.
[37] تُوَسِّعُ خَطَواتي تَحْتي، ولَم تَتَزَعْزَعْ قَدَمايَ.
[38] أُطارِدُ أَعْدائي فأُدْرِكُهم، ولا أَعودُ حتَّى أُفْنِيَهم.
[39] أَضرِبُهم فلا يَستَطيعونَ النُّهوض، وتَحتَ قَدَمَيَّ يَسقُطون.
[40] تُسَربِلُني بالقُوَّةِ لِلقِتال، وتَصرَعُ مُناهِضِيَّ تَحتَ قَدَمَيَّ.
[41] ولَّيتَني ظُهورَ أَعْدائي، وأَمَّا مُبغِضِيَّ فإِنِّي أُبيدُهم.
[42] يَصرُخونَ ولا مُنقِذ، يَصرُخونَ إِلى الرَّبِّ ولا يَستَجيبُ لَهم.
[43] كالغُبارِ في مَهَبِّ الرِّيحِ أَسحَقُهم، وكما يُداسُ وَحْلُ الطُّرُقاتِ أَدوسُهم.
[44] مِن مُخاصَماتِ الشَّعبِ تُنَجِّيني، ورأسًا على الأُمَمِ تُقيمُني. شَعْبٌ لم أَعرِفْه يَخدُمُني.
[45] بَنو الغُرَباءِ يَتَمَلَّقونَ لي، حالَما يَسمَعونَني يُطيعونَني.
[46] بَنو الغُرباءِ يَخورون، ومِن حُصونِهم مُرتَعِدينَ يَخرُجون.
[47] حَيٌّ الرَّبُّ وتَبَارَكَ صَخرَتي، وتَعالى إِلٰهُ خَلاصي.
[48] اللهُ الَّذي يُتيحُ لِيَ الِٱنتِقام، ويُخضِعُ لِيَ الشُّعوب.
[49] تُنَجِّيني مِن أَعْدائي الحانِقين، وفَوقَ المُعتَدينَ علَيَّ تَرفَعُني، ومِن رَجُلِ العُنْفِ تُنْقِذُني.
[50] لِذا يا رَبُّ، بَينَ الأُمَمِ أَحمَدُكَ، وأَعزِفُ لٱسمِكَ:
[51] يُكثِرُ من الخَلاصِ لِمَلِكِه، ويَصنَعُ رَحمَةً لِمَسيحِه، لِداودَ ونَسْلِه لِلأَبَد.