< سفر المزامير 104

Listen to this chapter • 2 min
[1] بارِكي الرَّبَّ يا نَفْسي، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهي لقد عَظُمتَ جِدًّا. تَسَربَلتَ البَهاءَ والجَلال،
[2] أَنتَ المُلتَحِفُ بِالنُّورِ كرِداء، الباسِطُ السَّماءَ كالسِّتارة،
[3] البانِي عُلِّيَّاتِه على المِياه، الجاعِلُ الغَمَامَ مَركَبَةً لَه، السَّائِرُ على أَجنِحَةِ الرِّياح،
[4] الجاعِلُ مِنَ الرِّياحِ رُسُلَه، ومِن لَهيبِ النَّارِ خُدَّامَه.
[5] المؤسِّسُ الأَرضَ على قواعِدها، فلا تَتَزَعزَعُ أَبَدَ الدُّهور.
[6] كَسَوتَها الغَمرَ لِباسًا، على الجِبالِ وَقَفَتِ المِياه.
[7] عِندَ زَجرِكَ تَهرُب، وعِندَ صَوتِ رَعدِكَ تَهطُل.
[8] تَعْلو الجِبالَ وتَنزِلُ إِلى الأَوْدِيَة، إِلى المَوضِعِ الَّذي حَدَّدتَ لَها.
[9] جَعَلتَ لَها حَدًّا لا تُجاوِزُه، فلا تَعودُ تُغَطِّي وَجهَ الأَرض.
[10] أَنتَ مُفَجِّرُ العُيونِ في الوِهاد، فتَسيلُ بَينَ الجِبال.
[11] تَسْقي جَميعَ وُحوشِ البَرِّيَّة، وبِها تُرْوي حَميرُ الوَحْشِ عَطَشَها.
[12] عِندَها تَسكُنُ طُيورُ السَّماء، وتُغَرِّدُ مِن بَينِ الأَغْصان.
[13] من عُلِّيَّاتِكَ تَسْقي الجِبال، ومن ثَمَرِ أَعْمالِكَ تَشبَعُ الأَرض.
[14] تُنبِتُ لِلبَهائِمِ كَلًا، ولِخِدمَةِ البَشَرِ خُضَرًا. لإخْراجِ خُبزٍ مِنَ الأَرض،
[15] وخَمرٍ تُفَرِّحُ قَلبَ الإِنْسان. لِكَي يُنَضِّرَ الزَّيتَ الوُجوه، ويُسنِدَ الخُبزُ قَلبَ الإِنْسان.
[16] تَشبَعُ أَشْجارُ الرَّبِّ، أَرزُ لُبْنانَ الَّذي غَرَسَه.
[17] هُناكَ تُعَشِّشُ العَصافير، وبَيتٌ لِلَّقلَقِ في رُؤُوسِها.
[18] الجِبالُ الشَّامِخَةُ لِلوُعول، والصُّخورُ مُعتَصَمٌ لِلوَبار.
[19] صَنَعَ القَمَرَ لِلأَوقات، والشَّمْسُ عَرَفَت غُروبَها.
[20] تُلْقي الظَّلامَ فإِذا اللَّيل، فيه تَسْعى جَميعُ وحُوشِ الغاب.
[21] تَزأَرُ الأَشبالُ في طَلَبِ الفَريسة، وٱلتِماسِ طَعامِها مِنَ الله.
[22] تُشرِقُ الشَّمسُ فتَنسَحِب، وفي مَآويها تَربِض.
[23] يَخرُجُ الإِنسانُ إِلى شُغلِه، وإِلى عَمَلِه حتَّى المَساء.
[24] ما أَعظَمَ أَعْمالَكَ يا رَبّ. لقد صَنَعتَ جَميعَها بِالحِكمة، فٱمتَلأَتِ الأَرضُ مِن خَيراتِكَ.
[25] هٰذا البَحرُ العَظيمُ المُتَرامي الأَطْراف. هُناكَ دَبيبٌ لا حَدَّ لَه، مِن حَيَواناتٍ صِغارٍ وكِبار.
[26] هُناكَ تَجْري السُّفُن، ولَوِياتانُ الَّذي كَوَّنتَه لِتَسخَرَ مِنه.
[27] الجَميعُ يَرْجونَكَ، لِتُعطِيَهم طعامَهم في أَوانِه.
[28] تُعْطيهم فيَلتَقِطون، تَبسُطُ يَدَكَ فخيرًا يَشبَعون.
[29] تَحجُبُ وَجهَكَ فيَرْتاعون. تَسحَبُ أَرْواحَهم فيَموتون، وإِلى تُرابِهم يَعودون.
[30] تُرِسلُ رُوحَكَ فيُخلَقون، وتُجَدِّدُ وَجهَ الأَرض.
[31] لِيَكُنْ مَجدُ الرَّبِّ لِلأَبَد، لِيَفرَحِ الرَّبُّ بأَعْمالِه.
[32] يَنظُرُ إِلى الأَرضِ فتَرتَعِد، يَمَسُّ الجِبالَ فتُدَخِّن.
[33] أُنشِدُ لِلرَّبِّ مُدَّةَ حَياتي، أَعزِفُ لله ما دُمتُ.
[34] لِيَطِبْ لَه كَلامي! أَمَّا أَنا فبِالرَّبِّ أَفرَح.
[35] لِيَنقَرِضْ مِنَ الأَرضِ الخاطِئون، ولا يَبْقَ فيها الأَشْرار. بارِكي الرَّبَّ يا نَفْسي. هَلِّلويا!