< سفر الأمثال 24

Listen to this chapter • 2 min
[1] لا تَغَرْ مِن أَهلِ الشَّرّ، ولا تَشتَهِ أَن تَكونَ معَهم،
[2] فإِنَّ قُلوبَهم تُضمِرُ العُنْف، وشِفاهَهم تَنطِقُ بِالضَّرَر.
[3] بِالحِكمَةِ يُبْنى البَيت وبِالفِطنَةِ يُثَبَّت،
[4] وبِالعِلمِ تَمتَلِئُ الأَهْراءُ مِن كُلِّ مالٍ نَفيسٍ شَهِيّ.
[5] الرَّجُلُ الحَكيمُ ذو عِزَّة، والإِنْسانُ العالِمُ يَزيدُ في قُوَّتِه،
[6] لأَنَّكَ بِالحِيَلِ تُمارِسُ حَربَكَ، وبِكَثرَةِ المُشيرينَ نَصرُكَ.
[7] الحِكمَةُ عالِيَةٌ على الغَبِيّ، عِندَ البابِ لا يَفتَحُ فَمَه.
[8] المُفَكِّرُ في الإِساءَةِ يُدْعى صاحِبَ مَكايِد.
[9] مَقصِدُ الغَباوَةِ الخَطيئَة، والسَّاخِرُ قَبيحَةٌ عِندَ البَشَر،
[10] إِنِ ٱستَرخَيتَ في يَومِ الضِّيق، ضاقَت قُوَّتُك.
[11] أَنقِذِ المَسوقينَ إِلى المَوت، وحافِظْ على المَقودينَ إِلى القَتْل.
[12] إِن قُلتَ: «نَحنُ لا عِلمَ لَنا»، أَفَلَعَلَّ وازِنَ القُلوبِ لا يَفهَم، والسَّاهِرَ على نَفسِكَ لا يَعلَم، فيرُدَّ على البَشَرِ مِثلَ عَمَلِهم؟
[13] يا بُنَيَّ، كُلِ العَسَلَ فإِنَّه لَذيذ، كُلِ الشَّهدَ فإِنَّه حُلوٌ في حَلْقِكَ.
[14] إِعْلَمْ، كذٰلِكَ تَكونُ الحِكمَةُ لِنَفسِكَ، إِن وَجدتَها فهُناكَ العاقِبَة، وٱنتِظارُكَ لا يَخيب.
[15] لا تَكمُنْ أَيُّها الشِّرِّيرُ على مَنزِلِ البارّ، ولا تُخَرِّبْ مَقَرَّه،
[16] فإِنَّ البارَّ يَسقُطُ سَبعَ مَرَّاتٍ ويَنهَض. أَمَّا الأَشْرارُ فيَعثُرونَ في المُصيبة.
[17] إِذا سَقَطَ عَدُوُّكَ فلا تَفْرَحْ، وإِذا عَثَرَ فلا يَبْتَهِجْ قَلبُكَ،
[18] لِئَلاَّ يرى الرَّبُّ ويَسوءَ الأَمرُ في عَينَيه، فيَرُدَّ عنه غَضَبَه.
[19] لا تَغضَبْ على ذَوي السُّوء، ولا تَغَرْ مِنَ الأَشْرار
[20] لأَنَّه لَيسَ لِذي السُّوءِ مِن عاقِبَة ومِصباحُ الأَشْرارِ يَنطَفِئ.
[21] يا بُنَيَّ ٱتَّقِ الرَّبَّ والمَلِك، لا تُعاشِرِ المُتَقَلِّبين،
[22] فإِنَّ مُصيبَتَهم تَقَعُ بَغتَةً، ومَنِ الَّذي يَعلَمُ سِني هَلاكِهم؟
[23] هٰذه أَيضًا لِلحُكَماء: مُراعاةُ الوُجوهِ في القَضاء لَيسَت في شيءٍ مِنَ الصَّلاح.
[24] مَن يَقولُ لِلشِّرِّير: «إِنَّكَ بارّ»، تَلعَنُه الشُّعوبُ وتَمقُتُه الأُمَم.
[25] أَمَّا الَّذينَ يُوَبِّخونَه فيَنعَمونَ وعلَيهم بَرَكَةُ الخَير.
[26] مَن يُجيبُ بِكَلامٍ سَديد يُقَبِّلُ الشَّفَتَين.
[27] هَيِّئْ عَمَلَكَ في الخارِج، وأَعدِدْه في حَقلِكَ، وبَعدَ ذٰلك ٱبنِ بَيتَكَ.
[28] لا تَشْهَدْ على قَريبِكَ بِلا سَبَب، أَفتَخدَعُ بِشَفَتَيكَ؟
[29] لا تَقُلْ: «كَما صَنَعَ بي هكذا أَصْنَعُ بِه، أَرُدُّ لِلأُنْسانِ مِثلَ عَمَلِه».
[30] إِنِّي مَرَرتُ بِحَقلِ الكَسْلان، وبِكَرْمِ الإِنْسانِ الفاقِدِ الرُّشْد،
[31] فإِذا العَوسَجُ قد عَلاه كُلَّه، والشَّوكُ غَطَّى وَجهَه، وجِدارُ حِجارَتِه قدِ ٱنهدَمَ.
[32] فنَظَرتُ فوَعَيتُ في قَلبي، ورَأَيتُ فٱستَفَدتُ تأديبًا:
[33] قَليلٌ مِنَ النَّوم، قَليلٌ مِنَ الغَفْوِ، قَليلٌ مِنَ التَّكَتُّفِ لِلرُّقاد،
[34] فيَأتي عَوَزُكَ كَجَوَّالٍ وفاقَتُكَ كَرَجُلٍ مُتَسَلِّح.