< سفر العدد 23

Listen to this chapter • 3 min
[1] فقالَ بِلْعامُ لِبالاق: «إِبنِ لي هٰهُنا سَبعَةَ مَذابِح، وأَعدِدْ لي هٰهُنا سَبعَةَ عُجول وسَبعَةَ كِباش».
[2] فصَنَعَ بالاقُ كما قالَ بِلْعام، وأَصعَدَ بِلْعامُ وبالاقُ على كُلِّ مَذبَحٍ عِجْلًا وكَبْشًا.
[3] ثُمَّ قالَ بِلْعامُ لِبالاق: «قِفْ عِندَ مُحرَقَتِكَ، وأَنا أَمْضي. فلَعَلَّ الرَّبَّ يُوافيني، ومَهْما يُرِني أُخبِرْكَ بِه». ومَضَى إِلى رابِيَةٍ جَرْداء.
[4] فوافى اللهُ بِلْعامَ فقالَ لَه بِلْعام: «إِنِّي قد أَعدَدتُ سَبعَةَ مَذابِح، وأَصعَدتُ على كُلِّ مَذبَحٍ عِجلًا وكَبْشًا».
[5] فوَضَعَ الرَّبُّ في فَمِه كَلامًا وقال: «إِرجِعْ إِلى بالاق وقُلْ كذا».
[6] فرَجَعَ إِلَيه، فإِذا به واقِفٌ عِندَ مُحرَقَتِه هو وجَميعُ رُؤَساءِ مُوآب.
[7] فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «مِن أَرامِ سَيَّرَني بالاق، مِن جِبالِ المَشرِقِ مَلِكُ مُوآب: تَعالَ فٱلعَنْ لي يَعْقوب، تَعالَ فٱشتِمْ لي إِسْرائيل.
[8] كَيفَ أَلعَنُ مَن لم يَلعَنْه الله، وكَيفَ أَشتِمُ مَن لم يَشتِمْه الرَّبّ؟
[9] مِن رُؤُوسِ الصُّخورِ أُبصِرُه، ومِنَ الرَّوابي أَراه. إِنَّه شَعبٌ وَحدَه يَسكُن، وَبَينَ الأُمَمِ لا يُحسَب.
[10] مَن يَعُدُّ غُبارَ يَعْقوب، ومَن يُحْصي رُبْعَ إِسْرائيل؟ لِتَمُتْ نَفْسي مَوتَ المُستَقيمين، وَلْتَكُنْ آخِرَتي كآخِرَتِهم».
[11] فقالَ بالاقُ لِبِلعام: «ماذا صَنَعتَ بي؟ جِئتُ بِكَ لِتَلعَنَ أَعْدائي، فإِذا بِكَ تُبارِكُهم».
[12] فأَجابَه وقالَ لَه: «أَلَيسَ أَنَّ ما يُلْقيه الرَّبُّ في فَمي إِيَّاه علَيَّ أَن أَقول؟»
[13] فقالَ لَه بالاق: «تَعالَ معي إِلى مَوضِعٍ آخَر تَرى الشَّعبَ مِنه، لٰكِنَّكَ تَرى قِسْمًا مِنه لا كُلَّه، فٱلعَنْه لي مِن هُناكَ».
[14] فأَخذه إِلى حَقلِ المُراقِبين، على رأسِ الفِسْجة، وبَنى سَبعَةَ مَذابِح، فأَصعدَ على كُلِّ مَذْبَحٍ عِجْلًا وكَبْشًا.
[15] وقالَ لِبالاق: «قِفْ هٰهُنا عِندَ مُحرَقَتِكَ، وأَنا أَتَقَدَّمُ إِلَيكَ هُناك».
[16] فوافى الرَّبُّ بِلْعامَ ووَضَعَ كلامًا في فَمِه وقال: «إِرجِعْ إِلى بالاقَ وقُلْ كَذا».
[17] فأَتاه، فإِذا هو واقِفٌ عِندَ مُحرَقَتِه ورُؤَساءُ مُوآبَ معَه. فقالَ لَه بالاق: «ماذا قال الرَّبّ؟»
[18] فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «قُمْ يا بالاقُ وٱسمَعْ، وأَنصِتْ إِلَيَّ يا ٱبنَ صِفُّور.
[19] لَيسَ اللهُ إِنْسانًا فيَكذِب، ولا ٱبنَ بَشَرٍ فيَندَم. أَتُراه يَقولُ ولا يَفعل، أَم يَتَكَلَّمُ ولا يُنجِز؟
[20] ها قد أُمِرتُ أَن أُبارِك، فقَد بارَكَ فلا أُكَذِّب.
[21] في يَعْقوبَ لم أُبصِرْ إِثْمًا، وفي إِسْرائيلَ لم أَرَ سوءًا. الرَّبُّ إِلٰهُه معَه وهُتافُ المَلِكِ عِندَه.
[22] إنّ اللهَ الَّذي من مِصرَ يُخرِجُه، هو كَقُرونِ الجاموسِ لَه.
[23] لأَنَّه لا تَكَهُّنَ في يَعْقوب، ولا عِرافَةَ في إِسْرائيل. ففي وَقتِه يُقالُ لِيَعْقوب، ولإسْرائيلَ ما يَفعَلُ الله.
[24] هُوَذا شَعبٌ كَلَبُوءَةٍ يَقوم، وكأَسَدٍ يَنتَصِب. لا يَربِضُ حتَّى يَلتَهِمَ الفَريسَة، ويَشرَبَ دَمَ الفَرائس».
[25] فقالَ بالاقُ لِبِلْعام: «والآنَ أَيضًا، فإِن كُنتَ لا تَلعَنُه لَعنَةً، فلا تُبارِكْه بَرَكَةً».
[26] فأَجابَ بِلْعامُ وقالَ لِبالاق: «أَلَم أَقُلْ لَكَ إِنَّ كُلَّ ما يَقولُه الرَّبُّ إِيَّاه أَصنَع؟»
[27] فقالَ بالاقُ لِبِلْعام: «تَعالَ آخُذُكَ إِلى مَوضِعٍ آخَر، فلَعَلَّه يَحسُنُ في عَينَيِ اللهِ أَن تَلعَنَه لي مِن هُناك».
[28] فأَخَذَ بالاقُ بِلْعامَ إِلى رأسِ فَغورَ المُشرِفِ على وَجْهِ البَرِّيَّة.
[29] فقالَ بِلْعامُ لِبالاق: «إِبنِ لي هٰهُنا سَبعَةَ مَذابِح وأَعْدِدْ لي سَبعَةَ عُجولٍ وسَبعَةَ كِباش».
[30] فصَنَعَ بالاقُ كَما قالَ بِلْعام وأَصعَدَ على كُلِّ مَذبَحٍ عِجْلًا وكَبْشًا.