< سفر العدد 12

Listen to this chapter • 1 min
[1] وتَكَلَّمَت مَريَمُ وهارونُ في موسى بِسَبَبِ المَرأَةِ الحَبَشِيَّةِ الَّتي تَزَوَّجَها، لأَنَّه كانَ قدِ ٱتَّخَذَ ٱمرَأَةً حَبَشِيَّة.
[2] وقالا: «تُرى أَبِموسى وَحدَه تَكَلَّمَ الرَّبّ؟ أَلَم يَتَكَلَّمْ بِنا أَيضًا؟» فسَمِعَ الرَّبّ.
[3] وكانَ موسى رَجُلًا مُتَواضِعًا جِدًّا أَكثَرَ مِن جَميعِ النَّاسِ الَّذينَ على وَجهِ الأَرض.
[4] فقالَ الرَّبُّ فَجأَةً لِموسى وهارونَ ومَريَم: «أُخرُجوا ثَلاثَتُكم إِلى خَيمةِ المَوعِد». فخَرَجوا ثَلاثَتُهم.
[5] فنَزَلَ الرَّبُّ في عَمودِ غَمام ووَقَفَ على بابِ الخَيمَة ونادى هارونَ ومَريم. فخَرَجا كِلاهُما.
[6] فقال: «إِسمَعا كَلامي: إِنْ يَكُنْ فيكم نَبِيٌّ، فبِالرُّؤيا أَتَعَرَّفُ إِلَيه، أَنا الرَّبّ، وفي حُلْمٍ أُخاطِبُه.
[7] وأَمَّا عَبْدي موسى فلَيسَ هٰكذا، بل هو على كُلِّ بَيتي مُؤتَمَن.
[8] فمًا إِلى فَمٍ أُخاطِبُه، وعِيانًا لا بِأَلْغاز وصورةَ الرَّبِّ يُعايِن. فلِماذا لم تَهابا أَن تَتَكَلَّما في عَبْدي موسى؟»
[9] وغَضِبَ الرَّبُّ علَيهما ومضى.
[10] وٱبتَعَدَ الغَمامُ عنِ الخَيمة. وإِذا بِمَريَمَ بَرْصاءُ كالثَّلْج. وٱلتَفَتَ هارونُ إِلى مَريَم، فإِذا هي بَرْصاء.
[11] فقالَ هارونُ لِموسى: «يا سَيِّدي، لا تُحَمِّلْنا الخَطيئَةَ الَّتي جُنِنَّا بِٱرتِكابِها،
[12] ولا تَبْقَ هٰذه كالمَيتِ عِندَ خُروجِه مِن رَحِمِ أُمِّه، وقَد تأَكَّلَ نِصْفُ جِسْمِه».
[13] فصَرَخَ موسى إِلى الرَّبِّ قائِلًا: «أَللَّهُمَّ ٱشفِها».
[14] فقالَ الرَّبُّ لِموسى: «لو أَنَّ أَباها بَصَقَ في وَجهها، أَما تَسْتَحْيي سَبعَةَ أَيَّام؟ فلْتُحْجَزْ سَبعَةَ أَيَّامٍ خارِجَ المُخَيَّم، وبَعدَ ذٰلك تُرجَع».
[15] فحُجِزَت مَريَمُ خارِجَ المُخَيَّمِ سَبعَةَ أَيَّام، ولم يَرحَلِ الشَّعبُ حتَّى أُرجِعَت مَريَم.
[16] وبَعدَ ذٰلك رَحَلَ الشَّعبُ مِن حَصيروت وخَيَّموا في بَرِّيَّةِ فاران.