< سفر نحميا 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] وفي شَهرِ نيسان، في السَّنَةِ العِشْرينَ لأَرتَحْشَشْتا المَلِك، كانَ أَمامَه خَمْر، فأَخَذتُ الخَمرَ وناوَلتُ المَلِك، ولم أَكُن قَليلَ الحُظوَةِ لَدَيه.
[2] فقالَ لِيَ المَلِك: «ما بالُ وَجهِكَ مُكتَئِبًا، وأَنتَ لَستَ بِمَريض؟ ما هٰذا إِلاَّ كآبَةُ قَلْب». فخِفتُ خَوفًا شَديدًا
[3] وقُلتُ لِلمَلِك: «يَحْيا المَلِكُ لِلأَبَد. كَيفَ لا يَكونُ وَجْهي مُكْتَئِبًا، والمَدينَةُ، مَكانُ مَقابِرِ آبائي، قد خَرِبَت وأَبوابُها قد أُحرِقَت بِالنَّار؟».
[4] قالَ المَلِك: «فما بُغيَتُكَ؟». فصَلَّيتُ إِلى إِلٰهِ السَّماء،
[5] ثُمَّ قُلتُ لِلمَلِك: «إِذا حَسُنَ لَدى المَلِكِ وكانَ لِعَبْدِكَ حُظوَةٌ أَمامَكَ، تُرسِلُني إِلى يَهوذا، إِلى مَدينَةِ مَقابِرِ آبائي، لأُعيدَ بِناءَها».
[6] فقالَ لِيَ المَلِك، والمَلِكَةُ جالِسَةٌ إِلى جانِبِه: «إِلى مَتى يَكونُ سَفَرُكَ ومَتى تَعود؟». وحَسُنَ لَدى المَلِكِ أَن يُرسِلَني، فضَرَبتُ لَه مَوعِدًا.
[7] وقُلتُ لِلمَلِك: «إِن حَسُنَ لَدى المَلِك، فلْتُعْطَ لي رَسائِلُ إِلى الوُلاةِ في عِبرِ النَّهْر، لِيدَعوني أَجتازُ حتَّى أَصِلَ إِلى يَهوذا،
[8] ورِسالَةٌ إِلى آساف، حارِسِ غابِ المَلِك، لِيُعطِيَني خَشَبًا لِعَوارِضِ أَبوابِ قَلعَةِ البَيتِ وأَسْوارِ المَدينَةِ والبَيتِ الَّذي سأُقيمُ فيه». فأَعْطاني المَلِك، لأَنَّ يَدَ إِلٰهي الصَّالِحَةَ كانَت علَيَّ.
[9] فذَهَبتُ إِلى الوُلاةِ في عِبرِ النَّهر، وسَلَّمتُ إِلَيهم رَسائِلَ المَلِك. وكان المَلِكُ قد أَرسَلَ معي ضُبَّاطًا مِنَ الجَيشِ وفُرْسانًا.
[10] فلَمَّا سَمِعَ سَنبَلَّطُ الحورونِيُّ وطوبِيًّا المُوَظَّفُ العَمُّونِيّ، اِستاءا ٱستِياءً شَديدًا مِن أَنَّ رَجُلًا جاءَ يَبتَغي لِبَني إِسْرائيلَ خَيرًا.
[11] فوَصَلتُ إِلى أُورَشَليم، ومَكَثتُ هُناكَ ثَلاثَةَ أَيَّام.
[12] ثُمَّ قُمتُ لَيلًا ومَعي نَفَرٌ قَليل، ولَم أُكاشِفْ أَحَدًا بِما أَلْقى إِلٰهي في قَلْبي أَن أَفعَلَه في أُورَشَليم. ولم تَكُنْ معي دابَّةٌ إِلاَّ الدَّابَّةُ الَّتي كُنتُ راكِبَها.
[13] وخَرَجتُ لَيلًا مِن بابِ الوادي، نَحوَ عَينِ التِّنِّينِ وبابِ الزِّبْل، وجَعَلتُ أَتَفَقَّدُ أَسوارَ أُورَشَليمَ المُتَهَدِّمَةَ وأَبوابَها المُحتَرِقَةَ بِالنَّار.
[14] ثُمَّ عَبَرتُ إِلى بابِ العَينِ وإِلى بِركَةِ المَلِك، فلَم يَكُنْ لِلدَّابَةِ الَّتي تَحْتي مَكانٌ تَجوزُ علَيه.
[15] ثُمَّ صَعِدتُ مِن طَريقِ الوادي لَيلًا وأَنا أَتَفَقَّدُ السُّور، وعُدتُ ودَخَلتُ مِن بابِ الوادي ورَجَعتُ.
[16] ولم يَعلَمِ الحُكَّامُ إِلى أَينَ ذَهَبتُ ولا ما أَنا فاعِل، ولا كُنتُ قد أَعلَمتُ اليَهودَ والكَهَنَةَ والأَشْرافَ والحُكَّامَ وسائِرَ المَسْؤُولين.
[17] فقُلتُ لَهم: «إِنَّكم تَرَونَ ما نَحنُ فيه مِنَ الشَّقاء، كَيفَ خَرِبَت أُورَشَليمُ وٱحتَرَقَت أَبْوابُها بِالنَّار، فهَلُمُّوا لِنَبنِيَ سورَ أُورَشَليم ولا نَكونَ عارًا بَعدَ اليَوم».
[18] وأَعلَمتُهم أَنَّ يَدَ إِلٰهي الصَّالِحَةَ علَيَّ ونَقَلتُ لَهم أَيضًا كَلامَ المَلِكِ الَّذي كَلَّمَني بِه. فقالوا: «لِنَنْهَضْ ونَبْنِ»، وشَدَّدوا أَيدِيَهم لِلخَير.
[19] فلَمَّا سَمِعَ سَنبَلَّطُ الحورونِيُّ وطوبِيَّا المُوَظَّفُ العَمَّونِيُّ وجاشَمُ العَرَبيّ، سَخِروا مِنَّا وٱزدَرَونا وقالوا: «ما الَّذي أَنتُم صانِعون؟ أَتَتَمَرَّدونَ على المَلِك؟».
[20] فأَجبتُهم وقُلتُ لَهم: «إِنَّ نَجاحَنا بإِلٰهِ السَّمَوات، ونَحنُ عَبيدُه نَقومُ ونَبْني، وأَنتُم لَيسَ لَكم مِن نَصيبٍ ولا حَقٍّ ولا ذِكرٍ في أُورَشَليم».