< إنجيل لوقا 7

Listen to this chapter • 6 min
[1] ولَمَّا أَتَمَّ جَميعَ كَلامِه بِمَسمَعٍ مِنَ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرناحوم.
[2] وكانَ لِقائِدِ مائةٍ خادِمٌ مَريضٌ قد أَشرَفَ على المَوت، وكانَ عَزيزًا علَيه.
[3] فلمَّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيه بَعضَ أَعيانِ اليَهود يَسأَلُه أَن يَأتِيَ فيُنقِذَ خادِمَه.
[4] ولَمَّا وصَلوا إِلى يسوع، سأَلوه بِإِلحاحٍ قالوا: «إِنَّه يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَه ذٰلك،
[5] لأَنَّه يُحِبُّ أُمَّتَنا، وهوَ الَّذي بَنى لَنا المَجمَع».
[6] فمَضى يسوعُ معَهم. وما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ البَيت، حتَّى أَرسَلَ إِلَيه قائدُ المائَةِ بَعضَ أَصدِقائِه يَقولُ له: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلاً لأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي،
[7] ولِذٰلِكَ لم أَرَني أَهلاً لأَن أَجيءَ إِلَيك، ولٰكِن قُلْ كَلِمَةً يُشْفَ خادِمي.
[8] فأَنا مَرؤوسٌ ولي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لهٰذا: إِذهَبْ! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فيَأتي، ولِخادِمي: إِفعَلْ هٰذا! فَيَفعَلُه».
[9] فلَمَّا سَمِعَ يسوعُ ذٰلك، أُعجِبَ بِه وٱلتَفَتَ إِلى الجَمعِ الَّذي يَتبَعُه فقال: «أَقولُ لَكم: لم أَجِدْ مِثلَ هٰذا الإِيمانِ حتَّى في إِسرائيل».
[10] ورَجَعَ المُرسَلونَ إِلى البَيت، فوَجَدوا الخادِمَ قد رُدَّت إِليهِ العافِيَة.
[11] وذَهَبَ بَعدَئِذٍ إِلى مَدينَةٍ يُقالُ لَها نائين، وتَلاميذُه يَسيرونَ معَه، وجَمعٌ كَثير.
[12] فلَمَّا ٱقتَرَبَ مِن بابِ المَدينة، إِذا مَيْتٌ مَحْمول، وهو ٱبنٌ وَحيدٌ لأُمِّه وهي أَرمَلَة. وكانَ يَصحَبُها جَمعٌ كثيرٌ مِنَ المَدينة.
[13] فلَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتهُ الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: «لا تَبكي!»
[14] ثُمَّ دَنا مِنَ النَّعْش، فلَمَسَه فوقَفَ حامِلوه. فقال: «يا فَتى، أَقولُ لَكَ: قُمْ!»
[15] فجَلَسَ المَيتُ وأَخَذَ يَتَكَلَّم، فسَلَّمَه إِلى أُمِّه.
[16] فٱستَولى الخَوفُ علَيهم جَميعًا فمَجَّدوا اللهَ قائلين: «قامَ فينا نَبِيٌّ عَظيم، وٱفتَقَدَ اللهُ شَعبَه!»
[17] وٱنتَشَرَ هٰذا الكَلامُ في شَأنِه في اليَهودِيَّةِ كُلِّها وفي جَميعِ النَّواحي المُجاوِرَة.
[18] وأَخبَرَ يوحنَّا تَلاميذُه بِهٰذِه الأُمورِ كُلِّها، فَدَعا ٱثنَيْنِ مِن تَلاميذِه
[19] وأَرسَلَهما إِلى الرَّبِّ يَسأَلُه: «أَأَنتَ الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟»
[20] فلَمَّا وصَلَ الرَّجُلانِ إِلى يسوع قالا لَه: «إِنَّ يوحَنَّا المَعمَدانَ أَوفَدَنا إِلَيكَ يَسأَل: أَأَنت الآتي أَم آخَرَ نَنتَظِر؟».
[21] في تِلكَ السَّاعَة شَفى أُناسًا كَثيرينَ مِنَ الأَمراضِ والعِلَلِ والأَرواحِ الخَبيثَة، ووَهَبَ البَصَرَ لِكَثيرٍ مِنَ العُمْيان،
[22] ثُمَّ أَجابَهما: «إِذهَبا فأَخبِرا يوحَنَّا بِما سَمِعتُما ورَأَيتُما: العُمْيانُ يُبصِرونَ، العُرْجُ يَمشُونَ مَشْيًا سَوِيًّا، البُرصُ يَبرَأُونَ والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون، الفُقَراءُ يُبَشَّرون.
[23] وطوبى لِمَن لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة».
[24] ولمَّا ٱنصَرَفَ رَسولا يوحنَّا، أَخذَ يَقولُ لِلجُموعِ في شَأنِ يوحَنَّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقَصَبَةً تَهُزُّها الرِّيح؟
[25] بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً يَلبَسُ الثِّيابَ النَّاعِمَة؟ ها إِنَّ الَّذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ الفاخِرَة ويَعيشونَ عيشَةَ التَّرَفِ يُقيمونَ في قُصورِ المُلوك.
[26] بل ماذا خَرجتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بَل أَفضَلُ مِن نَبِيّ.
[27] فهٰذا الَّذي كُتِبَ في شَأنِه: «هاءَنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ، لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ».
[28] أَقولُ لَكم: لَيسَ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنَّا، وَلٰكِنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ اللهِ أَكبَرُ مِنه.
[29] فَجَميعُ الشَّعبِ الَّذي سَمِعَه حَتَّى الجُباةُ أَنْفُسُهم بَرُّوا الله، فاعتَمَدوا عن يَدِ يوحنَّا.
[30] وأَمَّا الفِرِّيسِيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدْبيرِ اللهِ في أَمرِهم.
[31] «فَبِمَن أُشَبِّهُ أَهلَ هٰذا الجِيل؟ ومَن يُشبِهون؟
[32] يُشبِهونَ أَولادًا قاعِدينَ في السَّاحَةِ يَصيحُ بَعضُهم بِبَعضٍ فيَقولون: «زَمَّرْنا لَكُم فلَم تَرْقُصوا، نَدَبْنا فلَم تَبْكوا».
[33] جاءَ يوحنَّا المَعمَدان لا يأكُلُ خُبزًا ولا يَشرَبُ خَمرًا، فقُلتُمْ: لقَد جُنَّ.
[34] وجاءَ ٱبنُ الإِنسانِ يأكُلُ ويَشرَب، فقُلتُم: هُوَذا رَجُلٌ أَكولٌ شِرِّيبٌ لِلْخَمْرِ صَديقٌ لِلجُباةِ والخاطِئين.
[35] ولٰكِنَّ الحِكمَةَ قد بَرَّها جَميعُ بَنيها».
[36] ودَعاهُ أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الطَّعامِ عِندَه، فدَخَلَ بَيتَ الفِرِّيسيّ وجَلَسَ إِلى المائِدَة.
[37] وإِذا بِٱمرأَةٍ خاطِئَةٍ كانت في المَدينة، عَلِمَت أَنَّه على المائِدَةِ في بَيتِ الفِرِّيسيّ، فجاءَت ومعَها قارورةُ طِيب،
[38] ووَقَفَت مِن خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيهِ بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب.
[39] فلَمَّا رأَى الفِرِّيسيُّ الَّذي دَعاهُ هٰذا الأَمر، قالَ في نَفْسِه: «لو كانَ هٰذا الرَّجُلُ نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة».
[40] فأَجابَه يسوع: «يا سِمعان، عندي ما أَقولُه لَكَ». فقالَ: «قُلْ، يا مُعَلِّم».
[41] قال: «كانَ لِمُدايِنٍ مَدينان، على أَحَدِهما خَمسُمائةِ دينارٍ وعلى الآخَرِ خَمسون.
[42] ولَم يَكُنْ بِإِمكانِهِما أَن يُوفِيا دَينَهُما فأَعفاهما جَميعًا. فأَيُّهما يَكونُ أَكثَرَ حُبًّا لَه؟»
[43] فأَجابَه سِمعان: «أَظُنُّه ذاك الَّذي أَعفاهُ مِنَ الأَكثَر». فقالَ لَه: «بِالصَّوابِ حَكَمتَ».
[44] ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى المَرأَةِ وقالَ لِسِمعان: «أَتَرى هٰذهِ المَرأَة؟ إِنِّي دَخَلتُ بَيتَكَ فما سَكَبتَ على قَدَمَيَّ ماءً. وأَمَّا هِيَ فَبِالدُّموعِ بَلَّت قَدَمَيَّ وبِشَعرِها مَسَحَتهُما.
[45] أَنتَ ما قَبَّلتَني قُبلَةً، وأَمَّا هي فلَم تَكُفَّ مُذ دَخَلَت عَن تَقبيلِ قَدَمَيَّ.
[46] أَنتَ ما دَهَنتَ رأسي بِزَيتٍ مُعَطَّر، أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ.
[47] فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبًّا كثيرًا. وأَمَّا الَّذي يُغفَرُ له القَليل، فإِنَّه يُظهِرُ حُبًّا قَليلاً»،
[48] ثُمَّ قالَ لَها: «غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ».
[49] فأَخَذَ جُلَساؤُه على الطَّعامِ يَقولونَ في أَنفُسِهم: «مَن هٰذا حَتَّى يَغفِرَ الخَطايا؟»
[50] فقالَ لِلمَرأَة: «إِيمانُكِ خَلَّصَكِ فٱذهَبي بِسَلام».