< إنجيل لوقا 5

Listen to this chapter • 5 min
[1] وٱزْدَحَمَ الجَمعُ علَيهِ لِسَماعِ كَلِمَةِ الله، وهُوَ قائم على شاطِئِ بُحَيْرَةِ جَنَّاسَرِت.
[2] فَرَأَى سَفينَتَينِ راسِيَتَينِ عِندَ الشَّاطِئ، وقد نَزَلَ مِنهُما الصَّيَّادونَ يَغسِلونَ الشِّباك.
[3] فرَكِبَ إِحْدى السَّفينَتَين وكانَت لِسِمعان، فسأَلَه أَن يُبعِدَ قَليلاً عنِ البَرّ. ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الجُموعَ مِنَ السَّفينَة.
[4] ولمَّا فَرَغَ مِن كَلامِه، قالَ لِسِمعان: «سِرْ في العُرْض، وأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد».
[5] فأَجابَ سِمعان: «يا مُعَلِّم، تَعِبْنا طَوالَ اللَّيلِ ولَم نُصِبْ شَيئًا، ولكِنِّي بِناءً على قَولِكَ أُرسِلُ الشِّباكَ».
[6] وفعَلوا فأصابوا مِنَ السَّمَكِ شَيئًا كثيرًا جدًّا، وكادَت شِباكُهُم تَتَمَزَّق.
[7] فأَشاروا إِلى شُرَكائِهم في السَّفينَةِ الأُخرى أَن يَأتوا ويُعاوِنوهم. فأَتَوا، ومَلأُوا كِلْتا السَّفينَتَينِ حتَّى كادَتا تَغرَقان.
[8] فلَمَّا رأَى سِمعانُ بُطرُسُ ذٰلك، ارتَمى عِندَ رُكبَتَي يَسوعَ وقال: «يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ».
[9] وكانَ الرُّعْبُ قدِ ٱستَولى علَيهِ وعلى أَصحابِهِ كُلِّهم، لِكَثرَةِ السَّمَكِ الَّذي صادوه.
[10] ومِثلُهُم يَعقوبُ ويوحنَّا ٱبنا زَبَدى، وكانا شَريكَي سِمْعان. فقالَ يسوعُ لِسِمْعان: «لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّادًا».
[11] فَرجَعوا بِالسَّفينَتَينِ إِلى البَرّ، وتَرَكوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه.
[12] وبَينَما هوَ في بَعضِ تِلْكَ المُدُن، إِذا بِرَجُلٍ قَد غَطَّى البَرَصُ جِسْمَه، فلمَّا رأَى يسوعَ سَقَطَ عَلى وَجهِه وسأَلَه: «يا رَبّ، إِن شِئتَ فَأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني».
[13] فمَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقال: «قد شِئتُ، فَٱبرَأْ». فزالَ عَنه البَرَصُ لِوَقتِه.
[14] فأَوصاهُ أَلاَّ يُخبِرَ أَحَدًا بِالأَمْر، بلِ: «ٱذهَبْ إِلى الكاهِن فَأَرِهِ نَفْسَكَ، ثُمَّ قَرِّبْ عن بُرئِكَ ما أَمَرَ بِه موسى، شَهادَةً لَدَيْهِم».
[15] وكانَ خَبَرُه يَتَّسِعُ ٱنتِشارًا، فتَتوافَدُ علَيهِ جُموعٌ كَثيرةٌ لِتَسمَعَه وتَشْفى مِن أَمراضِها،
[16] ولٰكِنَّه كانَ يَعتَزِلُ في البَراري فيُصَلِّي.
[17] وكانَ ذاتَ يَومٍ يُعَلِّم، وبَينَ الحاضِرينَ بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ ومُعَلِّمي الشَّريعَة أَتَوا مِن جَميعِ قُرى الجَليلِ واليَهودِيَّةِ ومِن أُورَشَليم. وكانَت قُدرَةُ الرَّبِّ تَشْفي المَرْضى عن يَدِه.
[18] وإِذا أُناسٌ يَحمِلونَ على سَريرٍ رَجُلاً كانَ مُقعَدًا، ويُحاوِلونَ الدُّخولَ بِه لِيَضَعوهُ أَمامَه.
[19] فلَم يَجِدوا سَبيلاً إِلى الدُّخولِ لِكَثرَةِ الزِّحام، فصَعِدوا بِه إِلى السَّطْحِ ودلَّوْهُ بِسَريرِه مِن بَينِ القِرْميد، إِلى وَسْطِ المَجلِسِ أَمامَ يَسوع.
[20] فلَمَّا رأَى إِيمانَهم قال: «يا رَجُل، غُفِرَت لَكَ خَطاياك».
[21] فأَخَذَ الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ يُفَكِّرونَ فيَقولونَ في أَنْفُسِهم: «مَن هٰذا الَّذي يَتَكلَّمُ بِالتَّجْديف؟ مَن يَقْدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟»
[22] فعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهم فأَجابَهم: «لِماذا تُفَكِّرونَ هٰذا التَّفكيرَ في قُلوبِكم؟
[23] فأَيُّما أَيْسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَٱمشِ.
[24] فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ٱبنَ الإِنسانِ لَه في الأَرضِ سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا»، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد: «أَقولُ لَكَ: قُمْ فَٱحمِلْ سَريرَكَ وَٱذهَبْ إِلى بَيتِكَ».
[25] فقامَ مِن وَقتِه بِمَرأًى مِنهُم وحَمَلَ ما كانَ مُضطَجِعًا علَيه ومَضى إِلى بَيتِه وهُوَ يُمَجِّدُ الله.
[26] فٱستَولى الدَّهَشُ علَيهم جَميعًا، فمَجَّدوا الله، وقَد غَلَبَ الخَوفُ عَلَيهم فقالوا: «رَأَينا اليَومَ أُمورًا عَجيبة!».
[27] وخَرَجَ بَعدَ ذٰلك، فأَبصَرَ جابِيًا ٱسمُه لاوي، جالِسًا في بَيتِ الجِبايَة فقالَ له: «إِتبَعْني!»
[28] فتَركَ كُلَّ شَيءٍ وقامَ فتَبِعَه.
[29] وأَقامَ لَه لاوي مَأدُبَةً عَظيمَةً في بَيتِه، وكانَ على المائِدَةِ مَعَهم جَماعَةٌ كَثيرةٌ مِنَ الجُباةِ وغَيرِهم.
[30] فقالَ الفِرِّيسِيُّون وكَتَبَتُهم لِتلاميذِه مُتَذَمِّرين: «لِماذا تَأكُلونَ وتَشرَبونَ مَعَ الجُباةِ والخاطِئين؟»
[31] فأَجابَ يسوع: «لَيسَ الأَصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بلِ المَرْضى.
[32] ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة».
[33] فقالوا لَه: «إِنَّ تَلاميذَ يوحنَّا يُكثِرونَ مِنَ الصَّومِ ويُقيمونَ الصَّلٰوات، ومِثلُهُم تَلاميذُ الفِرِّيسيِّين، أَمَّا تَلاميذُكَ فيأكُلونَ ويَشرَبونَ!»
[34] فقالَ لَهم: «أَبِوُسعِكُم أَن تُصوِّموا أَهلَ العُرسِ والعَريسُ بَينَهم؟
[35] ولٰكِن سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعُ العَريسُ مِن بَينِهم، فعِندَئذٍ يَصومونَ في تِلكَ الأَيَّام».
[36] وضَرَبَ لَهم مَثلاً قال: «ما مِن أَحَدٍ يَشُقُّ قِطعَةً مِن ثَوبٍ جَديد، فيَجعَلُها في ثَوبٍ عَتيق، لِئَلاَّ يُشَقَّ الجَديد وتَكونَ القِطعَةُ الَّتي أُخِذَت مِنَ الجَديدِ لا تُلائِمُ العَتيق.
[37] وما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ الخَمرَةَ الجَديدةَ في زقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَشُقَّ الخَمرَةُ الجَديدَةُ الزِّقاقَ فتُراقَ هي، وتَتلَفَ الزِّقاق.
[38] بل يَجِبُ أَن تُجعَلَ الخَمرَةُ الجَديدةُ في زِقاقٍ جَديدة.
[39] وما مِن أَحَدٍ، إِذا شَرِبَ مُعَتَّقَةً، يَرغَبُ في الجَديدة، لأَنَّه يقول: «المُعَتَّقَةُ هِيَ الطَيِّبَة!»