< إنجيل لوقا 14

Listen to this chapter • 4 min
[1] ودَخَلَ يَومَ السَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام، وكانوا يُراقِبونَه.
[2] وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه ٱستِسْقاء.
[3] فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: «أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟»
[4] فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَهُ وصَرَفَه.
[5] ثُمَّ قالَ لَهم: «مَن مِنكُم يَقَعُ ٱبنُه أَو ثَورُه في بِئرٍ فلا يُخرِجُه مِنها لِوَقتِه يَومَ السَّبت؟»
[6] فلَم يَجِدوا جَوابًا عن ذٰلك.
[7] وضَرَبَ لِلمَدْعُوِّينَ مَثَلاً، وقد رأَى كَيفَ يَتَخَيَّرونَ المَقاعِدَ الأُولى، قال لَهُم:
[8] «إِذا دُعيتَ إِلى عُرْس، فلا تَجلِسْ في المَقعَدِ الأوَّل، فلَرُبَّما دُعِيَ مَن هو أَكرَمُ مِنكَ،
[9] فَيَأتي الَّذي دَعاكَ ودَعاه فيقولُ لَكَ: أَخْلِ المَوضِعَ لِهٰذا. فتَقومُ خَجِلاً وتَتَّخِذُ المَوضِعَ الأَخير.
[10] ولٰكِن إِذا دُعيتَ فٱمضِ إِلى المَقعَدِ الأَخير، وٱجلِسْ فيه، حتَّى إِذا جاءَ الَّذي دَعاكَ، قالَ لكَ: قُمْ إِلى فَوق، يا أَخي. فيَعظُمُ شَأنُكَ في نَظَرِ جَميعِ جُلَسائِكَ على الطَّعام.
[11] فمَن رفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَه رُفِع».
[12] وقالَ أَيضًا لِلَّذي دَعاه: «إِذا صَنَعتَ غَداءً أَو عَشاءً، فلا تَدْعُ أَصدِقاءَكَ ولا إِخوَتكَ وَلا أَقرِباءَكَ ولا الجيرانَ الأَغنِياء، لِئَلاَّ يَدْعوكَ هُم أَيضًا فتَنالَ المُكافأَة على صنيعِكَ.
[13] ولٰكِن إِذا أَقَمتَ مَأدُبَة فٱدعُ الفُقَراءَ والكُسْحانَ والعُرْجانَ والعُمْيان.
[14] فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار».
[15] وسَمِعَ ذٰلكَ الكلامَ أَحَدُ الجُلَساءِ على الطَّعام فقالَ لَه: «طوبى لِمَن يَتَناوَلُ الطَّعامَ في مَلَكوتِ الله».
[16] فقالَ لَه: «صنَعَ رَجُلٌ عَشاءً فاخِرًا، ودعا إِلَيهِ كَثيرًا مِنَ النَّاس.
[17] ثُمَّ أَرسَلَ خادِمَه ساعةَ العَشاءِ يَقولُ لِلمَدعُوِّين: تَعالَوا، فقد أُعِدَّ العَشاء.
[18] فجَعلوا كُلُّهم يَعتَذِرونَ الواحِدُ بَعدَ الآخَر. قالَ لَه الأَوَّل: قدِ ٱشتَرَيتُ حَقلاً فلا بُدَّ لي أَن أَذهَبَ فأَراه، أَسأَلُكَ أَن تَعذِرَني.
[19] وقالَ آخَر: قدِ ٱشتَرَيتُ خَمسَةَ فَدادين، وأَنا ذاهِبٌ لأُجَرِّبَها، أَسأَلُكَ أَن تَعذِرَني.
[20] وقالَ آخَر: قد تَزَوَّجتُ فلا أَستَطيعُ المَجيء.
[21] فرَجَعَ الخادِمُ وأَخبَرَ سَيِّدَه بِذٰلِكَ، فغَضِبَ رَبُّ البَيتِ وقالَ لِخادِمِه: أُخْرُجْ على عَجَلٍ إِلى ساحاتِ المَدينَةِ وشوارِعِها، وَأتِ إِلى هُنا بِالفُقَراءِ والكُسْحانِ والعُمْيانِ والعُرْجان.
[22] فقالَ الخادِم: سَيّدي، قد أُجرِيَ ما أَمَرتَ بِه ولا يَزالُ هُناكَ مَكانٌ فارِغ.
[23] فقالَ السَّيِّدُ لِلخادِم: أُخْرُجْ إِلى الطُّرُقِ والأَماكِنِ المُسَيَّجَة، وأَرْغِمْ مَن فيها على الدُّخول، حَتَّى يَمتَلِئَ بَيتي،
[24] فإِنِّي أَقولُ لَكم: لن يَذوقَ عَشائي أَحَدٌ مِن أُولٰئِكَ المَدعُوِّين».
[25] وكانت جُموعٌ كثيرَةٌ تَسيرُ مَعَه فَالتَفَتَ وقالَ لَهم:
[26] «مَن أَتى إِلَيَّ ولَم يُفَضِّلْني على أَبيهِ وأُمِّهِ وٱمرَأَتِه وبَنيهِ وإِخوَتِهْ، بل على نَفسِه أَيضًا، لا يَستَطيعُ أَن يَكونَ لي تِلميذًا
[27] ومَن لم يَحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعْني، لا يَسْتَطيعُ أَن يَكونَ لي تِلميذًا.
[28] فمَن مِنكُم، إِذا أَرادَ أَن يَبنِي بُرجًا، لا يَجلِسُ قَبلَ ذٰلِكَ ويَحسُبُ النَّفَقَة، لِيَرى هل بِإِمكانِه أَن يُتِمَّه،
[29] مَخافَةَ أَن يَضَعَ الأَساسَ ولا يَقدِرَ على الإتمام، فيأخُذَ جَميعُ النَّاظِرينَ إِلَيه يَسخَرونَ مِنه
[30] ويقولون: هٰذا الرَّجُلُ شَرَعَ في بِناءٍ ولَم يَقْدِرْ على إِتْمامِه.
[31] أَم أَيُّ مَلِكٍ يَسيرُ إِلى مُحارَبَةِ مَلِكٍ آخَر، ولا يَجلِسُ قَبلَ ذٰلك فيُفَكِّرُ لِيَرى هل يَستَطيعُ أَن يَلْقى بِعَشَرَةِ آلافٍ مَن يَزحَفُ إِلَيه بِعِشرينَ أَلفًا؟
[32] وإِلاَّ أَرسَلَ وَفْدًا، ما دامَ ذٰلك المَلِكُ بَعيدًا عنه، يَسْأَلُه عن شُروطِ الصُّلْح.
[33] وهٰكذا كُلُّ واحِدٍ مِنكم لا يَتَخَلَّى عن جَميعِ أَموالِه لا يَستَطيعُ أَن يَكونَ لي تِلْميذًا.
[34] «إِنَّ المِلحَ شَيءٌ جَيِّد، ولٰكِن إِذا فَسَدَ المِلحُ نَفْسُه، فأَيُّ شَيءٍ يُطَيِّبُه؟
[35] إِنَّه لا يَصلُحُ لِلأَرضِ ولا لِلزِّبْل، بل يُطرَحُ في خارِجِ الدَّار. مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمَعانِ فَلْيَسمَع!».