< سفر القضاة 4

Listen to this chapter • 3 min
[1] وعادَ بَنو إِسْرائيلَ فصَنَعوا الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبِّ بَعدَ مَوتِ أَهود.
[2] فباعَهمُ الرَّبُّ إِلى يَدِ يابين، مَلِكِ كَنْعانَ، الَّذي كانَ مَلِكًا بِحاصور. وكانَ قائِدُ جَيشِه سيسَرا، وهو مُقيمٌ بِحَروشَتِ الأُمَم.
[3] فصَرَخَ بَنو إِسْرائيلَ إِلى الرَّبّ، لأَنَّه كانَت له تِسعُ مِئَةِ مَركَبَةٍ مِن حَديد، وقد ضَيَّقَ على بَني إِسْرائيلَ بِشِدَّةٍ عِشْرينَ سَنَة.
[4] وكانَت دَبورةُ، وهي نَبِيَّةٌ وزَوجَةٌ لَفيدوت، مُتَوَلِّيَةً قَضاءَ بَني إِسْرائيلَ في ذٰلك الزَّمان.
[5] وكانَت تَجلِسُ تَحتَ نَخْلَةِ دَبورَة، بَينَ الرَّامةِ وبَيتَ إِيل، في جَبَلِ أَفْرائيم، وكانَ بَنو إِسْرائيلَ يَصعَدونَ إِلَيها لِتَقضِيَ لَهم.
[6] فأَرسَلَت ودَعَت باراقَ بنَ أَبينوعَم، مِن قادَشَ نَفْتالي، وقالَت له: «أَلَيسَ أَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرائيلَ قد أَمَرَ أَنِ: ٱمْضِ وجَنِّدْ في جَبَلِ تابور وخُذْ معَكَ عَشَرَةَ آلافِ رَجُلٍ مِن بَني نَفْتالي ومِن بَني زَبولون؟
[7] وأَنا أَستَدرِجُ إِلَيكَ سيسَرا، قائِدَ جَيشِ يابينَ ومَركَباتِه وجُندَه إِلى نَهرِ قيشون، وأُسلِمُه إِلى يَدِكَ».
[8] فقالَ لَها باراق: «إِن أَنتِ ٱنطَلَقتِ معي ٱنطَلَقتُ، وإِن لم تَنطَلِقي فلا أَنطَلِق».
[9] فقالَت لَه: «أَنطَلِقُ مَعكَ، غَيرَ أَنَّه لا يَكونُ لَكَ فَخْرٌ في الطَّريقِ الَّذي أَنتَ سالِكُه، فإِنَّ الرَّبَّ إِلى يَدِ ٱمرَأَةٍ يُسلِمُ سيسَرا». وقامَت دَبورةُ فٱنطَلَقَت مع باراقَ إِلى قادَش.
[10] ودَعا باراقُ زَبولونَ ونَفْتالِيَ إِلى قادَش وصَعِدَ ووَراءَه عَشَرَةُ آلافِ رَجُل، وصَعِدَت دَبورةُ معَه.
[11] وكانَ حابَرُ القَينِيُّ قد ٱنْفَصَلَ عنِ القَينِيِّينَ وعن بَني حوباب، حَمي موسى، ونَصَبَ خَيمَتَه إِلى جانِبِ شَجَرَةِ بَلُّوطٍ في صَعْتَنِّيمَ الَّتي عِندَ قادَش.
[12] فأُخبِرَ سيسَرا أَنَّ باراقَ بنَ أَبينوعَمَ صَعِدَ إِلى جَبَلِ تابور.
[13] فٱستَدْعى سيسَرا جَميعَ مَركَباتِه، وهي تِسعُ مِئَةِ مَركَبةٍ مِن حَديد، وكُلَّ الشَّعبِ الَّذي عِندَه مِن حَروشَتِ الأُمَمِ إِلى نَهرِ قيشون.
[14] فقالَت دَبورةُ لِباراق: «قُمْ، فإِنَّ الرَّبَّ يُسلِمُ اليَومَ سيسَرا إِلى يَدَيكَ، وهُوَذا الرَّبُّ يَخرُجُ أَمامَكَ». فنَزَلَ باراقُ مِن جَبَلِ تابور، ووَراءَه عَشَرَةُ آلافِ رَجُل.
[15] وأَلْقى الرَّبُّ رُعبًا على سيسَرا وجَميعِ مَركَباتِه، وقَتَلَ جَميعَ جَيشِه بِحَدِّ السَّيفِ أَمامَ باراق. فتَرَجَّلَ سيسَرا عن مَركَبَتِه وهَرشبَ راجِلًا.
[16] فطارَدَ باراقُ مَركَباتِه وجَيشَه إِلى حَروشَتِ الأُمَم، وسَقَطَ كُلُّ مَن كانَ في جَيشِه بِحَدِّ السَّيف، ولم يَبْقَ مِنهم باقٍ.
[17] وهَرَبَ سيسَرا راجِلًا نَحوَ خَيمَةِ ياعيل، ٱمرَأَةِ حابَرَ القَينِيّ، لأَنَّه كانَت مُسالَمَةٌ بَينَ يابين، مَلِكِ حاصور، وآلِ حابَرَ القَينِيّ.
[18] فخَرَجَت ياعيلُ لِٱستِقْبالِ سيسَرا وقالَت له: «مِلْ يا سَيِّدي، مِلْ إِلَيَّ ولا تَخَفْ». فمالَ إِلَيها ودَخَلَ خَيمَتَها، فغَطَّته بِغِطاء.
[19] فقالَ لَها: «إِسْقيني قَليلًا مِنَ الماء، فإِنِّي عَطْشان». ففَتَحَت زِقَّ اللَّبَنِ وسَقَته، ثُمَّ غَطَّته.
[20] فقالَ لَها: «قِفي على بابِ الخَيمَة، فإِن أَتاكِ أَحَدٌ وسأَلَكِ: أَهٰهُنا أَحَد؟، فقولي: لا».
[21] لٰكِنَّ ياعيلَ، ٱمرَأَةَ حابَر، أَخَذَت وَتَدًا مِن أَوتادِ الخَيمَة، وأَخَذَتِ المِطرَقَةَ بِيَدِها وسارَت إِلَيه بِهُدوء وضَرَبَتِ الوَتَدَ في صُدغِه حَتَّى ٱنغَرَزَ في الأَرْض، وكانَ نائِمًا مُنهَكًا فمات.
[22] وإِذا بِباراقَ يُطارِدُ سيسَرا، فخَرَجَت ياعيلُ لِٱستِقْبالِه وقالَت لَه: «تَعالَ، أُرِكَ الرَّجُلَ الَّذي أَنتَ طالِبُه». فدَخَلَ فإِذا بِسيسرا ساقِطٌ مَيتًا والوَتَدُ في صُدْغِه.
[23] وأَذَلَّ اللهُ في ذٰلك اليَومِ يابين، مَلِكَ كَنْعان، أَمامَ بَني إِسْرائيل.
[24] وأَخَذَت يَدُ بَني إِسْرائيلَ تَقْسو على يابين، مَلِكِ كَنْعان، حتَّى قَضَوا علَيه.