< سفر القضاة 3

Listen to this chapter • 4 min
[1] وتِلكَ هي الأُمَمُ الَّتي تَرَكَها الرَّبُّ لِيَمتَحِنَ بِها إِسْرائيل، جَميعَ الَّذينَ لم يَعرِفوا حُروبَ كَنْعان
[2] (لِتَعْليمِ أَجْيالِ بَني إِسْرائيلَ فَقَط، لِتَعْليمِ الحَربِ لِلَّذينَ لم يَعْرِفوها قَبلًا فَقَط):
[3] خَمْسَةُ أَقْطابِ الفَلِسطينِيِّين وجَميعُ الكَنْعانِيِّينَ والصَّيدونِيِّينَ والحُوِّيِّينَ المُقيمينَ بِجَبَلِ لُبْنان، مِن جَبَلِ بَعلَ حَرْمونَ إِلى مدخَلِ حَماة.
[4] ولَم يَكونوا إِلاَّ لِٱمتِحانِ إِسْرائيلَ بِهم، هَل يَسمَعونَ لِوَصايا الرَّبِّ الَّتي أَوصى بَها آباءَهم على لِسان موسى.
[5] فأَقامَ بَنو إِسْرائيلَ بَينَ الكَنْعانِيِّينَ والحِثِّيِّينَ والأَمورِيِّينَ والفَرِزِّيِّينَ والحُوِّيِّينَ واليَبوسِيِّين.
[6] وٱتَّخَذوا بَناتِهم زَوجاتٍ لَهم وأَعْطَوا بَناتِهم لِبَنيهم، وعَبَدوا آلِهَتَهم.
[7] وصَنَعَ بَنو إِسْرائيلَ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ، ونَسوا الرَّبَّ إِلٰهَهم، وعَبَدوا البَعْلَ والعَشْتاروت.
[8] فغَضِبَ الرَّبُّ على إِسْرائيل، وباعَهم إِلى يَدِ كوشانَ رِشَعْتائيم، مَلِكِ أَدوم، وٱستُعبِدَ بَنو إِسْرائيلَ لِكوشانَ رِشَعْتائيمَ ثَمانِيَ سِنين.
[9] فَصَرَخَ بَنو إِسْرائيلَ إِلى الرَّبّ، فأقامَ الرَّبُّ لِبَني إِسْرائيلَ مُخَلِّصًا فَخَلَّصَهم، وهو عُتْنيئيلُ بنُ قَناز، أَخو كالِبَ الأَصغَر.
[10] وكانَ روحُ الرَّبِّ علَيه، فَتَوَلَّى القَضاءَ لإسْرائيل، وخَرَجَ لِلحَرْب، فأَسلَمَ الرَّبُّ إِلى يَدِه كوشانَ رِشَعْتائيم، مَلِكَ أَدوم، وٱشتَدَّت يَدُه على كوشانَ رشَعْتائيم.
[11] وهَدَأَتِ الأَرضُ أَربَعينَ سَنَة. وتُوُفِّيَ عُتْنيئيلُ بنُ قَناز.
[12] فعادَ بَنو إِسْرائيلَ إِلى عَمَلِ الشَّرِّ في عَينَيِ الرَّبّ، فقَوَّى الرَّبُّ عَجْلون، مَلِكَ موآب، على إِسْرائيل، لأَنَّهم صَنَعوا الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ.
[13] فضَمَّ إِلَيه بَني عَمُّونَ وعَماليق، ومضى وضَرَبَ إِسْرائيل، وأَخَذَ مَدينَةَ النَّخْل.
[14] وٱستُعبِدَ بَنو إِسْرائيلَ لِعَجْلون، مَلِكِ موآب، ثَمَانِيَ عَشرَةَ سَنَة.
[15] فصَرَخَ بَنو إِسْرائيلَ إِلى الرَّبّ، فأَقامَ الرَّبُّ لَهم مُخَلِّصًا، أَهودَ بنَ جيرا البَنْيامينِيّ، وكانَ رَجُلًا أَيسَر. فأَرسَلَ بَنو إِسْرائيلَ عن يَدِه جِزيَةً إِلى عَجْلون، مَلِكِ موآب
[16] فعَمِلَ أَهودُ لِنَفْسِه سَيفًا ذا حَدَّين، طولُه ذِراع، وتَقَلَّدَه تَحتَ ثَوبِه على فَخذِه اليُمْنى.
[17] وقَدَّمَ الجِزيَةَ إِلى عَجْلون، مَلِكِ موآب، وكانَ عَجْلونُ رَجُلًا سَمينًا جِدًّا.
[18] فلَمَّا ٱنتَهَى مِن تَقْديمِ الجِزْيَة، صَرَفَ القَومَ حامِلي الجِزْيَة.
[19] ثُمَّ رَجَعَ مِن عِندِ الأَوثانِ الَّتي عِندَ الجِلْجالِ وقال: «لي إِلَيكَ كَلامُ سِرٍّ أَيُّها المَلِك». فقال: «صَه!». فخَرَجَ مِن عِندِ المَلِكِ جَميعُ الواقِفينَ لَدَيه.
[20] فتَقَدَّمَ إِلَيه أَهود، وكانَ جالِسًا في غُرفَةِ السَّطْحِ الَّتي كانَت لَه وَحدَه. وقالَ أَهود: «لي إِلَيكَ كَلامٌ مِن عِندِ الله». فنَهَضَ عَجْلونُ عن سَريره.
[21] فمَدَّ أَهودُ يَدَه اليُسْرى، وأَخَذَ السَّيفَ عن فَخذِه اليُمْنى، وضَرَبَه في بَطنِه».
[22] فغاصَ المِقبَضُ أَيضًا وَراءَ النَّصْل، وأَطبَقَ الشَّحْمُ وَراءَ النَّصْل، لأَنَّه لم يَنزِعِ السَّيفَ من بَطنِه، وخَرَجَ مِنَ النَّافِذَة
[23] بَعدَ أَن أَغلَقَ أَبْوابَ الغُرفَةِ وَراءَه وأَقفَلَها.
[24] فلَمَّا خَرَجَ أَهود، دَخَلَ خَدَمُ المَلِكِ ونَظَروا، فإِذا أَبْوابُ الغُرفَةِ مُقفَلة. فقالوا: «لَعَلَّه يَقْضي حاجَةً في مُخدَعِ غُرفَةِ السَّطْح».
[25] فٱنتَظَروا حتَّى ٱحْتاروا في أَمرِه، ورَأَوا أَنَّه لم يَفتَحْ أَبْوابَ الغُرْفَة، فأَخذوا المِفْتاحَ وفَتَحوا، فإِذا سَيِّدُهم صَريعٌ على الأَرضِ مَيتًا.
[26] وفيما هم كانوا يَنْتَظِرون، أَفلَتَ أَهودُ ومَرَّ على الأَوثان ونَجا إِلى سَعيرة.
[27] وعِندَ وُصولِه، نَفَخَ في البوقِ في جَبَلِ أَفْرائيم. فنَزَلَ بَنو إِسْرائيلَ معَه مِنَ الجَبَل، وهو أَمامَهم.
[28] فقالَ لَهم: «إِتْبَعوني، فإِنَّ الرَّبَّ قد أَسلَمَ إِلى أَيديكم أَعْداءَكمُ المُوآبِيِّين». فنَزَلوا وَراءَه وٱستَولَوا على مَعابِرِ الأُردُنِّ إِلى موآب، ولَم يَدَعوا أَحَدًا يَعبُر.
[29] فضَرَبوا مِنَ المُوآبِيِّينَ في ذٰلك الوَقتِ نَحوَ عَشَرَةِ آلافِ رَجُل، كُلَّ شُجاعٍ وكُلَّ رَجُلِ بَأس، ولم يَنجُ مِنهم أَحد.
[30] فذَلَّ المُوآبِيُّونَ تَحتَ يَدِ إِسْرائيلَ في ذٰلك اليَوم، وهَدَأَتِ الأَرضُ ثَمانينَ سَنَة.
[31] وقامَ مِن بَعدِه شَمجَرُ بنُ عَنات، فضَرَبَ مِن أَهلِ فَلِسْطينَ سِتَّ مِئَةِ رَجُلٍ بِمِنخَسِ البَقَر، وخَلَّصَ هو أَيضًا إِسْرائيل.