< إنجيل يوحنا 7

Listen to this chapter • 5 min
[1] وجَعَلَ يسوعُ يَسيرُ بَعدَ ذٰلكَ في الجَليل، ولَم يَشَأْ أَن يَسيرَ في اليَهودِيَّة، لأَنَّ اليَهودَ كانوا يُريدونَ قَتلَه.
[2] وكانَ عيدُ الأَكْواخِ عِندَ اليَهود قَريبًا.
[3] فقالَ لَهُ إِخوَتُه: «إِذهَبْ مِن ههُنا وامضِ إِلى اليَهودِيَّة، حتَّى يَرى تَلاميذُكَ أَيضًا ما تَعمَلُ مِنَ الأَعْمال،
[4] فما مِن أَحَدٍ يَعمَلُ في الخُفيَة إِذا أَرادَ أَن يُعرَف. وما دُمتَ تَعمَلُ هٰذهِ الأَعمال، فأَظهِرْ نَفْسَكَ لِلْعالَم».
[5] ذٰلك بِأَنَّ إِخوَتَه أَنفُسَهم لم يَكونوا يُؤمِنونَ بِه.
[6] فقالَ لَهم يَسوع: «لم يَأتِ وَقْتي بَعْد، وأَمَّا وَقْتُكم فهوَ مُؤاتٍ لَكم أَبَدًا.
[7] لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يُبغِضَكم، وأَمَّا أَنا فيُبغِضُني لأَنِّي أَشهَدُ علَيه بِأَنَّ أَعمالَه سَيِّئَة.
[8] إِصعَدوا أَنتُم إِلى العيد، فأَنا لا أَصعَدُ إِلى هٰذا العيد، لأَنَّ وَقْتي لَم يَحِنْ بَعْد».
[9] قالَ هٰذا ولَبِثَ في الجَليل.
[10] ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِد هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً.
[11] فكانَ اليَهودُ يَطلُبونَه في العيد ويَقولون: «أَينَ هو؟»
[12] والجُموعُ تَتَهامَسُ في شَأنِه، فبَعضُهم يَقول: «إِنَّه رَجُلٌ صالِح»، وبَعضُهُم الآخَرُ يَقول: «كَلاَّ، بل يُضَلِّلُ الشَّعْب».
[13] ولٰكِن لم يَتَحَدَّثْ بِه أَحَدٌ جِهارًا خَوفًا مِنَ اليَهود.
[14] وصَعِدَ يَسوعُ إِلى الهَيكَل وكانَ العيدُ قد بَلَغَ إِلى أَوسَطِه فأَخَذَ يُعَلِّم.
[15] فتَعَجَّبَ اليَهودُ وقالوا: «كَيفَ يَعرِفُ هٰذا الكُتُبَ ولَم يَتَعَلَّم؟»
[16] فأَجابَهم يسوع: «لَيسَ تَعليمي مِن عِندي، بل مِن عِندِ الَّذي أَرسَلَني.
[17] فَإِذا أَرادَ أَحَدٌ أَن يَعمَلَ بِمَشيئَتِه، عَرفَ هل ذَاكَ التَّعليمُ مِن عِندِ الله، أَو أَنِّي أَتَكَلَّمُ مِن عِندِ نَفْسي.
[18] فَالَّذي يَتَكَلَّمُ مِن عِندِ نَفْسِه يَطلُبُ المَجدَ لِنَفْسِه، أَمَّا مَن يَطلُبُ المَجدَ لِلَّذي أَرسَلَه، فهوُ صادِقٌ لا نِفاقَ فيه.
[19] أَلَم يُعطِكُم موسى الشَّريعة؟ وما مِن أَحَدٍ مِنكُم يَعمَلُ بِأَحْكام الشَّريعة. لِمَاذا تُريدونَ قَتْلي؟»
[20] أَجابَ الجَمْع: «بِكَ مَسٌّ مِنَ الشَّيطان، فمَن يُريدُ قَتْلَكَ؟»
[21] أَجابَ يسوع: «ما عَمِلتُ إِلاَّ عَمَلاً واحِدًا، فتعَجَّبتُم كُلُّكم.
[22] سَنَّ موسى فيكُمُ الخِتان (ولَم يَكُنِ الخِتانُ مِن موسى، بل مِنَ الآباء) فتَختِنونَ الإِنسانَ يَومَ السَّبْت.
[23] فإِذا كانَ الإِنسانُ يَتَلَقَّى الخِتانَ يَومَ السَّبْتِ لِئَلاَّ تُخالَفَ شَريعةُ مُوسى، أَفتَحنَقونَ عَلَيَّ لأَنِّي أَبرَأْتُ يَومَ السَّبْتِ إِنسانًا بِكُلِّ ما فيه؟
[24] لا تَحكُموا على الظَّاهِر، بلِ ٱحكُموا بِالعَدْل».
[25] فقالَ أُناسٌ مِن أَهلِ أُورَشَليم: «أَليسَ هٰذا الَّذي يُريدونَ قَتْلَه؟
[26] فها إِنَّه يَتَكلَّمُ جِهارًا ولا يَقولونَ له شَيئًا. تُرى هل تَبَيَّنَ لِلرُّوساءِ أَنَّه المسيح؟
[27] على أَنَّ هٰذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو».
[28] فرَفَعَ يسوعُ صَوتَه وهُو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: «أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي، فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم،
[29] وأَمَّا أَنا فَأَعرِفُه، لأَنِّي مِن عِندِه، وهوَ الَّذي أَرسَلَني».
[30] فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولٰكِن لم يَبسُطْ إِليه أَحَدٌ يَدًا، لأَنَّ ساعتَه لم تَكُن قد جاءَت.
[31] فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثيرٌ وقالوا: «أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثَر مِمَّا أَجْرى هٰذا الرَّجُل؟»
[32] فسَمِعَ الفِرِّيسيُّونَ الجَمْعَ يَتَهامَسونَ بِذٰلِكَ في شَأنِه، فأَرسَلَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ بَعضَ الحَرَسِ لِيُمسِكوه.
[33] فقالَ يسوع: «أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتًا قليلاً، ثُمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني.
[34] ستَطلُبوني فلا تَجِدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا».
[35] فقالَ اليَهودُ بَعضُهم لِبَعضٍ: «إِلى أَينَ يَذهَبُ هٰذا فلا نَجِدَه؟ أَيَذهَبُ إِلى المُشَتِّتينَ مِنَ اليَهودِ بَينَ اليونانِيِّين، فيُعَلِّمَ اليونانِيِّين؟
[36] ما مَعْنى هٰذه الكَلِمَةِ الَّتي قالَها: ستَطلُبوني فلا تَجِدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا»؟
[37] وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد، وهُو أَعظَمُ أَيَّامِه، وقَفَ يسوع ورفَعَ صَوتَه قال: «إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقْبِلْ إِلَيَّ،
[38] ومَن آمَنَ بي فَلْيَشْرَبْ، كما وَرَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ».
[39] وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يَكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد.
[40] فقالَ أَناسٌ مِنَ الجَمعِ وقَد سَمِعوا ذٰلك الكَلام: «هٰذا هو النَّبِيُّ حَقًّا!»
[41] وقالَ غَيرُهُم: «هٰذا هو المَسيح!» ولٰكِنَّ آخَرينَ قالوا: «أَفتُرى مِنَ الجَليلِ يَأتي المَسيح؟
[42] أَلَم يَقُلِ الكِتابُ إِنَّ المَسيحَ هُوَ مِن نَسلِ داود وإِنَّه يَأتي مِنَ بَيتَ لَحْمَ، القَريَةِ الَّتي مِنها خَرَجَ داود؟»
[43] فوقَعَ بَينَ الجَمعِ خَلافٌ في شأنِه.
[44] وأَرادَ بَعضُهم أَن يُمسِكوه، ولٰكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَدًا.
[45] ورَجَعَ الحَرَسُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيِّين
[46] فقالَ لَهم هٰؤلاء: «لِماذا لم تَأتوا بِه؟» أَجابَ الحَرَس: «ما تَكَلَّمَ إِنسانٌ قَطّ مِثلَ هٰذا الرَّجُل».
[47] فأَجابَهُمُ الفِرِّيسيُّون: «أَخُدِعْتُم أَنتُم أَيضًا؟
[48] هل آمنَ بِه أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَساءِ أَوِ الفِرِّيسيِّين؟
[49] أَمَّا هٰؤُلاءِ الرَّعاعُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ الشَّريعَة، فهُم مَلعونون».
[50] فقالَ لَهم نيقوديمُس وكانَ مِنهم، وهُو ذاكَ الَّذي جاءَ قَبْلاً إِلى يَسوع:
[51] «أَتَحكُمُ شَريعَتُنا على أَحَدٍ قَبلَ أَن يُستَمعَ إِلَيه ويُعرَفَ ما فَعَل؟»
[52] أَجابوه: «أَوأَنتَ أَيضًا مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ تَرَ أَنَّه لا يَقومُ مِنَ الجَليلِ نَبِيّ».
[53] ثُمَّ ٱنصَرَفَ كُلٌّ مِنهُم إِلى بَيتِه.