< إنجيل يوحنا 15

Listen to this chapter • 3 min
[1] «أَنا الكَرمَةُ الحَقُّ وأَبي هُوَ الكَرَّام.
[2] كُلُّ غُصنٍ فِيَّ لا يُثمِر يَفصِلُه. وكُلُّ غُصنٍ يُثمِر يُقَضِّبُه لِيَكثُرَ ثَمَرُه.
[3] أَنتُمُ الآنَ أَطهار بِفَضْلِ الكَلامِ الَّذي قُلتُه لَكم.
[4] أُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم. وكما أَنَّ الغُصنَ، إِن لم يَثْبُتْ في الكَرمَة، لا يَستَطيعُ أَن يُثمِرَ مِن نَفْسِه، فكذٰلكَ لا تَستَطيعونَ أَنتُم أن تُثمِروا إِن لم تَثبُتوا فيَّ.
[5] أَنا الكَرْمَةُ وأَنتُمُ الأَغصان. فمَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيه، فَذاكَ الَّذي يُثمِرُ ثَمَرًا كثيرًا، لأَنَّكُم، بِمَعزِلٍ عَنِّي، لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئًا.
[6] مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصنِ إِلى الخارِجِ فَيَيْبَس، فيَجمَعونَ الأَغْصانَ ويُلْقونَها في النَّارِ فَتَشتَعِل.
[7] إِذا ثَبَتُّم فيَّ وثَبَتَ كَلامي فيكُم، فَٱسأَلوا ما شِئتُم يَكُنْ لَكم.
[8] أَلَا إِنَّ ما يُمَجَّدُ بِه أَبي أَن تُثمِروا ثَمَرًا كثيرًا، وتَكونوا لي تلاميذ.
[9] كما أَحَبَّني الآب، فكذٰلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. أُثبُتوا في مَحَبَّتي.
[10] إِذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي، كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه.
[11] قُلتُ لَكم هٰذهِ الأَشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي، فيَكونَ فَرحُكم تامًّا.
[12] وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعْضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم.
[13] لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه.
[14] فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي.
[15] لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم، لأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي، لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي.
[16] لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا ٱختَرتُكم، وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم، فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَه بِٱسمي.
[17] ما أُوصيكُم بِه هو: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا.
[18] إِذا أَبغَضَكُم العالَم، فَٱعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم.
[19] لو كُنتُم مِنَ العالَم، لأَحَبَّ العالَمُ ما كانَ لَه. ولٰكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم، إِذ إِنِّي ٱختَرتُكم مِن بَينِ العالَم، فلِذٰلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم.
[20] أُذكُروا الكَلامَ الَّذي قُلتُه لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظمَ مِن سَيِّده. إِذا ٱضطَهَدوني، فسَيَضطَهِدونَكم أَيضًا. وإِذا حَفِظوا كلامي، فسيَحفَظونَ كَلامَكم أَيضًا.
[21] لا بَل سيَفعَلونَ ذٰلكَ كُلَّه بِكُم مِن أَجْلِ ٱسمي، لأَنَّهم لا يَعرفونَ الَّذي أَرسَلَني.
[22] لو لَم آتِ وأُكَلِّمْهُم لَما كانَت عَليهِم خَطيئَة. ولٰكِن لا عُذْرَ لَهُمُ الآنَ مِن خَطيئَتِهم.
[23] مَن أَبغَضَني أَبغَضَ أَبي أَيضًا.
[24] لو لم أَعمَلْ بَينَهم تلكَ الأَعمالَ الَّتي لم يَعمَلْها أَحَد، لَما كانَت علَيهم خَطيئَة. أَمَّا الآنَ فقَد رأَوا وهُم معَ ذٰلك أَبغَضوني وأَبغَضوا أَبي أَيضًا.
[25] وما كانَ ذٰلك إِلاَّ لِتَتِمَّ الآيَةُ المَكتوبَةُ في شَريعَتِهم وهي: أَبغَضوني بِلا سَبَب.
[26] ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب، رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب، فهُو يَشهَدُ لي،
[27] وأَنتُم أَيضًا تَشهَدون، لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء.