< إنجيل يوحنا 11

Listen to this chapter • 6 min
[1] وكانَ رَجُلٌ مَريضٌ وهو لَعازَر مِن بَيتَ عَنْيا، مِن قَريَةِ مَريَمَ وأُختِها مَرْتا.
[2] ومَريَمُ هيَ الَّتي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِالطِّيب ومَسَحَت قَدَمَيهِ بِشَعرِها. وكانَ المَريضُ أَخاها لَعازَر.
[3] فأَرسَلَت أُختاهُ تقولانِ لِيَسوع: «يا ربّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّه مَريض».
[4] فلمَّا سَمِعَ يسوع قال: «هٰذا المَرَضُ لا يَؤُولُ إِلى المَوت، بل إِلى مَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِه ٱبنُ الله».
[5] وكانَ يسوعُ يُحِبُّ مَرْتا وأُختَها ولَعازَر،
[6] ومعَ ذٰلك فلمَّا سَمِعَ أَنَّه مريض، بَقِيَ في مَكانِه يَومَين.
[7] ثُمَّ قالَ لِلتَّلاميذِ بَعدَ ذٰلِك: «لِنَعُدْ إِلى اليَهودِيَّة».
[8] فقالَ له تَلاميذُه: «رابِّي، قَبلَ قليلٍ حاوَلَ اليَهودُ أَن يَرجُموكَ، أَفَتعودُ إِلى هُناك؟».
[9] أَجابَ يسوع: «أَلَيسَ النَّهارُ ٱثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟ فمَن سارَ في النَّهار لا يَعثُر، لأَنَّه يَرى نورَ هٰذا العالَم.
[10] ومَن سارَ في اللَّيلِ يَعثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيسَ فيه».
[11] وقالَ لَهم بَعدَ ذٰلك: «إِنَّ صَديقَنا لَعازَرَ راقِد، ولٰكِنِّي ذاهِبٌ لأُوقِظَه».
[12] فقالَ له تَلاميذُه: «يا ربّ، إِذا كانَ راقدًا فسَيَنْجو».
[13] وكانَ يسوعُ يَتَكَلَّمُ على مَوتِه، فظَنُّوا أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ على رُقادِ النَّوم.
[14] فقالَ لَهُم يسوعُ عِندَئِذٍ صَراحَةً: «قد ماتَ لَعازَر،
[15] ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك. فَلْنَمْضِ إِلَيه!»
[16] فقالَ توما الَّذي يُقالُ لَه التَّوأَمُ لِسائِرِ التَّلاميذ: «فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضًا لِنَموتَ معَه!».
[17] «فلَمَّا وَصَلَ يسوع وَجَدَ أَنَّهُ في القَبرِ مُنذُ أَربَعَةِ أَيَّام.
[18] وبَيتَ عَنيا قَريبَةٌ مِن أُورَشَليم، على نَحوِ خَمسَ عَشْرَةَ غَلوَة،
[19] فكانَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ قد جاؤوا إِلى مَرْتا ومَريَم يُعَزُّونَهما عن أَخيهِما.
[20] فلَمَّا سَمِعَت مَرتا بِقُدومِ يسوع خَرَجَت لِٱستِقبالِه، في حينِ أَنَّ مَريَمَ ظَلَّت جالِسَةً في البَيت.
[21] فقالَت مَرْتا لِيَسوع: «يا ربّ، لَو كُنتَ هٰهنا لَما ماتَ أَخي.
[22] ولٰكِنِّي ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ما تَسأَلُ الله، فاللهُ يُعطيكَ إِيَّاه».
[23] فقالَ لَها يسوع: «سَيَقومُ أَخوكِ».
[24] قالَت لَه مَرْتا: «أَعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ في اليَومِ الأَخير».
[25] فقالَ لَها يسوع: «أَنا القِيامةُ والحَياة: مَن آمَنَ بي، وَإِن ماتَ، فسَيَحْيا،
[26] وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ أَبَدًا. أَتُؤمِنينَ بِهٰذا؟».
[27] قالَت له: «نَعَم، يا ربّ، إِنِّي أَومِنُ بِأَنَّكَ المسيحُ ٱبنُ اللهِ الآتي إِلى العالَم».
[28] قالت ذٰلك ثُمَّ ذَهَبَت إِلى أُختِها مَريَمَ تَدعوها، فأَسَرَّت إِلَيها: «المُعَلِّمُ هٰهُنا، وهو يَدعوكِ».
[29] وما إِن سَمِعَت مَريَمُ ذٰلك حتَّى قامَت على عَجَلٍ وذَهَبَت إِلَيه.
[30] ولَم يَكُنْ يسوعُ قد وَصَلَ إِلى القَريَة، بل كانَ حَيثُ ٱستَقبَلَتْه مَرْتا.
[31] فلَمَّا رأَى اليَهودُ الَّذينَ كانوا في البَيتِ مَعَ مَريمَ يُعَزُّونَها أَنَّها قامَت على عَجَلٍ وخَرَجَت، لَحِقوا بِها وهم يَظُنُّونَ أَنَّها ذاهِبَةٌ إِلى القَبْرِ لِتَبكِيَ هُناك.
[32] فما إِن وَصَلَت مَريَمُ إِلى حَيثُ كانَ يسوع وَرأَته، حتَّى ٱرتَمَت على قَدَمَيه وقالَت له: «يا رَبّ، لو كُنتَ هٰهُنا لَما مات أَخي».
[33] فلَمَّا رآها يسوعُ تَبكي ويَبكي معَها اليَهودُ الَّذينَ رافَقوها، جاشَ صَدرُه وَٱضطَرَبَت نَفْسُه
[34] وقال: «أَينَ وَضَعتُموه؟» قالوا لَه: «يا رَبّ، تَعالَ فٱنظُر».
[35] فدَمعَت عَيْنا يسوع.
[36] فقالَ اليَهود: «أُنظُروا أَيَّ مَحَبَّةٍ كانَ يُحِبُّه».
[37] على أَنَّ بَعضَهم قالوا: «أَما كانَ بإِمكانِ هٰذا الَّذي فَتَحَ عَينَيِ الأَعمى أَن يَرُدَّ المَوتَ عَنه؟»
[38] فجاشَ صَدرُ يسوعَ ثانِيَةً وذَهَبَ إِلى القبر، وكانَ مَغارةً وُضِعَ على مَدخلِها حَجَر.
[39] فقالَ يسوع: «إِرفَعوا الحَجَر!» قالَت لَه مَرْتا، أُختُ المَيْت: «يا ربّ، لقَد أَنتَن، فهٰذا يَومُه الرَّابع».
[40] قالَ لَها يسوع: «أَلَم أَقُلْ لَكِ إِنَّكِ إِن آمَنتِ تَرَينَ مَجدَ الله؟».
[41] فرَفَعوا الحَجَر ورفَعَ يسوعُ عَينَيه وقال: «شُكرًا لَكَ، يا أَبَتِ، على أَنَّكَ ٱستَجَبتَ لي،
[42] وقَد عَلِمتُ أَنَّكَ تَستَجيبُ لي دائِمًا أَبَدًا، ولكِنِّي قُلتُ هٰذا مِن أَجْلِ الجَمْعِ المُحيطِ بي لِكَي يُؤمِنوا أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني».
[43] قالَ هٰذا ثُمَّ صاحَ بِأَعلى صَوتِه: «يا لَعازَر، هَلُمَّ فٱخرُجْ»
[44] فخَرَجَ المَيتُ مَشدودَ اليَدَينِ والرِّجلَينِ بِالعَصائِب، مَلفوفَ الوَجهِ في مِنْديل. فقالَ لَهم يسوع: «حُلُّوهُ ودَعوهُ يَذهَب».
[45] فآمَنَ بِه كثيرٌ مِنَ اليَهودِ الَّذينَ جاؤوا إِلى مَريَم ورَأَوا ما صَنَع.
[46] على أَنَّ أُناسًا مِنهم مَضَوا إِلى الفِرِّيسيِّينَ فَأَخبَروهم بِما صَنَعَ يسوع.
[47] فعَقَدَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ مَجلِسًا وقالوا: «ماذا نَعمَل؟ فإِنَّ هٰذا الرَّجُلَ يَأتي بِآياتٍ كثيرة.
[48] فإِذا تَركْناهُ وشَأنَه آمَنوا بِه جَميعًا، فيأتي الرُّومانِيُّونَ فيُدَمِّرونَ حَرَمَنا وأُمَّتَنا».
[49] فقالَ أَحَدُهم قَيافا، وكانَ في تِلكَ السَّنَةِ عَظيمَ الكَهَنَة: «أَنتُم لا تُدرِكونَ شَيئًا.
[50] ولا تَفطُنونَ أَنَّه خَيرٌ لكُم أَن يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ عَنِ الشَّعْبِ ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِها».
[51] ولَم يَقُلْ هٰذا الكَلامَ مِن عِندِه، بَل قالَه لأَنَّه عظيمُ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة، فتَنَبَّأَ أَنَّ يسوعَ سَيموتُ عَنِ الأُمَّة،
[52] ولا عنِ الأُمَّةِ فَقَط، بل لِيَجمَعَ أَيضًا شَمْلَ أَبناءِ الله المُشَتَّتين.
[53] فعَزَموا مُنذُ ذٰلك اليَومِ على قَتْلِه.
[54] فكَفَّ يسوعُ عَنِ الجَوَلانِ بَينَ اليَهودِ عَلانِيَةً، فذهَبَ مِن هُناكَ إِلى النَّاحِيَةِ المُتاخِمَةِ لِلبَرِّيَّة إِلى مَدينَةٍ يُقالُ لَها أَفرامُ، فأَقامَ فيها مَعَ تَلاميذِه.
[55] وكانَ قدِ ٱقتَرَبَ فِصحُ اليَهود، فصَعِدَ خَلْقٌ كَثيرٌ مِن تِلكَ النَّاحِيَةِ إِلى أُورَشَليمَ قَبلَ الفِصْحِ لِيَطَّهِروا.
[56] وكانوا يَبحَثونَ عن يسوع، فيقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ وهُم قائمونَ في الهَيكَل: «ما رَأيُكم: أَتُراه لا يَأتي إِلى العيد؟»
[57] وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ قد أَمروا بِأَن يُخبِرَ عنه كُلُّ مَن يَعلَمُ أَينَ هو، لِكَي يُمسِكوه.