< سفر أيوب 9

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ أَيُّوبُ وقال:
[2] قد عَلِمتُ يَقينًا أَنَّ الأَمرَ كذٰلِك، فكَيفَ يَكونُ الإِنسانُ بارًّا أَمامَ الله؟
[3] فإِن طابَ لَه أَن يُخاصِمَه، لم يُجِبْه عن واحِدٍ مِن أَلْف.
[4] إِنَّه حَكيمُ القَلْبِ شَديدُ البَأس، فمَن ذا الَّذي يَتَصَلَّبُ أَمامَه ويَسلَم؟
[5] يُزَحزِحُ الجِبالَ ولا تَشعُر، وفي غَضَبِه يَقلِبُها.
[6] ويُزَعزِعُ الأَرضَ مِن مَكانِها، فتَرتَجِفُ أَعمِدَتُها.
[7] يأمُرُ الشَّمسَ فلا تُشرِق، ويَختِمُ على الكَواكِب.
[8] هو الباسِطُ السَّمَواتِ وَحدَه والسَّائِرُ على مُتونِ البَحْر،
[9] خالِقُ بَناتِ النَّعْشِ والجَوزاء والثُّرَيَّا وأَخاديرِ الجَنوب.
[10] صانِعُ عَظائِمَ لا تُسبَر وعَجائِبَ لا تُحْصى.
[11] يَمُرُّ بي فلا أُبصِرُه، ويَجْتازُ فلا أَشعُرُ بِه.
[12] إِن سَلَبَ فمَن ذا يَرُدُّه، أَو مَن يَقولُ لَه: ماذا تَفعَل؟
[13] اللهُ لا يَرُدُّ غَضَبَه وأَعْوانُ رَهَبَ يَرتَمونَ تَحتَه.
[14] فكَيفَ أَنا أَجيبُه، أَو أَخْتارُ حُجَجي علَيه؟
[15] فإِنِّي لو كُنتُ بارًّا لا أُجيب، وإِنَّما أَلتَمِسُ رَحمَةَ دَيَّاني.
[16] لو دَعَوتُه فأَجابَني، لَما آمَنتُ أَنَّه أَصْغى إِلى صَوتي.
[17] ذٰلك الَّذي يَسحَقُني في الزَّوبَعة، ويُثخِنُني بِالجِراحِ بِغَيرِ عِلَّة.
[18] لا يَترُكُني آخُذُ نَفَسي، وإِنَّما يُجَرِّعُني مَرارات.
[19] أَمَّا قُوَّةُ القاهِرِ فإِنَّها لَه، وأَمَّا القَضاءُ فمَن ذا يَستَدْعيه؟
[20] إِن كُنتُ بارًّا فإِنَّ فَمي يُؤَثِّمُني، أَو كامِلًا فإِنَّه يُجَرِّمُني.
[21] وهَبْني كامِلًا فإِنِّي لا أَعرِفُ نَفْسي. قد سَئِمتُ حَياتي.
[22] الأَمرُ واحِدٌ ولِذٰلك قُلتُ: إِنَّه يُفْني الكامِلَ والشِّرِّيرَ على السَّواء.
[23] مَتى تُنزِلُ الكارِثَةُ مَوتًا فُجائِيًّا يَسخَرُ مِن يأسِ الأَبرِياء.
[24] إِن اُسلِمَتِ الأَرضُ إِلى يَدَيِ الشِّرِّير، حَجَبَ اللهُ وُجوهَ قُضاتِها. إِن لم يَكُنْ هو فمَن يَكون؟.
[25] أَيَّامي أَسرَعُ مِن عَدَّاء قد فَرَّت ولم تُصِبْ خَيرًا.
[26] قد مَرَّت كسُفُنِ البَرْدِيّ، كالعُقابِ المُنقَضِّ على طَعامِه.
[27] إِن قُلتُ: سأَنْسى شَكْوايَ وأُطلِقُ وَجْهي وأَبتَسِم.
[28] تَخَوَّفتُ مِن جَميعِ آلامي لِعِلْمي بِأَنَّكَ لا تُبَرِّئُني.
[29] إن كُنتُ مُستَذنَبًا، فلِماذا أَتعَبُ عَبَثًا؟
[30] لو ٱغتَسَلتُ بِالثَّلْجِ ونَقَّيتُ كَفَّيَّ بِالحُرُض،
[31] لَغَطَستَني في الهُوَّة، حتَّى تَعافَني ثِيابي.
[32] إِنَّه لَيسَ بإِنْسانٍ مِثْلي فأُجاوِبَه، حَتَّى نَمثُلَ كِلانا أَمامَ القَضاء.
[33] لو كانَ بَينَنا حَكَمٌ يَجعَلُ يَدَه على كِلَينا،
[34] لرَفَعَ عَنِّي عَصاه ولَما رَوَّعَني رُعبُه.
[35] حينَئذٍ أَتَكَلَّمُ ولا أَخافُه لأَنِّي لَستُ كذٰلكَ في نَظَري.