< سفر أيوب 5

Listen to this chapter • 2 min
[1] أُدعُ، فهَل لَكَ مَن يُجيب؟ إِلى أَيٍّ مِنَ القِدِّيسينَ تَلتَفِت
[2] فإِنَّ الغَبِيَّ يَقتُلُه الكَرْب، والأَبلَهَ يُميتُه الحَسَد.
[3] إِنِّي رَأَيتُ الغَبِيَّ يَتَأَصَّل، ثُمَّ لم أَلبَثْ أَن لَعَنتُ مَسكِنَه.
[4] يَبعُدُ بَنوه عنِ الخَلاص. يُسحَقونَ في البابِ ولا مُنقِذَ لَهم.
[5] يأكُلُ الجائِعُ حَصيدَه خَطْفًا مِن بَينِ الأَشْواك ويَبتَلِعُ العَطْشى ثَروَتَه.
[6] فإِنَّ الإِثمَ لا يَبرُزُ مِنَ التُّراب، ولا المَشَقَّةُ تَنبُتُ مِنَ الأَرْض.
[7] فالإِنْسانُ يولَدُ لِلشَّقاء، كما يولَدُ الشَّرَرُ لِيُحَلِّقَ في الطَّيَران.
[8] أَمَّا أَنا فإِلى اللهِ أَتَوَسَّل، وإِلَيه أَرفَعُ قَضِيَّتي:
[9] الَّذي يَصنَعُ عَظائِمَ لا تُسبَر وعَجائِبَ لا تُحْصى،
[10] الَّذي يُفيضُ الغَيثَ على وَجهِ الأَرْض، ويُرسِلُ المِياهَ على وَجهِ الحُقول.
[11] وإِذا أَرادَ أَن يَرفَعَ الوُضَعاءَ إِلى العَلاء، وأَن يَرتَفِعَ المَحْزونونَ إِلى الخَلاص،
[12] يُبطِلُ خُطَطَ المُحْتالين، فلا تُتِمُّ أَيديهِم حِيَلَهم،
[13] ويَصْطادُ الحُكَماءَ بِٱحتِيالِهم، فتَسقُطُ مَشورةُ الماكِرين.
[14] في النَّهارِ يكتَفونَ بِالظَّلام، وفي الظَّهيرَةِ يَجُسُّونَ كأَنَّهم في اللَّيل.
[15] يُخَلِّصُ المِسْكينَ مِن سَيفِ أَفْواهِهم، ومِن يَدِ المُقتَدِر.
[16] فيَكونُ لِلبائسِ رَجاء، والظُّلمُ يَسُدُّ فاه.
[17] طوبى للأُنْسانِ الَّذي يُوَبِّخُه الله، فلا تَنبُذَنَّ تَأديبَ القَدير.
[18] فإِنَّه يَجرَحُ ويَعصِب، يَضرِبُ ويَداه تَشْفِيان.
[19] في سِتِّ شَدائِدَ يُنقِذُكَ وفي السَّابِعَةِ لا يَمَسُّكَ سوء.
[20] في المَجاعَةِ يَفْديكَ مِنَ المَوت، وفي القِتالِ مِن حَدِّ السَّيف.
[21] مِن سَوطِ اللِّسانِ تَستَتِر، ولا تَخْشى الدَّمارَ إِذا وَقَع.
[22] تَسخَرُ بِالدَّمارِ والفاقة، ولا تَخْشى مِن وُحوشِ الأَرض
[23] لأَنَّ لَكَ عَهدًا مع حِجارَةِ الحُقول، ووُحوشُ البَرِّيَّةِ تُسالِمُكَ.
[24] وتَعلَمُ أَنَّ خَيمَتَكَ أَمْنٌ، وتَتَفَقَّدُ مُلكَكَ فلا يَنقُصُ شَيء.
[25] وتَعلَمُ أَنَّ ذُرِّيَّتَكَ تَكثُر، وأَنَّ خَلَفَكَ كعُشبِ الأَرْض،
[26] وتَدخُلُ القَبرَ في شَيبَةٍ وافِيَة، كما يُرفَعُ الكُدسُ في أَوانِه.
[27] هٰذا ما فَحَصْناه وهو الحَقّ، فٱسمَعْه وٱنتَفِعْ بِه».