< سفر أيوب 38

Listen to this chapter • 2 min
[1] فأَجابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ مِنَ العاصِفَةِ وقال:
[2] «مَن هٰذا الَّذي يُسَوِّدُ تَدْبيري بِأَقْوالٍ لَيسَت مِنَ العِلمِ بِشَيء؟
[3] شُدَّ وَسْطَكَ وكُنْ رَجُلًا إِنِّي سائِلُكَ فأَخبِرْني.
[4] أَينَ كُنتَ حينَ أَسَّستُ الأَرْض؟ تَكَلَّمْ إِن كُنتَ عالِمًا بالفِطنَة.
[5] مَن وَضَعَ مَقاديرَها إِن كُنتَ تَعلَم أَم مَن مَدَّ الحَبلَ علَيها؟
[6] على أَيِّ شَيءٍ غُرِزَت قواعِدُها أَم مَن وَضَعَ حَجَرَ زاوِيَتِها،
[7] إِذ كانَت كَواكِبُ الصُبحِ تُرَنِّمُ جَميعًا وكُلُّ بَني اللهِ يَهتِفون؟
[8] ومَن حَجَزَ البَحرَ بِمِصراعَين، حينَ ٱندَفَعَ خارِجًا مِنَ الرَّحِم،
[9] إِذ جَعَلتُ الغَمامَ لِباسًا لَه والغَيمَ المُظلِمَ قِماطًا
[10] وفَرَضتُ عليه حُكْمي وجَعَلتُ لَه مَغاليقَ ومِصراعَين
[11] وقُلتُ: إِلى هُنا تأتي ولا تَتَعَدَّى وهُنا يَقِفُ طُغْيانُ أَمواجِكَ؟
[12] أَأَنتَ في أَيَّامِكَ أَمَرتَ الصُّبْح وعَرَّفتَ الفَجرَ مَكانَه
[13] لِيأخُذَ بِأَطْرافِ الأَرْض فيُنفَضَ الأَشْرارُ عنها؟
[14] تَتَحَوَّلُ كطينِ الخاتَم فيَقومُ كُلُّ شَيءٍ كأَنَّه مَكسُوٌّ بِالثِّياب
[15] ويُحرَمُ الأَشْرارُ نورَهم وتُحَطَّمُ الذِّراعَ المُرتَفِعة.
[16] هل وَصَلتَ إِلى يَنابيعِ البَحْر أَم جُلتَ في أَعْماقِ الغَمْر؟
[17] هل كُشِفَت لَكَ أَبْوابُ المَوت أَم عايَنتَ أَبْوابَ ظِلالِ المَوت؟
[18] هل أَحَطتَ بِعَرضِ الأَرض؟ أَخبِرْ إِن كُنتَ عالِمًا بِكُلِّ ذٰلك.
[19] أَينَ الطَّريقُ إِلى مَقَرِّ النُّور؟ والظُّلْمَةُ أَينَ مَوضِعُها
[20] لِتَذهَبَ بِهما إِلى أَرضِهما وتَعرِفَ طُرُقَ مَسكِنِهما.
[21] تَعرِفُها لأَنَّك كُنتَ قد وُلِدتَ وعَدَدُ أَيَّامِكَ كَثير.
[22] هل وَصَلتَ إِلى مَخازِنِ الثَّلْج أَم عايَنتَ مَخازِنَ البَرَد
[23] الَّتي ٱدَّخَرتُها لأَوانِ الشِّدَّة لِيَومِ الحَربِ والقِتال؟
[24] بِأَيِّ طَريقٍ يَتَوَزَّعُ النُّور وتَنتَشِرُ الرِّيحُ الشَّرقِيَّةُ على الأَرْض؟
[25] مَن شَقَّ قَناةً لِوابِلِ المَطَر وطَريقًا لِقَصفِ الرَّعْد
[26] لِيُمطِرَ على أَرضٍ لا إِنْسانَ فيها على قَفرٍ لا بَشَرَ فيه
[27] لِيُروِيَ القِفارَ المُقفِرة ويُنبِتَ فيها العُشْب؟
[28] هل مِن أَبٍ لِلمَطَر أَم مَن وَلَدَ قَطَراتِ النَّدى؟
[29] مِن بَطنِ مَن خَرَجَ الجَليد ومَن وَلَدَ صَقيعَ السَّماء؟
[30] تَتَجَمَّدُ المِياهُ كالحِجارة ويَتَماسَكُ وَجهُ الغَمْر.
[31] أَأَنتَ تَشُدُّ عُقَدَ الثُّرَيَّا أَم أَنتَ تَحُلُّ حِبالَ الجَوزاء؟
[32] أَتُطلِعُ النُّجومَ في أَوقاتِها وتَهْدي النَّعشَ مع بَناتِه؟
[33] هل عَلِمتَ أَحْكامَ السَّمٰوات أَم جَعَلتَ لَها سُلْطانًا على الأَرْض؟
[34] أَتَرفَعُ صَوتَكَ إِلى الغُيوم فيُغَطِّيكَ غَمْرُ ماء؟
[35] أَتُرسِلُ البُروقَ فتَنطَلِق وتَقولُ لَكَ: «لَبَّيكَ؟»
[36] مَن وَضَعَ الحِكمَةَ في أَبي المِنجَل، أَم مَن أَعْطى الدِّيكَ الفِطنَة؟
[37] مَن يُحْصي الغُيومَ بِحِكمَتِه ومَن يُميلُ زِقاقَ السَّمٰوات،
[38] إِذ يَتَلَبَّدُ التُّراب ويَتلاصَقُ المَدَر؟
[39] أَتَصْطادُ لِلَّبُؤَةِ فَريسَتَها وتُشبِعُ شَهِيَّةَ أَشْبالِها
[40] حينَ تَربِضُ في العَرائِن وتَقعُدُ في أَجَمَتِها كامِنَة؟
[41] مَن يَرزُقُ الغُرابَ صَيدَه إِذ تَنعَبُ فِراخُه إِلى الله وتَهيمُ لِعَوَزِ القُوت؟