< سفر إرميا 8

Listen to this chapter • 3 min
[1] في ذٰلك الزَّمان، يَقولُ الرَّبّ، يُخرِجونَ عِظامَ مُلوكِ يَهوذا وعِظامَ رُؤَسائِه وعِظامَ الكَهَنَةِ وعِظامَ الأَنبِياءِ وعِظامَ سُكَّانِ أُورَشَليمَ مِن قُبورِهم،
[2] ويَنشُرونَها تُجاهَ الشَّمسِ والقَمَرِ وكُلِّ قُوَّاتِ السَّماءِ الَّتي أَحَبُّوها وعَبَدوها وساروا وَراءَها وٱلتَمَسوها وسَجَدوا لَها، فلا تُجمَعُ ولا تُدفَن، وتَكونُ زِبلًا على وَجهِ الأَرض.
[3] ويُفَضَّلُ المَوتُ على الحَياةِ عِندَ جَميعِ البَقِيَّة، الباقينَ مِن هٰذه العَشيرةِ الشِّرِّيرة، الباقينَ في جَميعِ الأَماكِنِ الَّتي طَرَدتُهم إِلَيها، يَقولُ رَبُّ القُوَّات.
[4] وتَقولُ لَهم: هٰكذا قالَ الرَّبّ: أَيَسقُطونَ فلا يَنهَضون، ويَرتَدُّونَ فلا يَتوبون؟
[5] ما بالُ هٰذا الشَّعبِ، ما بالُ أُورَشَليمَ قد تَمادَت في ٱرتِدادِها؟ إِنَّهم تَمَسَّكوا بِالمَكْرِ وأَبَوا أَن يَتوبوا.
[6] إِنِّي أَصغَيتُ وٱستَمَعتُ، فإِذا هم يَتَكَلَّمون بِما لا يَليق، ولَيسَ مَن يَندَمُ على شَرِّه قائلًا: «ماذا صَنَعتُ؟» بل كُلُّ واحِدٍ يَعودُ إِلى مَسْعاه، كفَرَسٍ يَندَفِعُ في القِتال.
[7] اللَّقلَقُ في السَّماءِ يَعرِفُ مَواقيتَه، واليَمامَةُ والخُطَّافُ والكُركِيُّ تُراعي وَقتَ مجيئِها، أَمَّا شَعْبي فلا يَعرِفُ حُكمَ الرَّبّ.
[8] كَيفَ تقولون: «نَحنُ حُكَماء وشَريعَةُ الرَّبِّ مَعنا؟» إِنَّ قَلَمَ الكَتَبَةِ الكاذِبَ حَوَّلَها إِلى الكَذِب.
[9] سيَخْزى الحُكَماءُ ويَفزَعون ويُؤخَذون. ها إِنَّهم نَبَذوا كَلِمَةَ الرَّبّ، فأَيَّةُ حِكمَةٍ لَهم؟
[10] لِذٰلك أُعْطي نِساءَهم لِآخَرين، وحُقولَهم لِلوارِثين لأَنَّهم مِن صَغيرِهم إِلى كَبيرِهم، يَطمَعونَ جَميعًا في المَكاسِب، مِنَ النَّبِيِّ وحَتَّى إلى الكاهِن، يَأتونَ الكَذِبَ جَميعًا،
[11] ويُداوونَ كَسرَ بِنتِ شَعْبي بِٱستِخْفاف، قائلين: «سَلامٌ سلام»، ولا سَلام.
[12] هل خَزوا لأَنَّهمُ ٱقتَرَفوا القَبيحة؟ بل لم يَخزَوا خِزيًا ولم يَعرِفوا الخَجَل، فلِذٰلك سيَسقُطونَ مع السَّاقِطين، وعِندَ ٱفتِقادي يَعثُرون، قالَ الرَّبّ.
[13] سأُبيدُهم إِبادةً، يَقولُ الرَّبّ، لا عِنَبَ في الكَرمَةِ ولا تينَ في التِّينة. والوَرَقُ قد ذَوى، وأَجعَلُ علَيهم مَن يَدوسُهم.
[14] لِماذا تَبْقى بِلا حِراك؟ تَجَمَّعوا، فنَدخُلَ المُدُنَ الحَصينَة ونَظَلَّ ساكِتينَ هُناكَ، فإِنَّ الرَّبَّ إِلٰهَنا قد أَسكَتَنا، وسَقانا ماءَ سُمٍّ، لأَنَّنا خَطِئنا إِلى الرَّبّ.
[15] إِنتَظَرنا السَّلامَ فلم يَكُنْ خَير، وأَوانَ الشِّفاءِ فإِذا الرُّعْب،
[16] مِن دانَ سُمِعَ نَخيرُ خَيلِه، ومِن صَوتِ صَهيلِ جِيادِه اِرتَجَفَتْ كُلُّ الأَرض، فقَدِموا وٱلتَهَموا الأَرضَ ومِلْأَها، المَدينَةَ وسُكَّانَها.
[17] هاءَنَذا أَبعَثُ فيكم حَيَّاتٍ أَراقِم، لا تُرْقى فتَلدَغُكم، يَقولُ الرَّبّ.
[18] لا دَواءَ لِحَسرَتي، فإِنَّ قَلْبي فِيَّ سَقيم.
[19] هُوَذا صَوتُ ٱستِغاثَةِ بِنتِ شَعْبي، مِن أَرضٍ بَعيدة. أَلَيسَ الرَّبُّ في صِهْيون؟ أَلَيسَ مَلِكُها فيها؟ (لِماذا أَسخَطوني بِمَنْحوتاتِهم وبِأَباطيلِ الغَريب؟)
[20] مَضى الحِصادُ وٱنْقَضى الصَّيف، ونَحنُ لم نَخلُصْ.
[21] على كَسْرِ بِنتِ شَعْبي ٱنكَسَرتُ، وغُمِمتُ وأَخَذَني الدَّهَش.
[22] أَلَيسَ مِن بَلَسانٍ في جِلْعاد، أَولَيسَ مِن طَبيبٍ هُناك؟ فلِماذا لا يَلتَئِمُ جُرحُ بِنتِ شَعْبي؟
[23] مَن يُحَوِّلُ رَأْسي إِلى مِياه، وعَينَيَّ إِلى يَنْبوعِ دُموع، فأَبْكيَ نَهارًا ولَيلًا على قَتْلى بِنتِ شَعْبي؟