< سفر إرميا 23

Listen to this chapter • 6 min
[1] وَيلٌ لِلرُّعاةِ الَّذينَ يُبيدونَ ويُشَتِّتونَ غَنَمَ رَعِيَّتي، يَقولُ الرَّبّ.
[2] لِذٰلِك هٰكذا تَكَلَّمَ الرَّبُّ، إِلٰهُ إِسْرائيل، على الرُّعاةِ الَّذينَ يَرعَونَ شَعْبي: إِنَّكم قد شَتَّتُّم غَنَمي وطَرَدتُموها ولم تَفتَقِدوها. فهاءَنَذا أَفتَقِدُ علَيكم شَرَّ أَعْمالِكُم، يَقولُ الرَّبّ،
[3] وأَجمَعُ بَقِيَّةَ غَنَمي مِن جَميعِ الأَراضي الَّتي طَرَدتُها إِلَيها، وأَرُدُّها إِلى مَراعيها، فتُثمِرُ وتَكثُر.
[4] وأُقيمُ علَيها رُعاةً يَرعَونَها، فلا تَعودُ تَخافُ وتَفزَع، ولا يَكونُ مِنها مَفْقود، يَقولُ الرَّبّ.
[5] ها إِنَّها ستأتي أَيَّامٌ، يَقولُ الرَّبّ، أُقيمُ فيها لِداوُدَ نَبْتًا بارًّا، ويَملِكُ مَلِكٌ يَتَصَرَّفُ بِفِطنَة، ويُجري الحُكمَ والبِرَّ في الأَرض.
[6] في أَيَّامِه يُخَلَّصُ يَهوذا، ويَسكُن إِسْرائيلُ في أَمان. والِٱسمُ الَّذي سيُدْعى بِه، هو «الرَّبُّ بِرُّنا».
[7] لِذٰلك ها إِنَّها ستَأتي أَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، لا يَقولونَ فيها مِن بَعدُ: «حَيٌّ الرَّبُّ الَّذي أَصعَدَ بَني إِسْرائيلَ مِن أَرضِ مِصْر»،
[8] بل: «حَيٌّ الرَّبُّ الَّذي أَصعَدَ ذُرِّيَّةَ بَيتِ إِسْرائيل، وأَتى بِهم مِن أَرضِ الشَّمالِ ومِن جَميعِ الأَراضي الَّتي دَفَعتُهم إِلَيها، فسَكَنوا في أَرضِهم».
[9] على الأَنبياء: قدِ ٱنكَسَرَ قَلْبي في داخِلي، ورَجَفَت كُلُّ عِظامي، وصِرتُ كإِنْسانٍ سَكْران، وكرَجُلٍ غَلَبَته الخَمْر بِسَبَبِ الرَّبِّ، وبِسَبَبِ كَلِماتِ قُدسِه.
[10] لأَنَّ الأَرضَ ٱمتَلأَت مِنَ الفُسَّاق، وناحَت بِسَبَبِ اللَّعنَة، ويَبِسَت مَراعي البرِّيَّة، وصارَت مَساعيهِم شِرِّيرة، وبَسالَتُهم ظالِمة.
[11] لأَنَّ النَّبِيَّ والكاهِنَ كافِران، وفي بَيتي وَجَدتُ شَرَّهما، يَقولُ الرَّبّ:
[12] لِذٰلك يَكونُ طَريقُهما كمَزلَقة، فيُدفَعانِ إِلى الظَّلامِ ويَسقُطانِ فيه، لأَنِّي أَجلُبُ علَيهما شَرًّا، في سَنَةِ عِقابِهما، يَقولُ الرَّبّ.
[13] ففي أَنبِياءِ السَّامِرَةِ رَأَيتُ الغَباوَة: تَنَبَّأُوا بِالبَعلِ وأَضَلُّوا شَعْبي إِسْرائيل.
[14] وفي أَنبِياءِ أُورَشَليم رَأَيتُ ما يُقشَعَرُّ مِنه: الفِسْقَ والسُّلوكَ في الكَذِب، شَدَّدوا أَيدي فَعَلَةِ الشَّرّ، لِئَلاَّ يَرجِعوا كُلُّ واحِدٍ عن سوئِه، فصاروا كُلُّهم كَسدوم، وصارَ سُكَّانُها كعَمورة.
[15] لِذٰلِكَ هٰكذا تَكَلَّمَ رَبُّ القُوَّات على الأَنبِياء: هاءَنَذا أُطعِمُهم مَرارَة، وأَسْقيهم ماءَ سُمّ، لأَنَّه مِن أَنبِياءِ أُورَشَليم، خَرَجَ الكُفرُ إِلى كُلِّ الأَرض.
[16] هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: لا تَسمَعوا لِكَلامِ الأَنبِياءِ، الَّذينَ يَتَنَبَّأونَ لَكم ويَخدَعونَكم. يَتَكَلَّمونَ بِرُؤْيا قُلوبِهم، لا بِما يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبّ.
[17] يَقولونَ لِلَّذينَ يَحتَقِرونَني: «قد تَكَلَّمَ الرَّبّ، فسيَكونُ لَكم سَلام»، ولِكُلِّ مَن يَسيرُ على تَصَلُّبِ قَلبِه، يَقولون: «لا تَحِلُّ بِكم بَلْوى».
[18] لأَنَّه مَن وَقَفَ في مَجلِسِ الرَّبّ، ورَأَى وسَمِعَ كَلِمَتَه؟ مَنِ الَّذي أَصْغى إِلى كَلِمَتِه وٱستَمَعَها؟
[19] ها إِنَّ زَوبَعَةَ سُخطِ الرَّبِّ قد خَرَجَت، وعاصِفَةً هائِجَةً قد ثارَت، على رُؤُوسِ الأَشْرار.
[20] فلا يَرجِعُ غَضَبُ الرَّبّ، حتَّى يَفعَلَ وحتَّى يُتِمَّ مُرادَ قَلبِه. في آخِرِ الأَيَّامِ تَفهَمون:
[21] إِنِّي لم أُرِسلِ الأَنبِياء وها إِنَّهم يَركُضون، ولَم أُكَلِّمْهم وها إِنَّهم مُتَنَبِّئون.
[22] ولو وَقَفوا في مَجلِسي، وأسمَعوا شَعْبي كَلامي، لَكانوا أَرجَعوهم عن طَريقِهمِ الشِّرِّير، وعن شَرِّ أَعْمالِهم.
[23] أَإِلٰهٌ أَنا عن قُربٍ، يَقولُ الرَّبّ، ولَستُ إِلٰهًا عن بُعْد؟
[24] أَيَخْتَبِئُ إِنسانٌ في الخَفايا، وأَنا لا أَراه، يَقولُ الرَّبّ؟ أَلَستُ مالِئَ السَّمٰواتِ والأَرض، يَقولُ الرَّبّ؟
[25] إِنِّي سَمِعتُ ما قالَه الأَنبِياءُ المُتَنَبِّئونَ بِٱسمي كَذِبًا قائلين: «لقَد حَلَمتُ، لقَد حَلَمتُ».
[26] إِلى مَتى يَكونُ ذٰلك في قُلوبِ الأَنبِياءِ المُتَنَبِّئينَ بِالكَذِب والمُنبِئينَ بِمَكرِ قُلوبِهم،
[27] والَّذينَ يَقصِدونَ أَن يُنْسوا شَعْبِيَ ٱسمي، بِأَحْلامِهمِ الَّتي يَقُصُّها كُلٌّ مِنهم على صاحِبِه، كما نَسِيَ آباؤُهمُ ٱسْمي لأَجْلِ البَعْل؟
[28] النَّبِيُّ الَّذي عِندَه حُلمٌ فليَقُصَّه، والَّذي عِندَه كَلِمَتي فلْيَتَكَلَّمْ بِها بِالحَقّ. أَيُّ صِلَةٍ بَينَ التِّبنِ والحِنطَة، يَقولُ الرَّبّ؟
[29] أَلَيسَت كَلِمَتي كالنَّار، يَقولُ الرَّبّ وكالمِطرَقَةِ الَّتي تُحَطِّمُ الصَّخْر؟
[30] لِذٰلك هاءَنَذا على الأَنبِياء، يَقولُ الرَّبّ، الَّذينَ يَسرِقونَ كَلامي كُلُّ واحِدٍ مِن صاحِبِه.
[31] هاءَنَذا على الأَنبِياء، يَقولُ الرَّبّ، الَّذينَ يَستَخدِمونَ أَلسِنَتَهم ويَقولونَ أَقْوالًا نَبَوِيَّة.
[32] هاءَنَذا على الَّذينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلامٍ كاذِبَة، يَقولُ الرَّبّ، ويَقُصُّونَها ويُضِلُّونَ شَعْبي بِأَكاذيبِهم وعُجبِهم، وأَنا لم أُرسِلْهم ولم آمُرْهم، وهم لا يَنفَعونَ هٰذا الشَّعبَ في شيءٍ، يَقولُ الرَّبّ.
[33] إِذا سَأَلَكَ هٰذا الشَّعبُ أَو نَبِيٌّ أَو كاهِنٌ قائلًا: «ما حِمْلُ الرَّبّ»، فقُلْ لَهم: «أَنتُم حِملٌ فأَنا أُلقيكم عنِّي، يَقولُ الرَّبّ»،
[34] والنَّبِيُّ والكاهِنُ والشَّعبُ الَّذي يَقول: «حِمْلُ الرَّبّ»، أَفتَقِدُ ذٰلك الإِنسانَ هو وبَيتَه.
[35] قولوا هٰكذا كُلٌّ مِنكم لصاحِبِه وكُلٌّ لأَخيه: «بِماذا أَجابَ الرَّبُّ» أو «بِماذا تَكَلَّمَ الرَّبّ؟»
[36] أَمَّا حِمْلُ الرَّبِّ فلا تَذكُروه مِن بَعدُ، فإِنَّ كَلِمَةَ الإِنسانِ تَكونُ حِملَه، إِذ قد حَوَّلتُم كَلامَ الإلٰهِ الحَيّ، رَبِّ القُوَّاتِ إِلٰهِنا.
[37] هٰكذا قُلْ لِلنَّبِيّ: «بِماذا أَجابَ الرَّبُّ» أَو «بِماذا تَكَلَّمَ الرَّبّ؟»
[38] فإن قُلتُم: «حِملُ الرَّبّ»، فهٰكذا قالَ الرَّبّ: بِسَبَبِ قولِكم «حِملُ الرَّبّ»، بَعدَما أَرسَلتُ إِلَيكم قائلًا: لا تقولوا: «حِمْلَ الرَّبّ»،
[39] لِذٰلك هاءَنَذا أَرفَعُكم رَفْعًا وأَنبِذُكم عن وَجْهي أَنتُم والمَدينَةَ الَّتي أَعطَيتُها لَكم ولِآبائِكم،
[40] وأَجعَلُ علَيكم عارًا أَبَدِيًّا وخِزْيًا أَبَدِيًّا لن يُنْسى.