< يعقوب 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] يا إِخوتي، لا تَجمَعوا بَينَ مُراعاةِ الأَشخاصِ والإِيمانِ بِرَبِّنا يسوعَ المسيح، لَه المَجْد.
[2] فإِذا دَخَلَ مَجمَعَكم رَجُلٌ بِإِصبَعِه خاتَمٌ مِن ذَهَبٍ وعلَيهِ ثِيابٌ بَهِيَّة، ودَخَلَ أَيضًا فَقيرٌ علَيه ثِيابٌ وَسِخَة،
[3] فالتَفتُّم إِلى صاحِبِ الثِّيابِ البَهِيَّة وقُلتُم له: «إِجلِسْ أَنتَ هٰهُنا في الصَّدْر»، وقُلتُم لِلفَقير: «أَنتَ قِفْ» أَو «اِجلِسْ عِندَ موطِئِ قَدَمَيَّ»،
[4] أَفَلا تَكونونَ قد مَيَّزتُم في أَنْفُسِكم وصِرتُم قُضاةً ساءَت أَفكارُهُم؟
[5] إِسمَعوا، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء: أَلَيسَ اللهُ ٱختارَ الفُقَراءَ في نَظَرِ النَّاس فجَعَلَهم أَغنِياءَ بِالإِيمان ووَرَثَةً لِلمَلَكوتِ الَّذي وَعَدَ بِه مَن يُحِبُّونَه؟
[6] وأَنتُم أَهَنتُمُ الفَقير! أَلَيسَ الأَغنِياءُ همُ الَّذينَ يَظلِمونَكم ويَسوقونَكم إِلى المَحاكِم؟
[7] أَوَلَيسَ همُ الَّذينَ يُجَدِّفونَ على الاِسْمِ الحَسَنِ الَّذي ذُكِرَ علَيكم؟
[8] فإِذا عَمِلتُم بِالشَّريعَةِ السَّامِيَةِ الَّتي نَصَّ عَلَيها الكِتاب، وهي: «أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ»، تُحسِنونَ عَمَلاً.
[9] وأَمَّا إِذا راعَيتُمُ الأَشخاص فتَرتَكِبونَ خَطيئَةً وتُثبِتُ الشَّريعَةُ علَيكُم أَنَّكُم مِنَ المُخالِفين.
[10] فمَن حَفِظَ الشَّريعَةَ كُلَّها وزَلَّ في أَمْرٍ واحِدٍ مِنها أَخطَأَ بِها جَميعًا،
[11] لأَنَّ الَّذي قال: «لا تَزْنِ» قالَ أَيضًا: «لا تَقتُلْ». فإِذا لم تَزْنِ ولٰكِنَّك قَتَلتَ، كُنتَ مُخالِفًا لِلشَّريعَة.
[12] تَكَلَّموا وٱعمَلوا مِثْلَ مَن سَيُدانُ بِشَريعَةِ الحُرِّيَّة،
[13] لأَنَّ الدَّينونَةَ لا رَحمَةَ فيها لِمَن لم يَرحَم، فالرَّحمَةُ تَستَخِفُّ بِالدَّينونَة.
[14] ماذا يَنفَعُ، يا إِخوَتي، أَن يَقولَ أَحَدٌ إِنَّه يُؤمِن، إِن لم يَعمَل؟ أَبِوُسْعِ الإِيمانِ أَن يُخَلِّصَه؟
[15] فإِن كانَ فيكُم أَخٌ عُريانٌ أَو أُختٌ عُريانَةٌ يَنقصُهما قُوتُ يَومِهِما،
[16] وقالَ لَهما أَحدُكم: «إِذْهَبا بِسَلامٍ فٱستَدفِئا وٱشبَعا» ولم تُعطوهما ما يَحتاجُ إِلَيه الجَسَد، فماذا يَنفَعُ قَولُكُم؟
[17] وكَذٰلِكَ الإِيمان، فإِن لم يَقتَرِنْ بِالأَعمال كانَ مَيْتًا في حَدِّ ذاتِه.
[18] ورُبَّ قائِلٍ يَقول: «أَنتَ لَكَ الإِيمان وأَنا لِيَ الأَعْمال». فأَرِني إِيمانَكَ مِن غَيرِ أَعمال، أُرِكَ أَنا إِيماني بِأَعمالي.
[19] أَنتَ تُؤمِنُ بِأَنَّ اللهَ أَحَد، فقَد أَحسَنتَ. والشَّياطينُ هي أَيضًا تُؤمِنُ بِه وتَرتَعِد.
[20] أَتُريدُ أَن تَعلَمَ، أَيُّها الأَبلَه، أَنَّ الإِيمانَ مِن غَيرِ أَعمالٍ شَيءٌ عَقيم؟
[21] أَما بُرِّر أَبونا إِبراهيمُ بِالأَعمالِ إِذ قَرَّبَ ٱبنَه إِسحٰقَ على المَذبَح؟
[22] تَرى أَنَّ الإِيمانَ ساهَمَ في أَعمالِه وأَنَّه بِالأَعمالِ ٱكتَمَلَ الإِيمان،
[23] فتَمَّتِ الآيَةُ الَّتي وَرَدَ فيها: «إِنَّ إِبراهيمَ آمَنَ بِالله فحُسِبَ لَه ذٰلك بِرًّا ودُعِيَ خَليلَ الله».
[24] تَرَونَ أَنَّ الإِنسانَ يُبَرَّرُ بِالأَعمالِ لا بِالإِيمانِ وَحدَه.
[25] وهٰكذا راحابُ البَغِيّ: أَما بُرِّرَت بِالأَعمالِ لأَنَّها أَضافَتِ الرَّسولَين، ثُمَّ صَرَفتهما في طَريقٍ آخَر؟
[26] فكَما أَنَّ الجَسَدَ بِلا رُوحٍ مَيْت فكذٰلِكَ الإِيمانُ بِلا أَعمالٍ مَيْت.