< سفر إشعياء 66

[1] هٰكذا قالَ الرَّبّ: السَّمَاءُ عُرْشي والأَرضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ، فأَيَّ بَيتٍ تَبْنونَ لي، وأَيُّ مَكانٍ يَكونُ مَقَرَّ راحَتي؟

[2] كُلُّ هٰذه يَدي صَنَعَتها، فهٰكذا كانَت كُلُّها، يَقولُ الرَّبّ. لٰكِن إِلى هٰذا أَنظُر: إِلى المِسْكينِ المُنسَحِقِ الرُّوح، المُرتعِدِ من كَلِمَتي.

[3] يَنحَرونَ ثَورًا ويَقتُلونَ إِنسانًا، يَذبَحونَ شاةً وَيكْسِرُونَ عُنْقَ كَلْبٍ، يُصعِدونَ دَمَ خِنْزيرٍ تَقدِمَةً، يُقيمونَ ذِكْرى بَخورٍ ويُبارِكونَ وَثَنًا. هٰؤُلاءِ أَيضًا ٱختاروا طُرُقَهم، وبأَرْجاسِهم سُرَّت نُفوسُهم.

[4] فأَنا أَيضًا أَخْتارُ ما يَضُرُّهم، وأَجلُبُ علَيهم ما يَخشَون، لأَنِّي دَعَوتُ ولم يُجيبوا، وتَكَلَّمتُ ولم يَسمَعوا، وصَنَعوا الشَّرَّ في عَينَيَّ، ولما لم أَشَإِ ٱخْتاروا.

[5] إِسمَعوا كَلامَ الرَّبّ، أَيُّها المُرتَعِدونَ مِن كَلِمَتِه. قالَ إِخوَتُكمُ الَّذينَ أَبغَضوكم، ونَبَذوكم لأَجلِ ٱسْمي: «لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ ولْنَرَ فَرَحَكم»، لٰكِنَّهم يَخزَون.

[6] صَوتُ جَلَبَةٍ مِنَ المَدينة، صَوتٌ مِنَ الهَيكَل، صَوتُ الرَّبِّ الَّذي يَجْزي أَعْداءَه الِٱنْتِقام.

[7] قَبلَ أَن تَتَمَخَّضَ وَلَدَت، قَبلَ أَن يَأخُذَها الطَّلْقُ وَضَعَت ذَكَرًا.

[8] مَنِ الَّذي سَمِعَ بِمِثْلِ هٰذا، ومَنِ الَّذي رأَى مِثلَ هٰذه؟ أَتُنتَجُ أَرضٌ في يَومٍ واحِد، أَم تولَدُ أُمَّةٌ في مَرَّةٍ واحِدة؟ فإِنَّ صِهْيونَ ما إِن تَمَخَّضَت، حَتَّى وَلَدَت بَنيها.

[9] أَأَفتَحُ الرَّحِمَ ولا أُوَلِّد، يَقولُ الرَّبّ، أَم أَنا المُوَلِّدَ أُغلِقُ الرَّحِم؟ قالَ إِلٰهُكَ.

[10] إفرَحوا مع أُورَشَليم، وٱبتَهجوا بِها يا جَميعَ مُحِبِّيها، سُرُّوا معَها سُرورًا، يا جَميعَ النائِحينَ علَيها،

[11] لِكَي تَرضَعوا وتَشبَعوا مِن ثَدْيِ تَعازيها، وتَحلُبوا وتَتَنَعَّموا مِن دِرَّةِ مَجدِها،

[12] لأَنَّه هٰكذا قالَ الرَّبّ: هاءَنَذا أُميلُ إِلَيها السَّلامَ كالنَّهْر، ومَجدَ الأُمَمِ كالوادي الطَّافِح، فتَرضَعونَ وعلى الوَرْكِ تُحمَلون، وعلى الرُّكبَتَينِ تُدَلَّلون.

[13] كإِنسانٍ تُعَزِّيه أُمُّه، كذٰلك أَنا أُعَزِّيكم وفي أُورَشَليمَ تُعَزَّون،

[14] وتَنظُرونَ فتُسَرُّ قُلوبُكم، وتُزهِرُ عِظامُكم كالعُشْب، وتُعرَفُ يَدُ الرَّبِّ أَنَّها مع عَبيده، ويَغضَبُ على أَعْدائِه،

[15] لأَنَّه هُوَذا الرَّبُّ يَأتي في النَّار، ومَركَباتُه كالزَّوبَعة، ليُروِيَ غَليلَ غَضَبِه بِحَنَق، وتَهْديدَه بِلَهيبِ نار.

[16] لأَنَّ الرَّبَّ بِالنَّارِ والسَّيفِ يُحاكِمُ كُلَّ بَشَر، ويَكونُ قَتْلى الرَّبِّ كَثيرين.

[17] إِنَّ الَّذينَ يُقَدِّسونَ أَنفُسَهم ويُطَهِّرونَها في الجَنائِن، وَراءَ واحِدٍ في الوَسَط، ويأكُلونَ لَحمَ الخِنْزير والحَيَوانِ النَّجِسِ والفَأْر، يَفنَونَ معًا، يَقولُ الرَّبّ.

[18] أَمَّا أَنا فنَظَرًا إلى أَعْمالِهم وأَفْكارِهم، قد حانَ أَن أَحشُرَ جَميعَ الأُمَمِ والأَلسِنَةِ، فتأتي وتَرى مَجْدي.

[19] وأَجعَلُ بَينَهم آيَةً وأُرسِلُ ناجينَ مِنهم إِلى الأُمَم، إِلى تَرْشيشَ وفولَ ولود، الَّتي تَشُدُّ القِسِيِّ، وتوبَلَ وياوانَ والجُزُرِ البَعيدةِ الَّتي لم تَسمَعْ بِسُمعَتي ولم تَرَ مَجْدي، فيُنادونَ بِمَجْدي بَينَ الأُمَم

[20] ويَأتونَ بِجَميعِ إِخوَتِكم مِن جَميعِ الأُمَمِ تَقدِمَةً لِلرَّبّ، على الخَيلِ والمَركَباتِ والهَوادِجِ والبِغالِ والمَحامِل، إِلى جَبَلِ قُدْسي أُورَشَليم، قالَ الرَّبّ، كما يَأتي بَنو إِسْرائيلَ بِالتَّقدِمَةِ في إِناءٍ طاهِرٍ إِلى بَيتِ الرَّبّ.

[21] ومِنها أَيضًا أَتَّخِذُ كَهَنَةً ولاوِيِّين، قالَ الرَّبّ.

[22] لأَنَّه كما أَنَّ السَّمَواتِ الجَديدة، والأَرضَ الجَديدةَ الَّتي أَصنَعُها، تَدومُ أَمامي، يَقولُ الرَّبّ، فكذٰلك تَدومُ ذُرِّيَّتُكم وٱسمُكم.

[23] ومِن رَأسِ شَهرٍ إِلى رَأسِ شَهْر، ومِن سَبتٍ إِلى سَبْت، كُلُّ بَشَرٍ يَأتي، لِيَسجُدَ أَمامي، قالَ الرَّبّ.

[24] ويَخرُجونَ ويَرونَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذينَ عَصَوني، لأَنَّ دودَهم لا يَموت، ونارَهم لا تُطفَأ، ويَكونونَ رُذالَةً لِكُلِّ بَشَر.