< سفر إشعياء 65

Listen to this chapter • 3 min
[1] إِنِّي ٱعتَلَنتُ لِمَن لم يَسألوا عَنِّي، ووَجَدَني الَّذينَ لَم يَطلُبوني. قُلتُ: «هاءَنَذا هاءَنَذا»، لأُمَّةٍ لم تَدعُ بِٱسْمي.
[2] بَسَطتُ يَدَيَّ طَوالَ النَّهارِ لِشَعبٍ عاصٍ، يَسلُكُ طَريقًا غيرَ صالِحٍ على هَواه،
[3] شَعبٍ يُغضِبُني، في وَجْهي كُلَّ حين، يَذبَحُ في الجَنائِن، ويُحرِقونَ البَخورَ على الآجُرّ،
[4] يُقيمُ في القُبور ويَبيتُ في المَغاوِر، يَأكُلُ لَحمَ الخِنْزير، وآنِيَتُه مَرَقُ قَبائح.
[5] يَقول: «قِفْ عِندَكَ، لا تَلمُسْني، فإِنِّي لَكَ قُدُّوس». هٰذه الكَلِماتُ دُخانٌ في أَنْفي، نارٌ مُتَّقِدَةٌ كُلَّ النَّهار.
[6] هُوَذا مَكْتوبٌ أَمامي: إِنِّي لا أَصمُتُ حَتَّى أُحاسِب، أُحاسِبَ في أَحْضانِهم
[7] آثامَكم وآثامَ آبائِكم مَعًا، قالَ الرَّبّ. الَّذينَ أَحرَقوا البَخورَ على الجِبال، وأَهانوني على التِّلال، فسأَكيلُ أَوَّلًا أَعْمالَهم في أَحْضانِهم.
[8] هٰكذا قالَ الرَّبّ: كما يوجَدُ النَّبيذُ في عُنْقود، فيَقولُ قائِلٌ: «لا تُتلِفْه، فإِنَّ فيه بَرَكَة»، كذٰلك أَصنَعُ لأَجلِ عَبيدي، لِئَلاَّ أُتلِفَ الجَميع.
[9] وسأُخرِجُ مِن يَعْقوبَ نَسلًا، ومِن يَهوذا وارِثًا لِجِبالي، فيَرِثُها مُخْتارِيَّ، وعَبيدي يَسكُنونَ هُناك،
[10] ويَكونُ الشَّارونَ مَأوى غَنَم، ووادِي عَكورَ مَربِضَ بَقَر، لِشَعبيَ الَّذي ٱلتَمَسَني.
[11] وأَنتُمُ الَّذينَ تَرَكوا الرَّبّ، ونَسوا جَبَلَ قُدْسي، الَّذينَ يُهَيِّئونَ المائِدَةَ لِجَدّ، ويُعِدُّونَ المَمْزوجَ لِمَناة،
[12] فسأُعِدُّكم لِلسَّيف، وتَركَعونَ جَميعُكم لِلذَّبْح، لأَنِّي دَعَوتُ ولم تُجيبوا، تَكَلَّمتُ فلَم تَسمَعوا، وصَنَعتُمُ الشَّرَّ في عَينَيَّ، وما لم أَشإِ ٱختَرتُم.
[13] لِذٰلك هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: ها إِنَّ عَبيدي يأكُلون وأَنتُم تَجوعون، ها إِنَّ عَبيدي يَشرَبونَ وأَنتُم تَعطَشون،
[14] ها إِنَّ عَبيدي يَفرَحونَ وأَنتُم تَخزَون، ها إِنَّ عَبيدي يَهتِفونَ مِن طيبِ القَلْب، وأَنتُم تَصرُخونَ مِن كآبَةِ القَلْب، وتُوَلوِلونَ مِنِ ٱنكِسارِ الرُّوح،
[15] وتُخَلِّفونَ ٱسمَكم، لَعنَةً لِمُخْتارِيَّ: «أَماتَكَ السَّيِّدُ الرَّبّ»، لٰكِنَّه يَدْعو عَبيدَه بٱسمٍ آخَر.
[16] فالَّذي يَتَبارَكُ على الأَرض، يَتَبارَكُ بِإِلٰهِ آمين، والَّذي يَحلِفُ على الأَرض، يَحلِفُ بِإِلٰهِ آمين، لأَنَّ المَضايِقَ الأُولى تُنْسى، وتُستَرُ عن عَينَيَّ،
[17] لأَنِّي هٰكذا أَخلُقُ سَمَواتٍ جَديدة وأَرضًا جَديدة، فلا يُذكَرُ الماضي، ولا يَخطُرُ على البال.
[18] بل تَهَلَّلوا وٱبتَهِجوا لِلأَبَدِ بِما أَنا أَخلُق، فإِنِّي هاءَنَذا أَخلُقُ أُورَشَليمَ لِلٱبتِهاج، وشَعبَها لِلسُّرور،
[19] وأَبتَهِجُ بِأُورَشَليمَ وأُسَرُّ بِشَعْبي، ولا يُسمَعُ فيها مِن بَعدُ صَوتُ بُكاء، ولا صَوتُ صُراخ.
[20] لا يَموتُ هُناكَ مَن بَعدُ طِفلُ أَيَّام، ولا شَيخٌ لم يَستَكمِلْ أَيَّامَه، لأَنَّ صَغيرَ السِّنِّ يَموتُ وهو ٱبنُ مِئَةِ سَنَة، والَّذي يَموتُ دونَ مِئَةِ سَنَةٍ فإِنَّه مَلْعون.
[21] ويَبْنونَ بُيوتًا ويَسكُنونَ فيها، ويَغرِسونَ كُرومًا ويأكُلونَ ثَمَرَها.
[22] لا يَبْنونَ ويَسكُنُ آخَر، ولا يَغرِسونَ ويَأكُلُ آخَر، لأَنَّ أَيَّامَ شَعْبي كأَيَّامِ الشَّجَر، ومُخْتارِيَّ يَتَمَتَّعونَ بِأَعْمالِ أَيديهم.
[23] لا يَتعَبونَ باطِلًا ولا يَلِدونَ لِلرُّعْب، لأَنَّهم ذُرِّيَّةُ مُبارَكي الرَّبّ، وسُلالَتُهم معَهم.
[24] قَبلَ أَن يَدعُوَ أُجيب، وبَينَما هم يَتَكلَّمونَ أَستَجيب.
[25] الذِّئبُ والحَمَلُ يَرعَيانِ معًا، والأَسَدُ كبَقَرٍ يأكُلُ التِّبْن، أَمَّا الحَيَّةُ فالتُّرابُ يَكونُ طَعامَها، لا يُسيئونَ ولا يُفسِدون، في جَبَلِ قُدْسي كُلِّه، قالَ الرَّبّ.