< سفر إشعياء 49

Listen to this chapter • 3 min
[1] إِسمَعي لي أَيَّتُها الجُزُر، وأَصْغي أَيَّتُها الشُّعوبُ البَعيدة: إِنَّ الرَّبَّ دَعاني مِنَ البَطْنِ، وذَكَرَ ٱسْمي مِن أَحْشاءِ أُمِّي،
[2] وجَعَلَ فَمي كَسَيفٍ ماضٍ، وفي ظِلِّ يَدِه خَبَأَني، وجَعَلَني سَهمًا مُحَدَّدًا، وفي جَعبَتِه سَتَرَني،
[3] وقالَ لي: «أَنتَ عَبْدي يا إِسْرائيل، فإِنِّي بِكَ أَتَمَجَّد».
[4] فقُلتُ: «إِنِّي باطِلًا تَعِبتُ، وسُدًى وعَبَثًا أَتلَفتُ قُوَّتي». إِلاَّ أَنَّ حَقِّي عِندَ الرَّبّ، وأَجْري عِندَ إِلٰهي.
[5] والآنَ قالَ الرَّبُّ الَّذي جَبَلَني مِنَ البَطنِ عَبدًا لَه، لأَرُدَّ يَعْقوبَ إِلَيه، فيَجتَمِعَ إِلَيه إِسْرائيل، فأكونَ مُمَجَّدًا في عَينَيِ الرَّبّ، ويَكونَ إِلٰهي عِزَّتي.
[6] قالَ: «قَليلٌ أَن تَكونَ لي عَبدًا، لتُقيمَ أَسْباطَ يَعْقوب، وتَرُدَّ المَحْفوظينَ مِن إِسْرائيل. إِنِّي قد جَعَلتُكَ نورًا لِلأُمَم، لِيَبلُغَ خَلاصي إِلى أَقاصي الأَرض»،
[7] هٰكذا قالَ الرَّبّ، فادي إِسْرائيلَ وقُدُّوسُه، لِلَّذي هو مَرْذولُ النَّفْس، وقَبيحةُ الأُمَم، لِعَبدِ الطُّغاة: مُلوكٌ يَنظُرونَ ويَقومون، ورُؤَساءُ يَسجُدونَ لأَجلِ الرَّبِّ الأَمين وقُدُّوسِ إِسْرائيلَ الَّذي ٱخْتارَكَ.
[8] هٰكذا قالَ الرَّبّ: إِستَجَبتُ لَكَ في وَقتِ الرِّضى، وأَعَنتُكَ في يَومِ الخَلاص، وجَبَلتُكَ وجَعَلتُكَ عَهدًا لِلشَّعْب، لِتُنهِضَ الأَرضَ وتُوَرِّثَ المَواريثَ المُدَمِّرة،
[9] لِتَقولَ لِلأَسْرى: «أُخرُجوا»، ولِلَّذينَ في الظُّلْمَةِ: «إِظْهَروا»، فيَرعونَ في الطُّرُق، ويَكونُ مَرْعاهم في كُلِّ الرَّوابي الجَرْداء.
[10] لا يَجوعونَ ولا يَعْطَشون، ولا تَلفَحُهمُ السَّمومُ ولا الشَّمْس، لأَنَّ راحِمَهم يَهْديهم، وإِلى يَنابيعِ المِياهِ يورِدُهم.
[11] أَجعَلُ جَميعَ جِبالي طَريقًا وسُبُلي مُرتَفِعَة.
[12] هٰؤُلاءِ مِن بَعيدٍ يأتون، وهٰؤُلاءِ مِنَ الشَّمالِ والغَرْب، وهٰؤُلاءِ مِن أَرضِ السِّنِيِّين.
[13] إِهتِفي أَيَّتُها السَّمٰوات وٱبتَهِجي أَيَّتُها الأَرض، وٱندَفِعي بِالهُتافِ أَيَّتُها الجِبال، فإِنَّ الرَّبَّ قد عَزَّى شَعبَه ورَحِمَ بائِسيه.
[14] قالَت صِهْيون: «تَرَكَني الرَّبّ، ونَسِيَني سَيِّدي».
[15] أَتَنْسى المَرأَةُ رَضيعَها، فلا تَرحَمُ ٱبنَ بَطِنها؟ حتَّى ولَو نَسِيَتِ النِّساء، فأَنا لا أَنْساكِ.
[16] هاءَنَذا على كَفَّيَّ نَقَشتُكِ، وأَسْوارُكِ أَمامَ عَينَيَّ في كُلِّ حين.
[17] بَنَّاؤُوكِ أَسرَعُ مِن هادِميكِ، ومُخَرِّبوكِ يَرحَلونَ عنكِ.
[18] إِرفَعي طَرفَكِ إِلى ما حَولَكِ وٱنظُري، قدِ ٱجتَمَعوا كُلُّهم وجاؤُوكِ. حَيٌّ أَنا، يَقولُ الرَّبّ، إِنَّكِ تَلبَسينَهم جَميعًا كالحُلِيّ، وتَتَزَنَّرينَ بِهم كالعَروس.
[19] لأَنَّ أَخرِبَتَكِ وقِفارَكِ وأَرضَ دَمارِكِ، تَضيقُ الآنَ عنِ السُّكَّان، والَّذينَ ٱبتَلَعوكِ يَبتَعِدون.
[20] وبَنو ثُكلِكِ أَيضًا يَقولون، على مَسمَعٍ مِنكِ: «المَكانُ ضَيِّقٌ عَنِّي فأَفسِحي لي لأَسكُن»،
[21] فتَقولينَ في قلبِكِ: «مَن وَلَد لي هٰؤُلاءِ وأَنا ثَكْلى وعاقِر ومَجلُوَّةٌ ومَنفِيَّة؟ ومَن رَبَّى هٰؤُلاءِ وهاءَنَذا تُرِكتُ وَحْدي؟ فهٰؤُلاءِ أَينَ كانوا؟»
[22] هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَرفَعُ إِلى الأُمَمِ يَدي، ولِلشُّعوبِ أَنصِبُ رايَتي، فيَأتونَ بِبَنيكِ في حُضونِهم، وبَناتُكِ يُحمَلنَ على أَكْتافِهم.
[23] ويَكونُ المُلوكُ لَكِ مُرَبِّين، وأَميراتُهم لَكِ مُرضِعات، وعلى وُجوهِهم إِلى الأَرضِ يَسجُدونَ لَكِ، ويَلحَسونَ تُرابَ قَدَمَيكِ، فتَعلَمينَ أَنِّي أَنا الرَّبُّ، الَّذي لا يَخْزى مُنتَظِروه.
[24] أَتُؤخَذُ الغَنيمَةُ مِنَ الجَبَّار، أَو يُفلِتُ الأَسيرُ مِنَ الطَّاغي؟
[25] لٰكِن هٰكذا قالَ الرَّبّ: بل يُؤخَذُ الأَسيرُ مِنَ الجَبَّار، وتُفلِتُ غَنيمةُ الطَّاغي، وإِنِّي أُخاصِمُ مُخاصِمَكِ وأُخَلِّصُ بَنيكِ،
[26] وأُطعِمُ ظالمِيكِ مِن لَحمِهم، ويَسكَرونَ مِن دَمِهم كمِنَ النَّبيذ، فيَعلَمُ كُلُّ بَشَرٍ أَنِّي أَنا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ، وأَنَّ فادِيَكِ عَزيزُ يَعْقوب.