< سفر إشعياء 44

Listen to this chapter • 4 min
[1] والآنَ ٱسمَعْ يا يَعْقوبُ عَبْدي، ويا إِسْرائيلُ الَّذي ٱختَرتُه،
[2] هٰكذا قالَ الرَّبُّ صانِعُكَ، وجابِلُكَ مِنَ البَطنِ والَّذي يُعينُكَ: لا تَخَفْ يا يَعْقوبُ عَبْدي، ويا يَشورونُ الَّذي ٱختَرتُه،
[3] فإِنِّي أُفيضُ المِياهَ على العَطْشان، والسُّيولَ على اليَبَس. أُفيضُ روحي على ذُرِّيَّتِكَ، وبَرَكَتي على سُلالَتِكَ،
[4] فيَنبُتونَ كما بَينَ العُشْب، كالصَّفْصافِ على مَجاري المِياه.
[5] هٰذا يَقولُ: أَنا لِلرَّبّ، وهٰذا يَتَسَمَّى بِٱسمِ يَعْقوب، وهٰذا يَكتُبُ على يَدِه: لِلرَّبّ، ويَتَلَقَّبُ بِٱسمِ إِسْرائيل.
[6] هٰكذا قالَ الرَّبُّ مَلِكُ إسْرائيل، وفاديه رَبُّ القُوَّات: أَنا الأَوَّلُ وأَنا الآخِر، ولا إِلٰهَ غَيري.
[7] ومَن مِثْلي؟ فلْيُنادِ، ويُخبِرْ بِالأَمرِ ويَعرِضْه علَيَّ، مُنذُ أَنشأتُ شَعبًا عريقًا في القِدَم، وأَحْداثًا آتِيَة، فلْيُخبِروه بِها.
[8] لا تَرْتاعوا ولا تَضطَرِبوا، أَلَم أُسمِعْكم مِن ذٰلك الوَقتِ وأُخبِرْكم؟ أَنتُم شُهودي، فهَل مِن إِلٰهٍ غَيري؟ ما مِن صَخرٍ ولا عِلمَ لي بِه.
[9] صُنَّاعُ التَّماثيلِ كُلُّهم باطِل، ومُشتَهَياتُهم لا فائِدَةَ فيها، وشُهودُها لا يُبصِرونَ ولا يَفهَمون فيَخزَون.
[10] مَن الَّذي يُكَوِّنُ إِلٰهًا أَو يَسبِكُ تِمْثالًا لِغَيرِ فائِدة؟
[11] إِنَّ جَميعَ أَتْباعِه يَخزَونَ لأَنَّ الصُّنَّاعَ بَشَر. لِيَجتَمِعوا كُلُّهم ولْيَمْثُلوا. إِنَّهم يَرْتاعونَ ويَخزَونَ جَميعًا.
[12] الحَدَّادُ يَصنَعُ قَدومًا على الجَمْرِ ويُهَيِّئُها بِالمَطارِق ويَصوغُها بِقُوَّةِ ذِراعِه، ثُمَّ يَجوع فلا تَبْقى لَه قُوَّة، ولا يَشرَبُ ماءً وقد تَعِب.
[13] وحَفَّارُ الخَشَبِ يَمُدُّ الخَيط ويَرسُمُ الصُّورَةَ بِالطَّبْشورة ويُسَوِّيها بِالمِنحَت ويَرسُمُها بِالبِرْكار ويَصنَعُها على شكلِ إِنْسانٍ وجَمالِ بَشَرٍ لِتُقيمَ في البَيت.
[14] قَطَعَ لَه أَرْزًا وأَخَذَ سِندِيانةً وبُطمَةً تَرَكَهما تَنميانِ لَه بَينَ أَشْجارِ الغاب، وغَرَسَ صَنَوبَرَةً فأَنْماها المَطَر.
[15] ثُمَّ يَكونُ ذٰلك لِلأُنْسانِ وَقودًا يأخُذُ مِنه لِيَستَدفِئ، أَو يوقِدُه لِكَي يَخبِزَ خُبزًا، أَو يَعمَلُ مِنه إِلٰهًا يَرتَمي أَمامَه ويَصنَعُ مِنه تِمْثالًا ويَسجُدُ لَه.
[16] يُحرِقُ نِصفَه بِالنَّار، وعلى نِصفِه يَشْوي لَحْمًا، ثُمَّ يأكُلُ ما شُوِيَ ويَشبَعُ ويَستَدفِئُ ويَقول: «آه! قدِ ٱستَدفَأتُ ورَأَيتُ نارًا».
[17] ويَصنَعُ بَقِيَّتَه إِلٰهًا تِمْثالًا يَسجُدُ لَه ويَرتَمي فيُصَلِّي إِلَيه ويقول: «أَنقِذْني، فإِنَّما أَنتَ إِلٰهي».
[18] لا يَعلَمونَ ولا يَفهَمون، لأَنَّه قد غُشِّيَ على عُيونِهِم لِئَلاَّ يُبصِروا وعلى قُلوبِهم لِئَلاَّ يَفهَموا.
[19] لا يَرجِعُ إِلى قَلبِه، ولا عِلمَ لَه ولا فَهْمَ لِيَقول: «إِنِّي قد أَحرَقتُ نِصفَه بِالنَّار، وخَبَزتُ خُبزًا على جَمرِه وشَوَيتُ لَحمًا وأَكَلتُ، أَفَأَضَعُ مِن بَقِيَّتِه قَبيحةً؟ أَفأَسجُدُ لِقِطْعَةِ خَشَب؟»
[20] إِنَّه يَتَعَلَّقُ بِالرَّماد، فقَد أَزاغَه قَلبُه المَغْرور، فلا يُنقِذُ نَفْسَه ولا يَقول: «أَما في يَميني كَذِب؟».
[21] أُذكُرْ هٰذه يا يَعْقوب، ويا إِسْرائيلُ، فإِنَّكَ عَبْدي، قد جَبَلتُكَ فأَنتَ عَبْدي، يا إِسْرائيلُ، لن أَنْساكَ،
[22] مَحَوتُ كالسَّحابِ مَعاصِيَكَ، وكالغَمامِ خَطاياكَ. إِرجِعْ إِلَيَّ فقَدِ ٱفتَدَيتُكَ.
[23] إِهتِفي أَيَّتُها السَّمٰوات، لأَنَّ الرَّبَّ قد فَعَل. أُصرُخي يا أَعْمَاقَ الأَرض، إِندَفِعي بِالهُتافِ أَيَّتُها الجِبال، والغاباتُ وكُلُّ شَجَرٍ فيها، لأَنَّ الرَّبَّ قدِ ٱفتَدى يَعْقوب، وتَمَجَّدَ بِإِسْرائيل.
[24] هٰكذا قالَ الرَّبُّ فاديكَ، وجابِلُكَ مِنَ البَطْن: أَنا الرَّبُّ صانِعُ كُلِّ شَيء، ناشِرُ السَّمٰواتِ وَحْدي، وباسِطُ الأَرضِ: فمَن كانَ معي؟
[25] مُبطِلُ آياتِ الضَّارِبينَ بِالفَأل، ومُحَمِّقُ العَرَّافين، ورادُّ الحُكَماءِ إِلى الوَراء، ومُحَوِّلُ عِلمِهم إِلى غَباوة،
[26] مُؤَيِّدُ كَلامِ عَبدِه، ومُتَمِّمُ مَقاصِدِ رُسُلِه، القائِلُ لأُورَشَليم: «ستُعمَرين»، ولِمُدُنِ يَهوذا: «ستُبنَين، وأَنا أُقيمُ المُتَهَدِّمَ مِنها»،
[27] القائلُ لِلْهاوِيَة: «إِنشَفي، أَنا أُجَفِّفُ أَنْهارَكِ»،
[28] القائِلُ لِقُورَش: «أَنتَ راعِيَّ، مُتَمِّمُ كُلِّ ما أَشاء». والقائِلُ لأُورَشَليم: «ستُبنَين»، ولِلهَيكَل: «ستُؤَسَّس».