< سفر إشعياء 41

Listen to this chapter • 3 min
[1] أَنصِتي إِلَيَّ أَيَّتُها الجُزُر، ولْتَتَجَدَّدِ الشُّعوبُ قُوَّةً. لِتَدنُ ثُمَّ لِتَتَكَلَّمْ. لِنَتَقَدَّمْ مَعًا لِلقَضاء.
[2] مَنِ الَّذي أَنهَضَ مِنَ المَشرِق ذٰاكَ الَّذي دَعاه البِرُّ لِيَتبَعَه، وجَعَلَ الأُمَمَ بَينَ يَدَيه، وأَخضَعَ لَه المُلوك، وسَيفُه جَعَلَهم كالتُّراب، وقَوسُه كالتِّبنِ المُذَرَّى؟
[3] يُطارِدُهم ويَعبُرُ سالِمًا، في سَبيلٍ لم يَسلُكْه بِقَدَمَيه.
[4] مَنِ الَّذي فَعَلَ وصَنَع؟ الدَّاعي الأَجْيالَ مِنَ البَدْء. أَنا الرَّبَّ، أَنا الأَوَّل، ومع الآخِرينَ أَنا هو.
[5] رَأَتِ الجُزُرُ فخافَت، إِرتَعَدَت أَقاصي الأَرضِ فدَنَت وأَقبَلَت.
[6] كُلُّ واحِدٍ يُعينُ صاحِبَه، ويَقولُ لأَخيه: «تَشَدَّد».
[7] فالصَّانِعُ يُشَدِّدُ الصَّائغ، والصَّاقِلُ بِالمِطرَقةِ مَن يَضرِبُ على السَّنْدان، قائلًا في اللِّحام: «هو جَيِّد»، ثُمَّ يُثَبِّتُه بِمَساميرَ لِئَلاَّ يَتَزَعزَع.
[8] أَمَّا أَنتَ يا إِسْرائيلُ عَبْدي، ويا يَعْقوبُ الَّذي ٱختَرتُه، نَسْلَ إِبْراهيمَ خَليلي،
[9] يا مَن أَخَذتُه مِن أَقاصي الأَرض، ودَعَوتُه مِن أَقْطارِها، وقُلتُ لَه: «أَنتَ عَبْدي، إِختَرتُكَ ولم أَنبِذْكَ»،
[10] فلا تَخَفْ فإِنِّي معَكَ، ولا تَتَلَفَّتْ فأَنا إِلٰهُكَ، قد قَوَّيتُكَ ونَصَرتُكَ، وعَضَدتُكَ بِيَمينِ بِرِّي.
[11] كُلُّ الغاضِبينَ علَيكَ، يَخزَونَ ويَخجَلون، والنَّاسُ خُصومُكَ يَصيرونَ كلا شَيءٍ ويَهلِكون.
[12] تَلتَمِسُ مُشاجِريكَ فلا تَجِدُهم، ومُحارِبوكَ يَصيرونَ كلا شَيءٍ ومِثلَ العَدَم،
[13] لأَنِّي أَنا الرَّبَّ إِلٰهَكَ آخُذُ بِيَمينِكَ، قائِلًا لَك: «لا تَخَفْ فأَنا أَنصُرُكَ»،
[14] لا تَخَفْ يا دودةَ يَعْقوب، ويا هامَةَ إِسْرائيل، فإِنِّي أَنا أَنصُرُكَ، يَقولُ الرَّبّ، وفاديكَ هو قُدُّوسُ إِسْرائيل.
[15] هاءَنَذا قد جَعَلتُكَ نَورَجًا، سِكَّةً جديدَةً ذاتَ أَسْنان، فتَدوسُ الجِبالَ وتَسحَقُها، وتَجعَلُ التِّلالَ كالعُصافَة.
[16] تُذَرِّيها فتَذهَبُ الرِّيحُ بِها، وتُبَدِّدُها الزَّوبَعَة، فتَبتَهِجُ أَنتَ بِالرَّبّ، وتَفتَخِرُ بِقُدُّوسِ إِسْرائيل.
[17] البائِسونَ والمَساكين، يَلتَمِسونَ ماءً ولَيسَ ماء. قد جَفَّت أَلسِنَتُهم مِنَ العَطَش. أَنا الرَّبَّ أَستَجيبُ لَهم، أَنا إِلٰهَ إِسْرائيلَ لا أَترُكُهم.
[18] أَفتَحُ الأَنهارَ على الرَّوابي الجَرْداء، والعُيونَ في وَسَطِ الأَودِيَة. أَجعَلُ البَرِّيَّةَ غُدْرانَ مِياه، والأَرضَ القاحِلَةَ يَنابيعَ مِياه.
[19] أَجعَلُ في البَرِّيَّةِ الأَرْزَ، والسَّنْطَ والآسَ وشَجَرَ الزَّيتون، وأَجعَلُ في البادِيَةِ السَّرْوَ، والدَّرْدارَ والبَقْسَ جَميعًا،
[20] لِكَي يَرَوا ويَعلَموا، ويَتَأَمَّلوا ويَفهَموا جَميعًا، أَنَّ يَدَ الرَّبِّ صَنَعَت ذٰلك، وقُدُّوسَ إِسْرائيلَ خَلَقَه.
[21] هاتوا دَعْواكم، يَقولُ الرَّبّ، قَدِّموا حُجَجَكم، يَقولُ مَلِكُ يَعْقوب.
[22] لِيَتَقَدَّموا ويُخبِرونا بالحَوادِث، أَخبِروا بِالسَّالِفاتِ ما هي، فنَتَأَمَّلَها ونَعلَمَ مُنتَهاها، أَو أَسمِعونا المستَقبَلات.
[23] أَخبِروا بِما سيَأتي فيما بَعد، فنَعلَمَ أَنَّكم آلِهَة، وٱفعَلوا خَيرًا أَو شَرًّا، فنَنظُرَ جَميعًا ونَرى.
[24] ها إِنَّكم أَقَلُّ مِن لا شَيء، وعَمَلُكم أَقَلُّ مِنَ العَدَم. إِنَّما اختِيارُكم قُبْح.
[25] قد أَنهَضتُه مِنَ الشَّمالِ فأَتَى. ومِن مَشرِقِ الشَّمسِ يَدْعو بِٱسْمي، ويَطَأُ الحُكَّامَ مِثلَ الوَحْل، وكالخَزَّافِ يَدوسُ الطِّين.
[26] مَنِ الَّذي أَخبَرَ مِنَ البَدْءِ حَتَّى نَعلَم ومِن قَبلُ حتَّى نَقول: قد صَدَق؟ ولٰكِن لَيسَ مِن مُخبِرٍ ولا مُسمِع، ولا سامِعٍ لأَقْوالِكم.
[27] أَنا أَوَّلُ مَن قالَ لِصِهْيون: «ها هُم، ها هُم» وأَعْطى أُورَشَليمَ بَشيرًا،
[28] ونَظَرتُ فلم يَكُنْ أَحَد، ولم يوجَدْ مِنهم مُشيرٌ، إِذا سَأَلتُه يُجيبُ بِكَلِمَة.
[29] ها إِنَّهم جَميعَهم باطِل، وأَعْمالُهم عَدَم، ومَسْبوكاتُهم ريحٌ وخَواء.