< سفر إشعياء 37

Listen to this chapter • 5 min
[1] فَلَمَّا سَمِعَ المَلِكُ حِزقِيَّا، مَزَّقَ ثِيابَه ولَبِسَ مِسحًا ودَخَلَ بَيتَ الرَّبّ.
[2] وأَرسَلَ أَلْياقيم، قَيِّمَ البَيت، وشَبْنا الكاتِبَ وشُيوخَ الكَهَنَة، لابِسينَ المُسوح، إِلى أَشَعْيا النَّبِيِّ ٱبنِ آموص.
[3] فقالوا لَه: «هٰكذا قالَ حِزقِيَّا: اليَومُ يَومُ الشِّدَّةِ والعِقاب، يَومُ الهَوان، وقد بَلَغَتِ الأَجِنَّةُ فَرجَ الرَّحِم، ولا قُوَّةَ لِلوِلادة.
[4] فلَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يَسمَعُ كَلامَ رَئيسِ السُّقاةِ الَّذي أَرسَلَه مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُه لِيَشتِمَ الإلٰهَ الحَيّ، ولَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يُعاقِبُ الكَلامَ الَّذي سَمِعَه، فٱرفَعْ صَلاةً مِن أَجلِ البَقِيَّةِ الَّتي بَقِيَت».
[5] فلَمَّا وَصَلَ خُدَّامُ المَلِكِ حِزقِيَّا إِلى أَشَعْيا،
[6] قالَ لَهم أَشَعْيا: «هٰكذا تَقولونَ لِسَيِّدِكم: هٰكذا يقولُ الرَّبّ: لا تَخَفْ بِسَبَبِ الكَلامِ الَّذي سَمِعتَه، مِمَّا جَدَّفَ بِه علَيَّ عَبيدُ مَلِكِ أَشُّور،
[7] فإِنِّي أَجعَلُ فيه روحًا، فيَسمَعُ خَبَرًا فيَرجِعُ إِلى أَرضِه، وأُسقِطُه بِالسَّيفِ في أَرضِه».
[8] ورَجَعَ رَئيسُ السُّقاة، فوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُقاتِلُ لِبنَة، لأَنَّه سَمِع أَنَّه قد رَحَلَ مِن لاكيش.
[9] ذٰلك بأَنَّه سَمِعَ في شأنِ تِرْهاقة، مَلِكِ كوش، هٰذا الخَبَر: «قد خَرَجَ لِيُقاتِلَكَ». فلَمَّا سَمِعَ ذٰلك، أَرسَلَ رُسُلًا إِلى حِزقِيَّا يَقول:
[10] «هٰكذا تُكَلِّمونَ حِزقِيَّا، مَلِكَ يَهوذا، قائلين: لا يَخدَعْكَ إِلٰهُكَ الَّذي أَنتَ مُتَكِّلٌ علَيه قائلًا: إِنَّ أُورَشَليمَ لا تُسلَمُ إِلى يَدِ مَلِكِ أَشُّور.
[11] فإِنَّكَ قد سَمِعتَ ما صَنَعَ مُلوكُ أَشُّورَ بِجَميعِ البُلْدانِ وكَيفَ حَرَّموها، أَفأَنتَ تَنْجو؟
[12] أَلَعَلَّ الأُمَمَ الَّتي دَمَّرَها آبائي قد أنقَذَتها آلِهَتُها، كجوزانَ وحارانَ وراصَفَ وأَبْناءِ عادانَ الَّذينَ في تَلْأَسَّار؟
[13] أَينَ مَلِكُ حَماة وملكُ أَرْفاد ومَلِكُ مَدينَةِ سَفَرْوائيمَ وهيناعَ وعُوَّة؟».
[14] فأَخَذَ حِزقِيَّا الرِّسالَةَ مِن يَدِ الرُّسُلِ فقَرَأَها، ثُمَّ صَعِدَ إِلى بَيتِ الرَّبّ، وبَسَطَ الرِّسالةَ قُدَّامَ الرَّبّ.
[15] وصَلَّى أَمامَ الرَّبِّ قائلًا:
[16] «يا رَبَّ القُوَّات، إِلٰهَ إِسْرائيل، الجالِسَ على الكَروبين، أَنتَ وَحدَكَ إِلٰهُ جَميعِ مَمالِكِ الأَرض، أَنتَ صَنَعتَ السَّمٰواتِ والأَرض.
[17] أَمِلْ أُذُنَيكَ يا رَبِّ وأَصغِ، إِفتَحْ يا رَبِّ عَينَيكَ وٱنظُرْ، وٱستَمِعْ جَميعَ أَقْوالِ سَنْحاريب، الَّتي أَرسَلَ يَشتِمُ بِها اللهَ الحَيّ.
[18] حَقًّا، يا رَبِّ، أَنَّ مُلوكَ أَشُّورَ قد دَمَّروا جَميعَ البُلْدانِ وأَراضِيَها،
[19] وأَلقَوا آلِهَتَها في النَّار، لأَنَّها لَيسَت بآلِهَة، بل هي مِن صُنعِ أَيدي النَّاس، خَشَبٌ وحِجارة، فأبادوها.
[20] والآنَ، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُنا، خَلِّصْنا مِن يَدَيه لِتَعلَمَ مَمالِكُ الأَرضِ كُلُّها أَنَّكَ أَنتَ الرَّبُّ وَحدَك».
[21] فأَرسَلَ أَشَعْيا بنُ آموصَ إِلى حِزقِيَّا وقال: «هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرائيل: ما صَلَّيتَه إِلَيَّ في شَأنِ سَنْحاريب، مَلِكِ أَشُّور، قد سَمِعتُه.
[22] هٰذا هو الكَلامُ الَّذي تَكَلَّمَ بِه الرَّبُّ علَيه: اِحتَقَرَتكَ وسَخِرَت مِنكَ العَذْراءُ بِنتُ صِهْيون، وهَزَّت رَأسَها وَراءَكَ بِنتُ أُورَشَليم.
[23] مَن شَتَمتَ وعلى مَن جَدَّفتَ، وعلى مَن رَفَعتَ صَوتَكَ، ورَفَعتَ عَينَيكَ إِلى العَلاء؟ على قُدُّوسِ إِسْرائيل،
[24] على لِسانِ عَبيدِكَ شَتَمتَ السَّيِّد، وقُلتَ: «بِكَثرَةِ مَركَباتي، صَعِدتُ إِلى رُؤوسِ الجبال، وإِلى أَقْصى قِمَمِ لُبْنان، فقَطَعتُ أَرفَعَ أَرزِه وخِيارَ سَروِه، وبَلَغتُ إِلى مُرتَفَعِه الأَقصى وإِلى شَجَرِ جَنَّتِه.
[25] حَفَرتُ وشَرِبْتُ مِياهًا، وجَفَّفتُ بِأَخامِصِ قَدَمَيَّ، جَميعَ أَنْيالِ مِصرَ».
[26] أَما سَمِعتَ أَنِّي مِنَ القَديمِ صَنَعتُ ذٰلك، مُنذُ الأَيَّامِ القَديمةِ فَرَضتُه والآنَ حَقَّقتُه؟ لِتَحْويلِ المُدُنِ المُحَصَّنةِ إِلى تِلالِ رَدْم.
[27] سُكَّانُها قِصارُ الأَيدي، مَذْعورونَ ومُخْزَون، كعُشبِ الحَقلِ يَكونون، وكَخَضِرِ المُروجِ وحَشيشِ السُّطوح، وكالمَلْفوحِ بِالرِّيح قَبلَ البُلوغ.
[28] إِن قُمتَ أَو جَلَستَ، إِن خَرَجتَ أَو دَخَلتَ، فأَنا عارِفٌ بِه، وكذٰلك عِندَما تَغْتاظُ علَيَّ،
[29] فلأَنَّكَ ٱغتَظتَ عَلَيَّ، ولأَنَّ وَقاحَتَكَ قدِ ٱرتَفَعَت إِلى أُذُنَيَّ، فأَنا جاعِلٌ خِزامَتي في أَنفِكَ، ولِجامي في شَفَتَيكَ، ورادُّكَ في الطَّريقِ الَّتي جِئتَ مِنها.
[30] وهٰذه تَكونُ آيَةً لَكَ: يأكُلونَ هٰذه السَّنَةَ خِلفَةً، والسَّنَةَ الثَّانِيَةَ ما لم يُزرَع، والسَّنَةَ الثَّالِثَةَ تَزرَعونَ وتَحصُدون، وتَغرِسونَ كُرومًا وتأكُلونَ ثِمارَها.
[31] ويَعودُ النَّاجونَ مِن بَيتِ يَهوذا، الَّذينَ بَقوا يَتَأَصَّلونَ إِلى أَسفَل، ويُثمِرونَ إِلى فَوق،
[32] لأَنَّه من أُورَشَليمَ تَخرُجُ بَقِيَّة، وناجونَ مِن جَبَلِ صِهْيون. غَيرَةُ رَبِّ القُوَّاتِ تَفعَلُ هٰذا.
[33] لِذٰلك هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ في مَلِكِ أَشُّور: إِنَّه لا يَدخُلُ هٰذه المَدينة، ولا يَرْمي إِلَيها سَهمًا، ولا يَتَقَدَّمُ علَيها بِتُرْس، ولا يَنصِبُ علَيها مَرْدومًا،
[34] لٰكِن في الطَّريقِ الَّتي جاءَ مِنها يَرجِع، وإِلى هٰذه المَدينَةِ لا يَدخُل، يَقولُ الرَّبّ
[35] فأَحْمي هٰذه المَدينَةَ وأُخَلِّصُها بِسَبَبي، وبِسَبَبِ داوُدَ عَبْدي».
[36] وخَرَجَ مَلاكُ الرَّبِّ وقَتَلَ مِن عَسكَرِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلفٍ وخَمسَةً وثَمَانينَ أَلفًا. فَلَمَّا بَكَّروا صَباحًا، إِذا هم جَميعًا جُثَثُ أَمْوات.
[37] فرَحَلَ سَنْحاريب، مَلِكُ أَشُّور، ومَضى راجِعًا، وأَقامَ في نينَوى.
[38] وفيما هو ساجِدٌ في بَيتِ نِصْروكَ إِلٰهه، قَتَلَه أَدرَمَّلِكُ وشَرْآصَرُ ٱبْناه بِالسَّيف، وهَرَبا إِلى أَرضِ أَراراط. ومَلَكَ آسَرحَدُّونَ ٱبنُه مَكانَه.