< سفر إشعياء 30

Listen to this chapter • 5 min
[1] وَيلٌ لِلبَنينَ العاصين، يَقولُ الرَّبّ، الَّذينَ يُقيمونَ مَشْروعًا لَيسَ مِنِّي، ويَقطَعونَ عَهدًا لَيسَ مِن روحي، لِيَزيدوا خَطيئَةً على خَطيئَة،
[2] الَّذينَ يَنطَلِقونَ نازِلينَ إِلى مِصْر، ولم يَسأَلوا فَمي، لِكَي يَحتَموا بِحِمايَةِ فِرعَون، ويَعتَصِموا بِظِلِّ مِصْر.
[3] ستَكونُ لَكم حِمايَةُ فِرعَونَ خِزيًا، والِٱعتِصامُ بِظِلِّ مِصرَ عارًا.
[4] لأَنَّ رُؤَساءَه قد ذَهَبوا إِلى صوعَن، وبَلَغَ رُسُلُه إِلى حانيس،
[5] فلَقوا جَميعُهم الخِزْيَ، عِندَ شَعبٍ لا يَنفَعُهم، لا عَونَ مِنه ولا مَنفَعَة، إِنَّما مِنه الخِزيُ والخَجَل.
[6] قَولٌ على بَهائِمِ النَّقَب: في أَرضِ الشِّدَّةِ والضِّيق، الَّتي مِنها اللَّبُؤَةُ والأَسَد، والأَفْعى والتِّنِّينُ الطَّيَّار، يَحمِلونَ أَمْوالَهم على ظُهورِ الجِحاش، وكُنوزَهم على أَسنِمَةِ الجِمال، إِلى شَعبٍ لا يَنفَعُهم.
[7] فإِنَّ مِصرَ نُصرَتُها باطِلٌ وعَبَث، لِذٰلك دَعَوتُها رَهَبَ الرَّاكِدَة.
[8] فهَلُمَّ الآنَ وٱكتُبْ ذٰلك على لَوحٍ أَمامَهم وٱرسُمْه في سِفْر، لِيَكونَ لِليَومِ الأَخير، دائمًا ولِلأَبَد،
[9] لأَنَّ هٰذا الشَّعبَ مَرَدَةٌ بَنونَ كَذَبَة، يأبَون أَن يَسمَعوا تَعليمَ الرَّبّ،
[10] يَقولونَ لِلرَّائينَ: «لا تَرَوا»، ولِلأَنْبِياءِ: «لا تَرَوا لنا ما هو حَقّ، بل كَلِّمونا كَلامًا مَلِقًا، وٱنظُروا أَوهامًا.
[11] حيدوا عنِ الطَّريق، ميلوا عنِ السَّبيل، أَبعِدوا مِن أَمامِنا قُدُّوسَ إِسْرائيل».
[12] لِذٰلك هٰكذا قالَ قُدُّوسُ إِسْرائيل: بِما أَنَّكم نَبَذتُم هٰذه الكَلِمة، وتَوَكَّلتُم على الظُّلمِ وٱلإلتِواء، وٱعتَمَدتُم علَيهما.
[13] لِذٰلك يَكونُ هٰذا الإِثمُ لَكم، كصَدْعٍ يَحصُلُ فيَتَضَخَّمُ في سورٍ عالٍ، فيَحدُثُ ٱنهِدامُه بَغتَةً على الفَور،
[14] فيَنهَدِمُ مِثلَ إِناءِ الخَزَّافين، الَّذي يُسحَقُ بِغَيرِ رِفْق، فلا يوجَدُ في مَسْحوقِه شَقَفَة، لأَخذِ نارٍ مِنَ المَوقِد، أَو لِغَرفِ ماءٍ مِنَ الجُبّ.
[15] لأَنَّه هٰكذا قالَ السَّيِّد، الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرائيل: في التَّوبَةِ والرَّاحَةِ كانَ خَلاصُكم، وفي الطُّمَأنينَةِ والثِّقَةِ كانَت قُوَّتُكم، لٰكِنَّكم لم تَشاءُوا،
[16] وقُلتُم: «لا بل على الخَيلِ نَهرُب»، فلِذٰلك تَهرُبون، «وعلى الجِيادِ نَركَب»، فلِذٰلك يُسرِعُ مُطارِدوكم.
[17] أَلفٌ مَعًا تُجاهَ تَهْديدِ واحِد، وتُجاهَ تَهْديدِ خَمسَةٍ تَهرُبون، حتَّى تُترَكوا كسارِيَةٍ على رَأسِ الجَبَل، وكرايَةٍ على التَّلَّة.
[18] لِذٰلك يَنتَظِرُ الرَّبُّ لِيَرحَمَكم، ولِذٰلك يَتَعالى لِيَرأَفَ بِكم، لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهُ عَدْلٍ، لِجَميعِ الَّذينَ يَنتَظِرونَه.
[19] فيا شَعبَ صِهْيونَ السَّاكِنَ في أُورَشَليم، لا تَبكِ بُكاءً، بل يَرحَمُكَ رَحمةً عِندَ صَوتِ صُراخِكَ، حالَما يَسمَعُكَ يَستَجيبُ لَكَ.
[20] فيُعْطيكمُ السَّيِّدُ خُبزَ الضِّيقِ وماءَ الشِّدَّة، ولا يَتَوارى مُعَلِّمُكَ بَعدَ اليَوم، بل تَرى عَيناكَ مُعَلِّمَكَ،
[21] وأُذُناكَ تَسْمَعانِ كَلِمَةَ قائِلٍ مِن وَرائِكَ: هٰذا هو الطَّريقُ فٱسلُكوه، إِذا يامَنتُم وإِذا ياسَرتُم،
[22] وتَستَنجِسونَ صَفائِحَ تَماثيلِكَ مِنَ الفِضَّة، وغِشاءَ مَسْبوكاتِكَ مِنَ الذَّهَب، وتُبَدِّدُها كفَرْزِ حَيض، وتَقولُ لَها: إِبتعِدي،
[23] ويَرزُقُ مَطَرَه لِزَرعِكَ الَّذي تَزرَعُ بِه الأَرْض، والخُبزُ الَّذي مِن غَلَّةِ الأَرْض، يَكونُ دَسِمًا سَمينًا. وفي ذٰلك اليَومِ تَرْعى ماشِيَتُكَ، في مُروجٍ فَسيحة،
[24] والثِّيرانُ والجِحاشُ الَّتي تَحرُثُ الأَرض، تأكُلُ عَلَفًا مُمَلَّحًا، مُذَرًّا بِالرَّفْشِ والمِذْرى.
[25] ويَكونُ على كُلِّ جَبَلٍ شامِخ، وكُلِّ تَلَّةٍ عالِيَة، سواقٍ وجَداوِلُ مِياه، يَومَ القَتْلِ العَظيمِ حينَ تَسقُطُ الأَبْراج.
[26] ويَصيرُ نورُ القَمَرِ كنورِ الشَّمْس، ونورُ الشَّمْسِ يَصيرُ سَبعَةَ أَضْعاف، كنورِ سَبعَةِ أَيَّام، يَومَ يَجبُرُ الرَّبُّ كَسرَ شَعبِه، ويَشْفي جُرحَ ضَربَتِه.
[27] هُوَذا ٱسمُ الرَّبِّ آتٍ مِن بَعيد، غَضَبُه مُضطَرِمٌ ووَعيده شَديد، وشَفَتاه مُمتَلِئتانِ سُخطًا، ولِسانُه كنارٍ آكِلَة،
[28] ونَفَسُه كسَيلٍ طاغٍ يَبلُغُ إِلى العُنُق، فيُغَربِلُ الأُمَمَ بِغِرْبالِ الدَّمار، ويَكونُ لِجامَ تَضْليلٍ في فُكوكِ الشُّعوب.
[29] سيَكونُ لَكم نَشيدٌ كما في لَيلَةِ تَقْديسِ العيد، وفَرَحُ قَلبٍ كمَن يَسيرُ على صَوتِ المِزْمار، ذاهِبًا إِلى جَبَلِ الرَّبّ، إِلى صَخرِ إِسْرائيل.
[30] وسيُسمِعُ الرَّبُّ جَلالَ صَوتِه، ويُري نُزولَ ذِراعِه، في سَورةِ غَضَبٍ ولَهيبِ نارٍ آكِلَة، وصاعِقَةٍ ووابِلٍ وحِجارَةِ بَرَد.
[31] لأَنَّه مِن صَوتِ الرَّبِّ يَفزَعُ أَشُّور، وبِالقَضيبِ يُضرَب،
[32] وكُلُّ وَقَعاتِ العَصا المُعَدَّةِ لَه، الَّتي يُنزِلُها الرَّبُّ علَيه، تَكونُ بِالدُّفوفِ والكِنَّارات، ويُحارِبُه حُروبًا بِيَدٍ مَرْفوعة،
[33] لأَنَّ توفَتَ مُعَدَّةٌ مِنَ الأَمسِ، مُهَيَّأَةٌ لِلمَلِكِ أَيضًا عَميقةٌ واسِعَة، مِلؤُها نارٌ وحَطَبٌ كَثير، ونَسَمَةُ الرَّبِّ كسَيلٍ مِن كِبْريتٍ تُضرِمُها.