< سفر التكوين 4

Listen to this chapter • 3 min
[1] وعَرَفَ الإِنسانُ حَوَّاءَ ٱمرَأَتَه فحَمَلَت ووَلَدَت قايِن. فقالَت: «قَدِ ٱقتَنَيتُ رَجُلًا مِن عِندِ الرَّبّ».
[2] ثُمَّ عادَت فوَلَدَت أَخاهُ هابيل. فكانَ هابيلُ راعِيَ غَنَم، وكانَ قايِنُ يَحرُثُ الأَرض.
[3] وكانَ بَعدَ أَيَّامٍ أَنْ قَدَّمَ قايِنُ مِن ثَمَرِ الأَرضِ تَقدِمةً لِلرَّبّ.
[4] وقَدَّمَ هابيلُ أَيضًا شَيئًا مِن أَبْكارِ غَنَمِه ومِن دُهْنِها.
[5] فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلى هابيلَ وتَقدِمتِه، وإلى قايِنَ وتَقدِمَتِه لم يَنظُر. فغَضِبَ قايِنُ وأَطرَقَ رَأسَه.
[6] فقالَ الرَّبُّ لِقايِن: «لِمَ غَضِبتَ ولِمَ أَطرَقتَ رأسَكَ؟
[7] فإِنَّكَ إِن أَحسَنتَ أَفَلا تَرفَعُ الرَّأس؟ وإِن لَم تُحسِنْ أَفلا تَكونُ الخَطيئَةُ رابِضةً عِندَ الباب؟ إِلَيكَ تَنقادُ أَشْواقُها، فَعَليكَ أَن تَسودَها». وقالَ قايِنُ لِهابيلَ أَخيه: «لِنَخرُجْ إِلى الحَقْل».
[8] فلَمَّا كانا في الحَقْل، وثَبَ قايِنُ على هابيلَ أَخيه فقَتَلَه.
[9] فقالَ الرَّبُّ لِقايِن: «أَينَ هابيلُ أَخوك؟» قال: «لا أَعلَم. أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟».
[10] فقال: «ماذا صَنَعتَ؟ إِنَّ صَوتَ دِماءِ أَخيكَ صارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأرض.
[11] والآن فَمَلْعونٌ أَنتَ مِنَ الأَرضِ الَّتي فَتَحَت فاها لِتَقبَلَ دِماءَ أَخيكَ مِن يَدِك.
[12] وإِذا حَرَثتَ الأَرض، فلا تَعودُ تُعطيكَ ثَمَرَها. تائِهًا شارِدًا تَكونُ في الأَرض».
[13] فقالَ قايِنُ لِلرَّبّ: «عِقابي أَشَدُّ مِن أَن يُطاق.
[14] ها قد طَرَدتَني اليَومَ عن وَجهِ الأَرض ومن وَجهِكَ أَستَتِر، وأَكونُ تائِهًا شارِدًا في الأَرض، فيَكونُ أَنَّ كُلَّ مَن يَجِدُني يَقتُلُني».
[15] فقالَ لَه الرَّبّ: «لِذٰلِكَ كُلُّ مَن قَتَلَ قايِن فسَبعَةَ أَضْعافٍ يُؤخَذُ بِثأرِه مِنه». وجَعَلَ الرَّبُّ لِقايِنَ علامةً لِئَلاَّ يَضرِبَه كُلُّ مَن يَجِدُه.
[16] وخَرَجَ قايِنُ مِن أَمامِ الرَّبّ، فأَقامَ بِأَرضِ نودٍ شَرقِيَّ عَدْنٍ.
[17] وعَرَفَ قايِنُ ٱمرَأَتَه فَحَمَلَت ووَلَدَت أَخْنوخ. ثُمَّ بَنى مَدينةً فسمَّاها بِٱسمِ ٱبنِه أَخْنوخ.
[18] ووُلِدَ لأَخْنوخَ عِيراد، وعيرادُ وَلَدَ مَحويائيل، ومَحويائيلُ وَلَدَ مَتوشائيل، ومتوشائيلُ وَلَدَ لامَك.
[19] وٱتَّخَذَ لامَكُ لَه ٱمرَأَتَيْنِ اسمُ إِحداهُما عادة والأُخْرى صِلَّة.
[20] فوَلَدَت عادةُ يابَل وهو أَبو ساكِنِي الخِيامِ وأَصْحابِ المَواشي.
[21] وٱسمُ أَخيه يُوبَل وهو أَبو كُلِّ عازِفٍ بِالكِنَّارَةِ والمِزْمار.
[22] وصِلَّةُ أَيضًا وَلَدَت تُوبَلَ قايِن وهو أَبو جَميعِ النَّحّاسينَ والحَدَّادين. وأُختُ تُوبَلَ قايِنَ نَعْمة.
[23] وقالَ لامَكُ لِٱمرَأَتَيه: «عادةُ وصِلَّة، اِسْمَعا قَولي، يا ٱمرَأَتَي لامَك، أَصْغِيا لِكَلامي، إِنَّني قَتَلتُ رَجُلًا بِسَبَبِ جُرْحٍ، ووَلَدًا بِسَبَبِ رَضٍّ.
[24] إِنَّه يُنتَقَمُ لِقاينَ سَبعَةَ أَضْعاف، وأَمَّا لِلامَكَ فسَبْعَةً وسَبعْين».
[25] وعَرَفَ آدَمُ ٱمرَأَتَه مَرَّةً أُخْرى فَوَلَدَتِ ٱبنًا وسَمَّته شِيتا وقالت: «قد أَقامَ اللهُ لي نَسْلًا آخَرَ بَدَلَ هابيل، إِذ إِنَّ قايِنَ قَتَلَه».
[26] ولِشيتٍ أَيضًا وُلِدَ ٱبنٌ وسَمَّاه أَنوش. حينَئِذٍ بَدَأَ النَّاسُ يَدْعونَ بِٱسمِ الرَّبّ.