< سفر التكوين 34

Listen to this chapter • 3 min
[1] وخَرَجَت دِينةُ بِنتُ لَيئَةَ الَّتي وَلَدَتها لِيَعْقوب، لِتَرى بَناتِ البَلَد.
[2] فرآها شَكيمُ بْنُ حَمورَ الحُوِيّ، رَئيسِ البَلَد، فأَخَذَها وضاجَعَها وٱغتَصَبَها.
[3] وتعلَّقَت نَفْسُه بِدينةَ بِنتِ يَعْقوب وأَحَبَّ الفَتاةَ وخاطَبَ قَلْبَها.
[4] وكَلَّمَ شَكيمُ حَمورَ أَباه قائلًا: «خُذْ لي هٰذه الفُتَيَّةَ زَوجَةً».
[5] وسَمِعَ يَعْقوبُ أَنَّ شَكيمَ قد دَنَّسَ دِينَةَ ٱبنَتَه، وكانَ بَنوه مع ماشِيَتِه في البَرِّيَّة، فسَكَتَ حتَّى رَجَعوا.
[6] فخَرَجَ حَمورُ أَبو شَكيمَ إِلى يَعْقوبَ لِيُخاطِبَه.
[7] وجاءَ بَنو يَعْقوبَ مِنَ الحَقْل، ولَمَّا سَمِعوا بِالأَمْر، شَقَّ على القَوم وغَضِبوا جِدًّا، لأَنَّ شَكيمَ قد صَنَعَ فاحِشَةً في إِسْرائيل، إِذ ضاجَعَ ٱبنَةَ يَعْقوب، ومِثْلُ ذٰلك لا يُصنَع.
[8] فتكَلَّمَ حَمورُ معَهم قائلًا: «إِنَّ شَكيمَ ٱبْني قد تَعَلَّقَت نَفسُه بِٱبنَتِكم، فأَعطوه إِيَّاها زَوجَةً،
[9] وصاهِرونا: أَعْطونا بَناتِكم وٱتَّخِذوا بَناتِنا،
[10] وأَقيموا معَنا، وهٰذه الأَرضُ أَمامَكم، أَقيموا فيها وجولوا وتَمَلَّكوا».
[11] وقالَ شَكيمُ لأَبيها وإِخوَتِها: «أَنالُ حُظوَةً في عيونِكم، وما يَطلُبونَه مِنِّي أُعْطيه.
[12] أَكثِروا عَلَيَّ المَهْرَ والعَطِيَّةَ جِدًّا، فأُعْطِيَكم كما تَطلُبونَ مِنِّي، وأَعْطوني الفَتاةَ زَوجَةً».
[13] فأَجابَ بَنو يَعْقوبَ شَكيمَ وحَمورَ أَباه وكَلَّموها بِمَكْرٍ لأَنَّ شَكيمَ دَنَّسَ دِينةَ أُختَهم،
[14] وقالوا لَهما: «لا نَستَطيعُ أَن نَصنَعَ هٰذا: أَن نُعْطِيَ أُخْتَنا لِرَجُلٍ أَقَلف، لأَنَّه عارٌ عندنا.
[15] ولا نُوافِقُكم على ذٰلك إِلاَّ إِذا صِرتُم مِثْلَنا بِأَن يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكم،
[16] فنُعْطيكم بَناتِنا ونَتَّخِذُ بَناتِكم ونُقيمُ عِندكم ونَصيرُ شَعْبًا واحدًا.
[17] وإِن لم تَسمَعوا لَنا ولم تَختَتِنوا، نَأخُذُ ٱبنَتَنا ونَمْضي».
[18] فحَسُنَ كَلامُهم في عَينَي حَمورَ وشَكيمَ ٱبْنِه.
[19] ولم يَلبَثِ الفَتى أَنْ صَنَعَ ذٰلك، لأَنَّه كانَ مَشْغوفًا بِٱبْنَةِ يَعْقوب، وكانَ هو أَوجَهَ أَهْلِ بَيتِ أَبيه كُلِّهم.
[20] فلَمَّا دَخَلَ حَمورُ وشَكيمُ ٱبنُه بابَ مَدينَتِهما، خاطَبا أَهْلَها قائِلَين:
[21] «إِنَّ هٰؤُلاءِ القَومَ مسالِمونَ لَنا فيُقيمونَ في البَلَد ويَجولونَ فيه، والأَرضُ واسِعةُ الأَطْرافِ أَمامَهم، فنَتَّخِذُ بَناتِهِم أَزْواجًا ونُعْطيهم بَناتِنا.
[22] ولا يُوافِقُنا القَومُ على أَن يُقيموا مَعَنا ونَصيرَ شَعْبًا واحِدًا، إِلاَّ إِذا خُتِنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنًّا، كما هم مَخْتونون.
[23] أَفَلا تَصيرُ مَواشيهِم ومُقتَنَياتُهم وجَميعُ بَهائِمِهم لَنا؟ فَلْنُوافِقْهم على هٰذا فيُقيموا مَعنا».
[24] فسَمِعَ لِحَمورَ وشَكيمَ ٱبنِه كُلُّ مَن خَرَجَ مِن بابِ مَدينَتِه وٱختَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنهم، كُلُّ الخارجينَ مِن بابِ مَدينَتِه.
[25] وكانَ في اليَومِ الثالِثِ وهُم مُتَأَلِّمونَ أَنَّ ٱبنَي يَعْقوب شِمْعونَ ولاويَ، أَخَوَي دِينة، أَخَذَا كُلُّ واحِدٍ سَيفَه ودَخَلا المَدينةَ آمِنَين، فقَتَلا كُلَّ ذَكَر،
[26] وحَمورُ وشَكيمُ ٱبنُه قَتَلاهُما بِحَدِّ السَّيف، وأَخذا دِينةَ مِن بَيتِ شَكيمَ وخَرَجا.
[27] ثُمَّ دَخَلَ بَنو يَعْقوبَ على القَتْلى وسَلَبوا ما في المَدينة بِسَبَبِ تَدْنيسِ أُخْتِهم.
[28] وأَخَذوا غَنَمَهم وبَقَرَهم وحَميرَهم وكُلَّ ما في المَدينةِ وما في الحَقْل.
[29] وسَبَوا كُلَّ ثَروَتِهم وجَميعَ أَطْفالِهِم ونسائِهِم وسَلَبوا كُلَّ ما في البُيوت.
[30] فقالَ يَعْقوبُ لشِمْعونَ ولاوي: «قد جَلَبتُما الشَّقاءَ علَيَّ وسَوَّدتُما وَجْهي عِنْدَ أَهْلِ البَلَد مِن كَنْعانِيِّينَ وفَرِزِّيِّين، وأَنا نَفَرٌ مَعْدود، فيَجتَمعونَ عَلَيَّ ويَضرِبونَني فأَهلِكُ أَنا وبَيتي».
[31] فقالا: «أَكَزانِيَةٍ تُعامَلُ أُختُنا؟».