< سفر التكوين 26

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكانَت في الأَرضِ مجاعةٌ غَيرُ المجاعةِ الأُولى الَّتي كانَت في أَيَّامِ إِبْراهيم. فمَضى إِسحٰقُ إِلى أَبيمَلِكَ، مَلِكِ الفَلِسْطينِيِّينَ في جَرار.
[2] فتَراءى لَه الرَّبُّ وقال: «لا تَنْزِلْ إِلى مِصْر، بل أَقِمْ في الأَرضِ الَّتي أُعَيِّنُها لَكَ.
[3] إِنْزِلْ هٰذه الأَرض، وأَنا أَكونُ مَعَكَ وأُبارِكُكَ، لأَنِّي لَكَ ولِنَسلِكَ سأُعْطي هٰذِه البِلادَ كُلَّها، وأَفي بِالقَسَمِ الَّذي أَقسَمتُه لِإبْراهيمَ أَبيكَ.
[4] وأُكَثِّرُ نَسلَكَ كَنُجومِ السَّماء، وأُعْطي نَسلَكَ هٰذه البِلادَ كُلَّها، وتَتَبارَكُ بِنَسلِكَ أُمَمُ الأَرضِ كُلُّها،
[5] مِن أَجْلِ أَنَّ إِبْراهيمَ أَصْغى إِلى صَوتي وحَفِظَ أَوامِري ووَصايايَ وفَرائِضي وشَرائِعي».
[6] فأَقامَ إِسحْقُ في جَرار.
[7] وسَأَلَهُ أَهْلُ المَكانِ عنِ ٱمرَأَتِه، فقال: «هي أُخْتي»، لأَنَّه خافَ أَن يَقول: «هيَ ٱمرَأَتي»، قائلًا في نَفسِه: «لِئَلاَّ يَقتُلَني أَهْلُ المَكانِ بِسَبَبِ رِفقَة، لأَنَّها جَميلَةُ المَنْظَر».
[8] وكانَ، لَمَّا طالَت أَيَّامُ إِقامَتِه، أَنَّ أَبيمَلِك، مَلِكَ الفَلِسْطينِيِّينَ، تَطَلَّعَ مِنَ النَّافِذَةِ ورأَى، فإِذا إِسحٰقُ يُداعِبُ رِفقَةَ ٱمرَأَتَه.
[9] فَدَعا أَبيمَلِكُ إِسحٰقَ وقال: «هي إِذًا ٱمرَأَتُكَ، فلِمَ قُلتَ: إِنَّها أُخْتي؟». فقالَ إِسحٰق: «لأَنِّي قُلتُ: لَعَلِّي أَموتُ بِسَبَبِها».
[10] فقالَ أَبيمَلِك: «ماذا صَنَعتَ بِنا؟ لَولا قَليل، لَضاجَعَ أَحَدٌ مِنَ الشَّعبِ ٱمرَأَتَكَ، فجَلَبتَ علَينا ذَنْبًا».
[11] وأَمَرَ أَبيمَلِكُ الشَّعبَ كُلَّه قائلًا: «مَن مَسَّ هٰذا الرَّجُلَ أَوِ ٱمرَأَتَه يُقتَلُ قَتْلًا».
[12] وزَرَعَ إِسحٰقُ في تِلكَ الأَرضِ فأَصابَ في تِلكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْف، وبارَكَه الرَّبّ.
[13] فٱغْتَنى الرَّجُلُ وكانَ يَزْدادُ غِنًى إِلى أَن صارَ غَنِيًّا جِدًّا.
[14] وصارَت لَه ماشِيَةُ غَنَمٍ وماشِيَةُ بَقَرٍ وخَدَمٌ كثيرون، فحَسَدَه الفَلِسْطينِيُّون.
[15] وجَميعُ الآبارِ الَّتي حَفَرَها خَدَمُ أَبيه في أَيَّامِ إِبْراهيمَ أَبيه كانَ الفَلِسْطينِيُّونَ قد رَدَموها ومَلَأُوها تُرابًا.
[16] وقالَ أَبيمَلِكُ لِإسْحٰق: «إِنصَرِفْ مِن عِندِنا، لأَنَّكَ قد أَصبَحتَ أَقْوى مِنَّا جِدًّا».
[17] فٱنْصَرَفَ إِسحٰقُ مِن هُناكَ وخَيَّمَ في وادي جَرار وأَقامَ هُناك.
[18] ثُمَّ عادَ إِسحٰقُ فحَفَرَ آبارَ الماءِ الَّتي كانَ خَدَمُ إِبْراهيمَ أَبيه قد حَفَروها ورَدَمَها الفَلِسْطينِيُّونَ بَعدَ مَوتِ إِبْراهيم، ودَعاها بالأَسْماءِ الَّتي كانَ أَبوه قد دَعاها بها.
[19] وحَفَرَ خَدَمُ إِسْحٰقَ في الوادي فَوَجَدوا هُناكَ بِئرَ مِياهٍ حَيَّة
[20] فتَخاصَمَ رُعاةُ جَرارَ ورُعاةُ إِسحٰقَ قائِلين: «هٰذا الماءُ لَنا». فسَمَّى إِسحٰقُ البِئرَ «عِسِقْ»، لأَنَّهم تَنازَعوا معَه.
[21] ثُمَّ حَفَروا بِئرًا أُخْرى فتَخاصَموا علَيها أَيضًا، فسَمَّاها «سِطْنَة».
[22] ثُمَّ ٱنْتَقَلَ مِن هُناكَ وحَفَرَ بِئرًا أُخْرى، فلَم يَتَخاصَموا عليها، فسَمَّاها «رُحُبوت» وقال: «الآنَ قد رَحَّبَ الرَّبُّ لَنا فنَنْمُو في الأَرض».
[23] ثُمَّ صَعِدَ مِن هُناكَ إِلى بِئرَ سَبْع.
[24] فتَراءى لَه الرَّبُّ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقال: «أَنا إِلٰهُ إِبْراهيمَ أَبيكَ. لا تَخَفْ فإِنِّي مَعَكَ. أُبارِكُكَ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ. مِن أَجْلِ عَبْدي إِبْراهيم».
[25] فبَنى هُناكَ مَذبَحًا ودَعا بِٱسْمِ الرَّبّ، ونَصَبَ هُناكَ خَيمَتَه. وحَفَرَ هُناكَ خَدَمُ إِسحٰقَ بِئرًا.
[26] فذَهَبَ إِلَيه مِن جَرارَ أَبيمَلِكُ وأَحُزَّاتُ صاحِبُه وفِيكولُ قائِدُ جَيشِه.
[27] فقالَ لَه إِسحٰق: «ما بالُكُم أَتَيتُم إِلَيَّ وأَنتُم قد أَبغَضتُموني وصَرَفتُموني مِن عِندِكم؟».
[28] فقالوا: «إِنَّنا قد رأَينا أَنَّ الرَّبَّ معكَ، فقُلْنا: لِيَكُنِ الآنَ قَسَمٌ بَينَنا وبَينَكَ، ونَقطَعُ مَعكَ عَهْدًا
[29] أَلاَّ تَصنَعَ بِنا سُوءًا كما أَنَّنا لم نَمَسَّكَ وكما أَنَّنا لم نَصْنَعْ إلَيْكَ إِلاَّ خَيرًا وصَرَفْناكَ بِسَلام. أَنتَ الآنَ مُبارَكُ الرَّبّ».
[30] فأَقامَ لهم مَأدُبَةً فأَكَلوا وشَرِبوا.
[31] وبَكَّروا في الصَّباح، فحَلَفَ كُلٌّ مِنهُم لِصاحِبِه، وصَرَفَهم إِسحٰق: فَمضَوا مِن عِندِه بِسلام.
[32] وكانَ في ذٰلك اليَومِ أَنَّ خَدَمَ إِسحٰقَ جاءُوا فأَخبَروه بِأَمرِ البِئرِ الَّتي حَفَروها وقالوا له: «قد وَجَدْنا ماءً».
[33] فدَعاها «شِبَعْ»، ولِذٰلك ٱسمُ المَدينَةِ بِئرَ سَبْعُ إِلى هٰذا اليَوم.
[34] ولَمَّا صارَ عِيسو ٱبنَ أَربَعينَ سَنَةً، اِتَّخَذَ يَهوديتَ، بِنْتَ بَئِيرِيَ الحِثِّيّ، وَبسمَةَ، بِنْتَ أَيلونَ الحِثِّيِّ، ٱمرَأَتَيْنِ لَه.
[35] فكانَتا مَرارَةَ نَفْسٍ لِإسحٰقَ ورِفقَة.