< سفر حزقيال 34

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[2] «يا ٱبنَ الإِنْسان، تَنَبَّأْ على رُعاةِ إِسْرائيل، تَنَبَّأْ وقُلْ لَهم: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعاة: وَيلٌ لِرُعاةِ إِسْرائيلَ الَّذينَ يَرعَونَ أَنفُسَهم. أَلَيسَ على الرُّعاةِ أَن يَرعَوا الخِراف؟
[3] إِنَّكم تَأكُلونَ الأَلْبانَ وتَلبَسونَ الصُّوفَ وتَذبَحونَ السَّمين، لٰكِنَّكم لا تَرعَونَ الخِراف.
[4] الضِّعافُ لم تُقَوُّوها والمَريضَةُ لم تُداوُوها والمَكْسورَةُ لم تَجبُروها والشَّارِدَةُ لم تَرُدُّوها والضَّالَةُ لم تَبحَثوا عنها، وإِنَّما تَسَلَّطتُم علَيها بِقَسوَةٍ وقَهْر.
[5] فأَصبَحَت مُشَتَّتَةً مِن غَيرِ راعٍ، وصارَت مَأكَلًا لِجَميعِ وُحوشِ الحُقولِ وهي مُشَتَّتَة.
[6] لقد تاهَت خِرافي في جَميعِ الجِبالِ وعلى كُلِّ تَلَّةٍ عالِيَة، وشُتِّتَت خِرافي على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها، ولَيسَ مَن يَنشُدُ ولا مَن يَبحَث.
[7] لِذٰلك أَيُّها الرُّعاةُ ٱسمَعوا كَلِمَةَ الرَّبّ.
[8] حَيٌّ أَنا، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ. بِما أَنَّ خِرافي صارَت نَهْبًا وأَصبَحَت خِرافي مَأكَلًا لِكُلِّ وَحشِ الحُقولِ مِن غَيرِ راعٍ، ولم يَنشُدْ رُعاتي خِرافي، بل رَعى الرُّعاةُ أَنفُسَهم، وخِرافي لم يَرعَوها،
[9] لِذٰلك أَيُّها الرُّعاةُ ٱسمَعوا كَلِمَةَ الرَّبّ.
[10] هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا على الرُّعاة، فأَطلُبُ خِرافي من أَيديهم وأَكُفُّهم عن رَعْيِ الخِراف، فلا يَرْعى الرُّعاةُ أَنفُسَهم بَعدَ اليَوم، وأُنقِذُ خِرافي مِن أَفْواهِهم، فلا تَكونُ لَهم مَأكَلًا.
[11] لأَنَّه هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَنشُدُ خِرافي وأَفتَقِدُها أَنا.
[12] كما يَفتَقِدُ الرَّاعي قَطيعَه يَومَ يَكونُ في وَسَطِ خِرافِه المُنتَشِرَة، كذٰلك أَفتَقِدُ أَنا خِرافي وأُنقِذُها مِن جَميعِ المَواضِعِ الَّتي شُتِّتَت فيها يَومَ الغَيمِ والغَمامِ المُظلِم،
[13] وأُخرِجُها مِن بَينِ الشُّعوب، وأَجمَعُها مِنَ الأَراضي وآتي بِها إِلى أَرضِها وأَرْعاها على جِبالِ إِسْرائيلَ وفي الأَودِيَةِ وفي جَميعِ مساكِنِ الأَرض.
[14] في مَرعًى صالِحٍ أَرْعاها وفي جِبالِ إِسْرائيلَ العالِيَةِ يَكونُ مَرْعاها. هُناكَ تَربِضُ في حَظيرَةٍ صالِحَة، وتَرْعى في مَرعًى دَسِمٍ على جِبالِ إِسْرائيل.
[15] أَنا أَرْعى خِرافي وأَنا أَربِضُها، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ،
[16] فأَبحَثُ عن الضَّالَّةِ وأَرُدُّ الشَّارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّي الضَّعيفَةَ وأُهلِكُ السَّمينَةَ والقَوِيَّة، وأَرْعاها بِعَدْل.
[17] وأَنتُنَّ يا خِرافي، هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة، بَينَ الكِباشِ والتُّيوس.
[18] أَما يَكْفيكُنَّ أَن تَرعَينَ المَرْعى الصَّالح، ثُمَّ تَدُسْنَ بِأَرجُلِكُنَّ باقيَ مَراعيكُنَّ وأَن تَشرَبْنَ الصَّافِيَ مِن المِياه، فتُعَكِّرنَ ما بَقِيَ بِأَرجُلِكُنَّ،
[19] فتَرْعى خِرافي مَدوسَ أَرجُلِكُنَّ وتَشرَبُ مُعَكَّرَ أَقْدامِكُنَّ؟
[20] لِذٰلك هٰكذا قالَ لَهُنَّ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ الشَّاةِ السَّمينَةِ والشَّاةِ الهَزيلة،
[21] لأَنَّكُنَّ دَفَعتُنَّ بِالجَنْبِ والكَتِف، ونَطَحتُنَّ بِقُرونِكُنَّ كُلَّ ضَعيفَةٍ إِلى أَن شَتَّتُّنَّها إِلى خارِج.
[22] فأُخَلِّصُ خِرافي ولا تَكونُ بَعدَ اليَومِ نَهْبًا، وأَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة.
[23] وأُقيمُ علَيها راعِيًا آخَرَ لِيَرْعاها، عَبْدي داوُد، فهو يَرْعاها وهو يَكونُ راعِيَها.
[24] وأَنا الرَّبَّ أَكونُ لَهم إِلٰهًا، وعَبْدي داوُدُ يَكونُ في وَسْطِهم رَئيسًا. أَنا الرَّبَّ تَكَلَّمتُ.
[25] وأَقطَعُ لَهم عَهدَ سَلام، وأَكُفُّ الوَحشَ الضَّارِيَ عنِ الأَرض، فيَسكُنونَ في البَرِّيَّةِ آمِنين، ويَنامونَ في الغاب.
[26] وأَغرِسُهم وتَكونُ بَرَكَةٌ حَولَ تَلَّتي، وأُنزِلُ المَطَرَ في أَوانِه، فيَكونُ مَطَرَ بَرَكَة.
[27] ويُعْطي شَجَرُ الحُقولِ ثَمَرَه، والأَرضُ تُعْطي غَلَّتَها، ويَكونونَ على أَرضِهم آمِنين، فيَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّبُّ حينَ أُحَطِّمُ قُضْبانَ نيرِهم، وأُنقِذُهم مِن أَيدي الَّذينَ ٱستَعبَدوهم.
[28] ولا يَكونونَ بَعدَ اليَومِ نَهْبًا لِلأُمَم، ووَحشُ الأَرضِ لا يَأكُلُهم، فيَسكُنونَ آمنين، ولا أَحَدَ يُرَوِّعُهم.
[29] وأُقيمُ لَهم مَغرِسًا عَظيمَ الِٱسم، فلا يَكونونَ بَعدَ اليَومِ فَريسَةً لِلْجوعِ في الأَرض، ولا يَحمِلونَ بَعدَ اليَومِ تَعْييرَ الأُمَم،
[30] فيَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّبُّ إِلٰهُهم معَهم، وأَنَّهم شَعْبي بَيتُ إِسْرائيل، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.
[31] وأَنتُنَّ يا خِرافَ مَرْعايَ، بَشَرٌ أَنتُنَّ، وأَنا إِلٰهُكم، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ».