< سفر الخروج 15

Listen to this chapter • 3 min
[1] حينِئِذٍ أَنشَدَ موسى وبنو إِسْرائيلَ هٰذا النَّشيدَ لِلرَّبِّ وقالوا: «أُنشِدُ لِلرَّبِّ فإِنَّه تعَظَّمَ تَعْظيمًا: الفَرَسُ وراكِبُه في البَحرِ أَلقاهُما.
[2] الرَّبُّ عِزِّي ونَشيدي، لقَد كانَ لي خَلاصًا. هٰذا إِلٰهي فبِه أُعجَب، إِلٰهُ أَبي فبِه أُشيد.
[3] الرَّبُّ رَجُلُ حَربٍ، الرَّبُّ ٱسمُه.
[4] مَركَباتُ فِرعَونَ وجَيشُه في البَحرِ أَلقاها، ونُخبَةُ ضُبَّاطِه في بَحرِ القَصَبِ غَرِقوا.
[5] الغِمارُ غَطَّتهُم وكالحَجَرِ في الأَعماقِ هَبَطوا.
[6] يَمينُك يا رَبُّ تَعتَزُّ بِالقُوَّة، يَمينُكَ يا رَبُّ تُحطِّمُ العَدُوَّ.
[7] وبِعَظَمَةِ جَلالِكِ تَصرَعُ مُقاوِميكَ. تُطلِقُ سُخطَكَ فكَالقَشِّ يأكُلُهم،
[8] وبِنَفَسِ مِنخَرَيكَ تَراكَمَتِ المِياه. الأمواجُ كالسُّورِ ٱنتَصَبَت، والغِمارُ في قَلبِ البَحرِ جَمَدَت.
[9] قالَ العَدُوُّ: «أُطارِدُ فأُدرِك، أُقَسِّمُ الغَنيمةَ فتَكتَظُّ بِها نَفْسي. أَستَلُّ سيفي فتَقرِضُهم يَدي».
[10] نَفَختَ ريحكَ فغطَّاهُمُ البَحرُ، وغاصوا كالرَّصاصِ في المِياهِ الهائِلة.
[11] مَن مِثْلُكَ يا رَبُّ في الآلِهة؟ مَن مِثلُكَ جَليلُ القَداسة، مَهيبُ المآثِرِ صانِعُ العَجائب؟
[12] مَدَدتَ يَمينَكَ فٱبتَلَعَتهُمُ الأَرض.
[13] بِرَحمَتِكَ هَدَيتَ الشَّعبَ الَّذي فدَيتَه، بِعِزَّتِكَ أَرشَدتَه إِلى مَسكِنِ قُدسِكَ.
[14] سَمِعَتِ الشُّعوبُ فٱرتَعَدَت، وأَخَذَ المَخاضُ سُكَّانَ فِلَسْطين.
[15] حينَئِذٍ ٱرتاعَ زُعَماءُ أَدوم، ورُؤَساءُ موآبَ أَخَذَتهُمُ الرِّعدة وخارَت عَزائِمُ جَميعِ سُكَّانِ كَنْعان.
[16] يَقَعُ علَيهمِ الرُّعبُ والهَلَع: بِعَظَمةِ ذِراعِكَ كالحَجَرِ يَخرَسون، حتَّى يَعبُرَ شَعبُكَ يا ربّ، حتَّى يَعبُرَ الشَّعبُ الَّذي اقتَنَيتَه.
[17] تأتي بِهِم وفي جَبَلِ ميراثِكَ تَغرِسُهم، في المَكانِ الَّذي أَقَمْتَه يا رَبُّ لِسُكناكَ، المَقدِسِ الَّذي هَيَّأَته يا ربُّ يَدَاكَ.
[18] الرَّبُّ يَملِكُ أَبَدَ الدُّهور».
[19] لَمَّا دَخَلَت خَيلُ فِرعونَ ومَراكِبُه وفُرسانُه البَحرَ، رَدَّ الرَّبُّ علَيهم مِياهَ البَحر. وأَمَّا بَنو إِسْرائيل، فساروا على اليَبَسِ في وَسَطِ البَحر.
[20] ثُمَّ أَخَذَت مَريَمُ النَّبِيَّةُ، أُختُ هارون، الدُّفَّ في يَدِها، وخَرَجَتِ النِّساءُ كُلُّهُنَّ وَراءَها بِالدُّفوفِ والرَّقْص.
[21] فجاوَبَتهُنَّ مَريَم: «أَنشِدوا لِلرَّبِّ فإِنَّه تَعَظَّمَ تَعظيمًا. الفَرَسُ وراكِبُه في البَحرِ أَلْقاهما».
[22] ثُمَّ رَحَلَ موسى بإِسْرائيلَ مِن بَحرِ القَصَب، وخَرَجوا إِلى بَرِّيَّةِ شور. فساروا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ في البَرِّيَّةِ ولم يَجِدوا ماءً.
[23] فوَصَلوا إِلى مارَّة، فلَم يُطيقوا أَن يَشرَبوا مِن مِياهِها لأَنَّها مُرَّة، ولِذٰلك سُمِّيَت مارَّة.
[24] فتَذَمَّر الشَّعبُ على موسى وقال: «ماذا نَشرَب؟»
[25] فصَرَخَ موسى إلى الرَّبّ، فأَراه الرَّبُّ خَشَبَةً فأَلْقاها في الماءِ فصار عَذْبًا. هُناكَ وَضَعَ الرَّبُّ لَهم فَريضَةً وشَرْعًا وهُناكَ ٱمتَحَنَهم.
[26] وقال: «إِن سَمِعتَ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ، وصَنَعتَ ما هو مُستَقيمٌ في عَينَيه، وأَصغَيتَ إِلى وَصاياه، وحَفِظتَ جَميعَ فَرائِضِه، فجَميعُ الأَمراضِ الَّتي أَنزَلتُها بِالمِصرِيِّين لا أُنزِلُها بِكَ، لأَنِّي أَنا الرَّبُّ مُعافيكَ».
[27] ثُمَّ وَصَلوا إِلى أَيليم، وكانَ هُناكَ ٱثنَتا عَشَرَةَ عَينَ ماء وسَبْعونَ نَخلَة، فخَيَّموا هُناكَ عِندَ المِياه.