< سفر التثنية 9

Listen to this chapter • 4 min
[1] إِسمَعْ يا إِسْرائيل: إِنَّكَ اليَومَ عابِرٌ الأُردُنّ، لِتَدخُلَ وتَطرُدَ أُمَمًا أَعظَمَ وأَقْوى مِنكَ، مُدُنُها عَظيمةٌ ومُحَصَّنةٌ إِلى السَّماء،
[2] شَعْبًا عِظامًا طِوالًا، بَني عَناقَ الَّذين عَرَفتَهم وسَمِعتَ عَنهم: مَن يَصمُدُ أَمامَ بَني عَناق؟
[3] فٱعلَمِ اليَومَ أَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ هو يَعبُرُ أَمامَكَ كنارٍ آكِلَة، هو يُبيدُهم وهو يُذِلُّهم أَمامَكَ، فتَطرُدُهم وتُبيدُهم سَريعًا، كما كَلَّمَكَ الرَّبّ.
[4] لا تَقُلْ في قَلبِكَ، إِذا طَرَدَهمُ الرَّبُّ إِلٰهُكَ مِن أَمامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدخَلَني الرَّبُّ لأَرِثَ هٰذه الأَرضَ، ولأَجلِ شَرِّ هٰذه الأُمَمِ طَرَدَها الرَّبُّ مِن أَمامي.
[5] إِنَّه لا بِبِرِّكَ وٱستِقامةِ قَلبِكَ أَنتَ داخِلٌ لِتَرِثَ أَرضَها، بل لأَجْلِ شَرِّ تِلكَ الأُمَمِ طَرَدَها الرَّبُّ إِلٰهُكَ مِن أَمامِكَ، ولِكَي يُثَبِّتَ القَولَ الَّذي أَقسَمَ الرَّبُّ علَيه لِآبائِكَ إِبْراهيمَ وإِسحٰقَ ويَعْقوب.
[6] فٱعلَمْ أَنَّه لا لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ هٰذه الأَرضَ الطَّيِّبةَ لِتَرِثَها، فإِنَّكَ شَعْبٌ قاسي الرِّقاب.
[7] أُذكُرْ، لا تَنْسَ أَنَّكَ أَغضَبتَ الرَّبَّ إِلٰهَكَ في البَرِّيَّة، فإِنَّكَ مُنذُ يَومِ خُروجِكَ مِن مِصرَ، حتَّى وُصولِكم إِلى هٰذا المَكان، لم تَزالوا تَتَمَرَّدونَ على الرَّبّ،
[8] وفي حوريبَ أَغضَبتُمُ الرَّبَّ، فغَضِبَ علَيكم وكادَ يُبيدُكم.
[9] حين صَعِدتُ الجَبَلَ لِآخُذَ لَوحَيِ الحَجَر، لَوحَيِ العَهدِ الَّذي قَطَعَه الرَّبُّ معَكم، فأَقَمتُ بِالجَبَلِ أَربَعينَ يَومًا وأَربَعينَ لَيلَةً، لم آكُلْ خُبْزًا ولم أَشرَبْ ماءً.
[10] ثُمَّ سَلَّمَ الرَّبُّ إِلَيَّ لَوحَيِ الحَجَرِ المَكْتوبَينِ بِإِصبَعِ الله، وعلَيهِما جَميعُ الكَلِماتِ الَّتي كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ بِها في الجَبَلِ من وَسَطِ النَّارِ في يَومِ الإِجْتِماع.
[11] وفي نِهايَةِ الأَربَعينَ يَومًا والأَربَعينَ لَيلَةً، كانَ أَنَّ الرَّبَّ سَلَّمَ إِلَيَّ لَوحَيِ الحَجَر، لَوحَيِ العَهْد،
[12] وقالَ لِيَ الرَّبّ: قُمْ فٱنزِلْ على عَجَلٍ مِن هُنا، لأَنَّه قد فَسَدَ شَعبُكَ الَّذي أَخرَجتَه مِن مِصر، وٱبتَعَدَ سَريعًا عنِ الطَّريقِ الَّتي أَوصَيتُه بِها وصَنَعَ لَه تِمْثالًا مَسْبوكًا.
[13] وكَلَّمَني الرَّبُّ قائِلًا: قد رأَيتُ هٰذا الشَّعبَ، فإِذا هو شَعبٌ قاسي الرِّقاب.
[14] دَعْني فأُبيدَه وأَمحُوَ ٱسمَه مِن تَحتِ السَّماء وأَجعَلَكَ أَنتَ أُمَّةً أَعظَمَ وأَكثَرَ مِنه.
[15] فتَحَوَّلتُ ونَزَلتُ مِنَ الجَبَل، وهو مُشتَعِلٌ بِالنَّار، ولَوحا العَهْدِ في يَدي.
[16] ونَظَرتُ فإِذا بِكم قد خَطِئتُم إِلى الرَّبِّ إِلٰهِكم وصَنَعتُم لَكم عِجْلًا مَسْبوكًا، وٱبتَعَدتُم سَريعًا عنِ الطَّريقِ الَّتي أَوصاكم بِها الرَّبّ.
[17] فأَمسَكتُ اللَّوحَينِ ورَمَيتُ بِهما مِن يَدَيَّ وحَطَّمتُهما أَمامَ عُيونِكم.
[18] ثُمَّ ٱرتَمَيتُ أَمامَ الرَّبِّ، وكالمَرَّةِ الأُولى لم آكُلْ خُبْزًا ولم أَشرَبْ ماءً أَرْبَعينَ يومًا وأَرْبَعينَ لَيلَةً، بِسَبَبِ خَطيئَتِكمُ الَّتي خَطِئتُموها، إِذ صَنَعتُمُ الشَّرَّ في عينَيِ الرَّبّ وأَسخَطتُموه،
[19] لأَنِّي خِفتُ مِن الغَضَبِ والسُّخْطِ الَّذي سَخِطَه الرَّبُّ علَيكم لِيُبيدَكم، فسَمِعَ لِيَ الرَّبُّ تِلكَ المَرَّةَ أَيضًا.
[20] وأَمَّا هارون، فغَضِبَ الرَّبُّ علَيه جِدًّا، حتَّى هَمَّ أَن يُبيدَه، فصَلَّيتُ لأَجْلِ هارونَ أَيضًا في ذٰلك الوَقْت.
[21] وأَمَّا الخَطيئَةُ الَّتي ٱرتَكَبتُموها، أَيِ العِجْل، فإِنِّي أَخَذتُه فأَحرَقتُه بِالنَّارِ وحَطَّمتُه وسَحَقتُه، حتَّى صارَ ناعِمًا كالغُبار، ثُمَّ أَلقَيتُ غُبارَه في السَّيلِ المُنحَدِرِ مِنَ الجَبَل.
[22] وفي تَبْعيرةَ ومَسَّةَ وقِبْروتَ هَتَّأَوَه أسخطَتُمُ الرَّبّ.
[23] ولَمَّا أَرسَلَكمُ الرَّبُّ مِن قادِشَ بَرْنيعَ قائلًا: إِصْعَدوا ورِثوا الأَرضَ الَّتي أَعطَيتُكم إِيَّاها، تَمَرَّدتُم على أَمرِ الرَّبِّ إِلٰهِكم ولم تُؤمِنوا بِه ولَم تَسمَعوا لِصَوتِه.
[24] مُنذُ يَومَ عَرَفَكم، ما زِلتُم تَتَمَرَّدونَ على الرَّبّ.
[25] فٱرتَمَيتُ أَمامَ الرَّبِّ الأَربَعينَ يَومًا والأَربَعينَ لَيلَةً الَّتي ٱرتَمَيتُ فيها، لأَنَّ الرَّبَّ قالَ إِنَّه سيُبيدُكم.
[26] وصَلَّيتُ إِلى الرَّبِّ وقُلتُ لَه: أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، لا تُهلِكْ شَعبَكَ وميراثَكَ الَّذي افتَدَيتَه بِعَظَمَتِكَ وأَخرَجتَه مِن مِصرَ بِيَدٍ قَوِيَّة.
[27] أُذكُرْ عَبيدَكَ إِبْراهيمَ وإِسحٰقَ ويَعْقوب، ولا تَنظُرْ إِلى قَساوةِ هٰذا الشَّعبِ وشَرِّه وخَطيئَتِه،
[28] لِئَلاَّ يَقولُ أَهلُ الأَرضِ الَّتي أَخرَجتَنا مِنها إِنَّ الرَّبَّ لم يَستَطِعْ أَن يُدخِلَهمُ الأَرضَ الَّتي وَعَدَهم بِها، ولأَنَّه أَبغَضَهم أَخَرَجَهم لِيُميتَهم في البَرِّيَّة،
[29] وهُم شَعبُكَ وميراثُكَ الَّذي أَخرَجتَه بِقُوَّتِكَ العَظيمةِ وذِراعِكَ المَبْسوطة.