< سفر التثنية 29

Listen to this chapter • 3 min
[1] ودَعا موسى إِسْرائيلَ كُلَّه وقالَ لَه: «قد رأَيتُم كُلَّ ما صَنَعَ الرَّبُّ أَمامَ عُيونِكم في أَرضِ مِصرَ بِفِرعَونَ وبرِجالِه كُلِّهم وأَرضِه كُلِّها،
[2] تِلكَ التَّجارِبَ العَظيمَةَ الَّتي رأَتْها عَيناكَ وتِلكَ الآياتِ والخَوارِقَ العَظيمة.
[3] ولم يُعطِكمُ الرَّبُّ إِلى هٰذا اليَومِ قُلوبًا لِتَعرِفوا وعُيونًا لِتُبصِروا وآذانًا لِتَسمعوا.
[4] وقد سَيَّرتُكم في البَرِّيَّةِ أَربَعينَ سَنةً لم تَبْلَ ثِيابُكم علَيكم ولا بَلِيَت نَعلُكَ في رِجلِكَ.
[5] وخُبزًا لم تأكُلوا، وخَمرًا ومُسكِرًا لم تَشرَبوا، لِكَي تَعلَموا أَنِّي أَنا الرَّبُّ إِلٰهُكم.
[6] ثُمَّ وَصَلْتُم إِلى هٰذا المكان، فخَرَجَ سيحون، مَلِكُ حَشْبون، وعوج، مَلِكُ باشان، لِلِقائِنا لِلقِتال فضَرَبْناهما.
[7] وأَخَذْنا أَرضَهما وأَعطَيناها ميراثًا لِلرَّأُوبِينِيِّينَ والجادِيِّينَ ولِنِصفِ سِبْطِ المَنَسِّيِّين.
[8] فٱحفَظوا كَلِماتِ هٰذا العَهدِ وٱعمَلوا بِها لِكَي تَنجَحوا في كُلِّ ما تَصنَعون.
[9] أَنتُم واقِفونَ اليَومَ جَميعًا أَمامَ الرَّبِّ إِلٰهِكم: رُؤساؤُكم وزُعَماؤُكم وشُيوخُكم وكَتَبَتُكم وكُلُّ رَجُلٍ في إِسْرائيل.
[10] وأَطْفالُكم ونِساؤُكم (ونَزيلُكَ الَّذي في وَسَطِ مُخَيَّماتِكم، مِن مُحتَطِبِ الحَطَبِ إِلى مُسْتَقي الماء)،
[11] لِكَي تَدخُلَ في عَهْدِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ وفي ما يُرافِقُه من يَمينِ لَعنَة، يَقطَعُ الرَّبُّ إِلٰهُكَ العَهدَ معَكَ اليَوم،
[12] لِكَي يُقيمَكَ اليَومَ لَه شَعبًا ويَكونَ لَكَ إِلٰهًا، كما قالَ لك، وكَما أَقسَمَ لِآبائِكَ إِبْراهيمَ وإِسحٰقَ ويَعْقوب.
[13] ولَيسَ مَعَكم وَحدَكم أَنا قاطِعٌ هٰذا العَهدَ ومُقسِمٌ يَمينَ اللَّعنَةِ هٰذه،
[14] بل مع مَن هو واقِفٌ معَنا اليَومَ أَمامَ الرَّبِّ إِلٰهِنا ومَعَ مَن لَيسَ هٰهُنا اليَومَ معنا.
[15] فإِنَّكم تَعلَمونَ كَيفَ أَقَمْنا في أَرضِ مِصرَ وكَيفَ عَبَرْنا في وَسْطِ الأُمَمِ الَّتي مَرَرْتُم بِها.
[16] وقد رأَيتُم أَرْجاسَها وأَصْنامَها القَذِرَةَ مِن خَشَبٍ وحِجارةٍ ومِن فِضَّةٍ وذَهَبٍ مِمَّا هو عِندَها،
[17] كَيلا يَكونَ فيكم رَجُلٌ أَوِ ٱمرَأَةٌ أَو عَشيرةٌ أَو سِبْطٌ قَلبُه مُنصَرِفٌ اليَومَ عنِ الرَّبِّ إِلٰهِنا إِلى عِبادةِ آلِهَةِ تِلكَ الأُمَم، فيَكونَ فيكم جَذْرٌ مُنتِجٌ سُمًّا ومَرارة.
[18] فإِذا سَمِعَ أَحَدُهم كَلِمَاتِ يَمينِ اللَّعنَةِ هٰذه، وبارَكَ نَفسَه في قَلبِه قائلًا: يَكونُ لي سَلام، حتَّى ولَو سِرتُ بِتَصَلُّبِ قَلْبي، بِحَيثُ يُفْني الرَّيَّانُ العَطْشانَ،
[19] لا يَرْضى الرَّبُّ أَن يَغفِرَ لَه، بل يَشتَعِلُ غَضَبُ الرَّبِّ وغَيرَتُه على ذٰلك الرَّجُل، فتَسقُطُ علَيه اللَّعنَةُ المَكْتوبةُ كُلُّها في هٰذا السِّفْر، ويَمحو الرَّبُّ ٱسمَه مِن تَحتِ السَّماء،
[20] ويُفرِدُه الرَّبُّ لِلشَّرِّ مِن أَسْباطِ إِسْرائيلَ كُلِّهم على حَسَبِ جَميعِ لَعَناتِ العَهْدِ المَكْتوبةِ في سِفْرِ هٰذه الشَّريعة.
[21] فيَقولُ الجيلُ الآتي، أَي بَنوكمُ الَّذينَ يَقومونَ مِن بَعدِكم والغَريبُ الَّذي يأتي مِن أَرضٍ بَعيدة، حينَ يَرونَ ضَرَباتِ تِلكَ الأَرضِ وأَمْراضَها الَّتي ٱبتَلاها بِها الرَّبّ:
[22] الكِبْريتَ والمِلْحَ ولَفْحَ الأَرض، حتَّى لا تُزرَعُ ولا تُنبِتُ ولا يَرتَفِعُ بِها شَيءٌ مِنَ العُشْبِ، مِثلَ ٱنقِلابِ سَدومَ وعَمورةَ وأَدمَةَ وصَبوئيمَ الَّتي قَلَبَها الرَّبُّ بِغَضَبِه وغَيظِه.
[23] فتَقولُ الأُمَمُ كُلُّها: لِماذا صَنَعَ الرَّبُّ كذا بِهٰذِه الأَرض وما شِدَّةُ هٰذا الغَضَبِ العَظيم؟
[24] فيُقال: لأَنَّهم تَرَكوا عَهدَ الرَّبِّ، إِلٰهِ آبائِهِم، الَّذي قَطَعَه معَهم، حينَ أَخرَجَهم مِن أَرضِ مِصر.
[25] فَمَضوا وعَبَدوا آلِهَةً أُخْرى وسَجدوا لَها، آلِهَةً لم يَعرِفوها ولم يَجعَلْها لَهم نَصيبًا.
[26] فغَضِبَ الرَّبُّ على تِلكَ الأَرضِ فأَحَلَّ بِها اللَّعنَةَ المَكْتوبةَ كُلَّها في هٰذا السِّفْر،
[27] وٱستَأصَلَهمُ الرَّبُّ مِن أَرضِهم بِغَضَبٍ وغَيظٍ وسُخطٍ عَظيم، وطَرَحَهم في أَرضٍ أُخْرى، كما هُم في هٰذا اليَوم.
[28] الخَفايا لِلرَّبِّ إِلٰهِنا، والمُعلَناتُ لَنا ولِبَنينا لِلأَبَد، لِكَي نَعمَلَ بِجَميعِ كَلِماتِ هٰذه الشَّريعة.