< سفر التثنية 28

Listen to this chapter • 9 min
[1] «وإِذا سَمِعتَ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ، حافِظًا جَميعَ وَصاياهُ الَّتي أَنا آمُرُكَ بِها اليَوم، وعامِلًا بِها، يَجعَلُكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ فَوقَ جَميعِ أُمَمِ الأَرض،
[2] وتَحِلُّ علَيكَ هٰذه البَركاتُ كُلُّها وتُدرِكُكَ، لأَنَّكَ سَمِعتَ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ.
[3] مُبارَكًا تَكونُ في المَدينة، ومُبارَكًا في البَرِّيَّة،
[4] ومُبارَكًا يَكونُ ثَمَرُ بَطنِكَ، وثَمَرُ أَرضِكَ، وثَمَرُ بَهائِمِكَ، ونِتاجُ بَقَرِكَ وغَنَمِكَ،
[5] ومُبارَكَةً سَلَّتُكَ ومِعجَنُكَ.
[6] ومُبارَكًا تَكونُ أَنتَ في دُخولِكَ، ومُبارَكًا في خُروجِكَ.
[7] ويَجعَلُ الرَّبُّ أَعداءَكَ القائِمينَ علَيكَ مُنْكَسِرينَ أَمامَكَ. مِن طَريقٍ واحدَةٍ يَخرُجونَ علَيكَ، ومِن سَبْعِ طُرُقٍ يَهرُبُونَ مِن أَمامِكَ.
[8] يأمُرُ الرَّبُّ لَكَ بِالبَرَكَةِ في أَهْرائِكَ، وفي كُلِّ ما تَمتَدُّ إِلَيه يَدُكَ، ويُبارِكُكَ في الأَرضِ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ إِيَّاها،
[9] ويُقيمُكَ الرَّبُّ لَه شَعبًا مُقَدَّسًا، كما أَقسَمَ لَكَ، إِذا حَفِظتَ وَصايا الرَّبِّ إِلٰهِكَ، وسِرْتَ في سُبُلِه.
[10] فتَرى جَميعُ شُعوبِ الأَرضِ أَنَّ ٱسمَ الرَّبِّ أُطلِقَ علَيكَ فتَخافُكَ.
[11] ويَزيدُكَ الرَّبُّ خَيرًا في ثَمَرِ بَطنِكَ وثَمَرِ بَهائِمِكَ وثَمَرِ أَرضِكَ في الأَرضِ الَّتي أَقسَمَ الرَّبُّ لِآبائِكَ أَن يُعطِيَكَ إِيَّاها.
[12] يَفتَحُ الرَّبُّ لَكَ السَّماءَ، كَنزَه الطَّيِّب، فيُعطي أَرضَكَ مَطَرَها في أَوانِه ويُبارِكُ كُلَّ عَمَلٍ مِن أَعْمالِ يَدَيكَ، فتَقتَرِضُ مِنكَ أُمَمٌ كَثيرةٌ وأَنتَ لا تَقتَرِض.
[13] ويَجعَلُكَ الرَّبُّ رأسًا لا ذَنَبًا، وتَكونُ في الأَعْلى فقَط ولا تَكونُ في الأَسفَل، إِذا سَمِعتَ إِلى وَصايا الرَّبِّ إِلٰهِكَ الَّتي أَنا آمُرُكَ بِها اليَومَ لِتَحفَظَها وتَعمَلَ بِها،
[14] ولم تَنحَرِفْ يَمنَةً ولا يَسرَةً عن جَميعِ الكَلِماتِ الَّتي آمُرُكم بِها اليَومَ، سائِرًا وَراءَ آلِهةٍ أُخْرى لِتَعبُدَها.
[15] وإِن لم تَسمَعْ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ، حافِظًا وَصاياه وفَرائِضَه الَّتي أَنا آمُرُكَ بِها اليَوم ولم تَعمَلْ بِها، تأتي علَيكَ هٰذه اللَّعَناتُ كُلُّها وتُدرِكُكَ:
[16] فتَكونُ مَلْعونًا في المَدينة، ومَلْعونًا في البَرِّيَّة،
[17] وتَكونُ مَلْعونةً سَلَّتُكَ ومِعجَنُكَ،
[18] ومَلْعونًا ثَمَرُ بَطنِكَ وثَمَرُ أرضِكَ، ونِتاجُ بَقَرِكَ وغَنَمِكَ.
[19] وتَكونُ مَلْعونًا أَنتَ في دُخولِكَ، ومَلْعونًا أَنتَ في خُروجِكَ.
[20] يُرسِلُ الرَّبُّ عَلَيكَ اللَّعنَةَ والاضطِرابَ والوَعيدَ في كُلِّ ما تَمتَدُّ إِلَيه يَدُكَ مِمَّا تَصنَعُه، حتَّى تَبيدَ وتَهلِكَ سَريعًا، بِسَبَبِ سوءِ أَعمالِكَ بَعدَما تَركتَني.
[21] يُلصِقُ الرَّبُّ الوَباءَ بِكَ إِلى أَن يَفنِيَكَ مِنَ الأَرضِ الَّتي أَنتَ داخِلٌ إِلَيها لِتَرِثَها.
[22] يَضرِبُكَ الرَّبُّ بِالضَّنى والحُمَّى والبُرَداءِ والِٱلتِهابِ مع الجَفافِ والصَّدَءِ والذُّيول، فتُطارِدُكَ حتَّى تَهلِك.
[23] وتكونُ سَماؤُكَ الَّتي فَوقَ رأسِكَ نُحاسًا والأَرضُ الَّتي تَحتَكَ حَديدًا.
[24] ويَجعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرضِكَ غُبارًا وتُرابًا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ علَيكَ حتَّى يُبيدَكَ.
[25] يَجعَلُكَ الرَّبُّ تَنهَزِمُ أَمامَ أَعدائِكَ، تَخرُجُ علَيهم مِن طَريقٍ واحِدةٍ وتَهرُبُ مِن أَمامِهم مِن سَبْعِ طُرُق وتَكونُ مَوضوعَ ذُعْرٍ لِجَميعِ مَمالِكِ الأَرض.
[26] وتَصيرُ جُثَّتُكَ مأكلًا لِطُيورِ السَّماءِ ووُحوشِ الأَرض، وليسَ مَن يُقلِقُها.
[27] يَضرِبُكَ الرَّبُّ بِقُروحِ مِصرَ والبَواسيرِ والجَرَبِ والحِكَّة، فلا تَستَطيعُ مُداواتَها.
[28] ويَضرِبُكَ الرَّبُّ بِالجُنونِ والعَمى وحَيرةِ القَلْب،
[29] فتَتَلَمَّسُ في الظَّهيرةِ كما يَتَلَمَّسُ الأَعْمى في الظُّلمَة، ولا تَنجَحُ في سُبُلِكَ، وتَكونُ مُستَغَلًّا مَسْلوبًا طولَ أَيَّامِكَ، ولَيسَ لَكَ مُخَلِّص.
[30] تَخطُبُ ٱمرَأَةً فيَغتَصِبُها رَجُلٌ آخَر، وتَبْني بَيتًا فلا تَسكُنُ فيه، وتَغرِسُ كَرْمًا فلا تأكُلُ بَواكيرَه.
[31] ويُذبَحُ ثَورُكَ أَمامَ عَينَيكَ ولا تأكُلُ مِنه، ويُسلَبُ حِمارُكَ مِن أَمامِكَ فلا يَرجعُ إِلَيكَ، ويُسَلَّمُ غَنَمُكَ إِلى أَعْدائِكَ ولَيسَ لَكَ مُخَلِّص.
[32] وبَنوكَ وبَناتُكَ يُسَلَّمونَ إِلى شَعبٍ آخَر وعَيناكَ تَنظُرانِ إِلَيهم طولَ النَّهارِ فتَكِلاَّنِ ولا طاقَةَ في يَدِكَ.
[33] وثَمَرُ أَرضِكَ وكُلُّ تَعَبِكَ يأكُلُه شَعبٌ لا تَعرِفُه، ولا تَكونُ إِلاَّ مُستَغَلًّا مُعامَلًا بِقَسوَةٍ كُلَّ الأَيَّام،
[34] حتَّى تَصيرَ مَجْنونًا مِن المَنظَرِ الَّذي تَراه عَيناكَ.
[35] يَضرِبُكَ الرَّبُّ بِقَرْحٍ خَبيثٍ على الرُّكبَتَينِ وعلى السَّاقَين، فلا تَستَطيعُ مُداواتَه، مِن أَخمَصِ قَدَمِكَ إِلى قِمَّةِ رأسِكَ.
[36] يَذهَبُ الرَّبُّ بِكَ وبِمَلِكِكَ الَّذي تُقيمُه علَيكَ، إِلى أُمَّةٍ لم تَعرِفْها أَنتَ ولا آباؤُكَ، وتَعبُدُ هُناكَ آلِهَةً أُخْرى مِن خَشَبٍ وحِجارة.
[37] وتَصيرُ دَمارًا وحَديثًا وسُخرِيَّةً في جَميعِ الشُّعوبِ الَّتي يَسوقُكَ الرَّبُّ إِلَيها.
[38] تُخرِجُ بَذْرًا كَثيرًا إِلى الحَقْلِ وتَجمَعُ قَليلًا، لأَنَّ الجَرادَ يُتلِفُه.
[39] وتَغرِسُ كُرومًا وتَفلَحُها ولا تَشرَبُ خَمْرًا ولا تَجعَلُ مِنها مَؤونةً، بل يأكُلُها الدُّود.
[40] ويَكونُ لَكَ زَيتونٌ في جَميعِ حُدودِكَ، وبِزَيتٍ لا تَدَّهِن، بل يَسقُطُ زَيتونُكَ.
[41] تَلِدُ بَنينَ وبَناتٍ فلا يَكونونَ لَكَ، بل يَذْهَبونَ سَبْيًا.
[42] شَجَرُكَ كُلُّه وثَمَرُ أَرضِكَ يستولي علَيه صَرَّارُ اللَّيل.
[43] يَستَعْلي علَيكَ النَّزيلُ الَّذي في وَسْطِكَ مُتَصاعِدًا، وأَنتَ تَنحَطُّ مُتنازِلًا.
[44] هو يُقرِضُكَ وأَنتَ لا تُقرِضُه، وهو يَكونُ رأسًا وأَنتَ تَكونُ ذَنَبًا.
[45] هٰذه اللَّعَناتُ كُلُّها تأتي علَيكَ وتُطارِدُكَ وتُدرِكُكَ، حتَّى تَبيد، لأَنَّكَ لم تَسمَعْ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ لِتَحفَظَ وَصاياه وفَرائِضَه الَّتي أَمَرَكَ بِها،
[46] فتَكونُ فيكَ آيةً وخارِقَةً وفي نَسلِكَ لِلأَبَد.
[47] لأَنَّكَ لم تَعبُدِ الرَّبَّ إِلٰهَكَ بِفَرَحٍ وطيبَةِ قَلْبٍ بِسَبَبِ كَثرَةِ اليُسْر،
[48] تُستَعبَدُ لأَعْدائِكَ الَّذينَ يُرسِلُهُمُ الرَّبُّ علَيكَ بِجوعٍ وعَطَشٍ وعُرْيٍ وعَوَزٍ إِلى كُلِّ شَيء، ويَضَعُ نيرًا مِن حَديدٍ على عُنُقِكَ إِلى أَن يُبيدَكَ.
[49] ويَجلُبُ الرَّبُّ علَيكَ أُمَّةً مِن بَعيدٍ مِن أَقاصي الأَرضِ كالعُقابِ المُحَلِّق، أُمَّةً لا تَفهَمُ لُغَتَها،
[50] أُمَّةً صُلبَةَ الوُجوه، لا تَهابُ وَجهَ شَيخٍ ولا تَرأَفُ بِالفَتى.
[51] فتأكُلُ ثَمَرَ بَهائِمِكَ وثَمَرَ أَرضِكَ حَتَّى تَبيد، ولا تُبْقِي لَكَ قَمْحًا ولا نَبيذًا ولا زَيتًا ولا نِتاجَ بَقَرٍ وغَنَمٍ حتَّى تُهلِكَكَ.
[52] وتُحاصِرُكَ في مُدُنِكَ كُلِّها حتَّى تَسقُطَ أَسْوارُكَ الشَّامِخَةُ الحَصينَةُ الَّتي أَنتَ تَعتَمِدُ علَيها في أَرضِكَ كُلِّها. تُحاصِرُكَ في مُدُنِكَ كُلِّها في كُلِّ أَرضِكَ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ إِيَّاها.
[53] فتَأكُلُ ثَمَرَ بَطنِكَ، لَحْمَ بَنيكَ وبَناتِكَ الَّذينَ يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ إِيَّاهم في الحِصارِ والضِّيقِ الَّذي يُضايِقُكَ عَدُوُّكَ بِه.
[54] الرَّجُلُ الرَّقيقُ فيكَ والمُرهَفُ الحَساسِيَّةِ جِدًّا يَنظُرُ بِشَرٍّ إِلى أَخيه وإِلى ٱمرَأَتِه الَّتي في حِضنِه وما بَقِيَ مِن بَنيه الَّذينَ يَكونُ قدِ ٱدَّخَرَهم،
[55] فلا يُعْطي أَحَدًا مِنهم مِن لَحْمِ بَنيه الَّذينَ يأكُلُهم، إِذ لا يَبْقى لَه شَيءٌ في الحِصارِ والضَّيقِ الَّذي يُضايِقُكَ بِه عَدُوُّكَ في مُدُنِكَ كُلِّها.
[56] والمَرأَةُ الرَّقيقَةُ فيكَ والمُرهَفَةُ الحَساسِيَّةِ الَّتي لم تُحاوِلْ أَن يَطَأَ أَخْمَصُها الأَرضَ مِن حِسِّها المُرهَفِ ورِقَّتِها تَنظُرُ بِشَرٍّ إِلى رَجُلِها الَّذي في حِضنِها وٱبنِها وٱبنَتِها
[57] وإِلى مَشيمَتِها الخارِجَةِ مِن بَينِ رِجلَيها وإِلى أَولادِها الَّذينَ تَلِدُهم، لأَنَّها تأكُلُهم سِرًّا بِعَوَزٍ إِلى كُلِّ شَيءٍ في الحِصارِ والضِّيقِ الَّذي يُضايِقُكَ بِه عَدُوُّكَ في مُدُنِكَ.
[58] وإِن لم تَحفَظْ جَميعَ كَلِماتِ هٰذه الشَّريعةِ المَكْتوبةِ في هٰذا السِّفْرِ لِتَعمَلَ بِها مُتَّقِيًا هٰذا الِٱسمَ المَجيدَ الرَّهيب، الرَّبَّ إِلٰهَكَ،
[59] يَجعَلُ الرَّبُّ ضَرَباتِكَ عَجيبةً وضَرَباتِ نَسلِكَ ضَرَباتٍ عَظيمةً راسِخةً وأَمْراضًا خَبيثَةً راسِخَة.
[60] ويَرُدُّ علَيكَ جَميعَ أَوبِئَةِ مِصرَ الَّتي خِفتَ مِنها، فتَتعلَّقُ بِكَ.
[61] وحتَّى كُلُّ مَرَضٍ وكُلُّ ضَربَةٍ مِمَّا لم يُكتَبْ في سِفْرِ هٰذه الشَّريعةِ يُسَلِّطُه الرَّبُّ علَيكَ حتَّى تَبيد.
[62] فتَبقَونَ رجالًا قَلائِل، بَعدَما كُنتُم كنُجومِ السَّماءِ كَثرَةً. لأَنَّكَ لم تَسمَعْ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلٰهِكَ،
[63] يَكونُ، كما أَنَّ الرَّبَّ كانَ يُسَرُّ إِذا أَحسَنَ إِلَيكم وكَثَّركم، أَنَّه يُسَرُّ أَيضًا إِذا أَهلَكَكم وأَبادكم، فتُقتَلَعونَ مِن على الأَرضِ الَّتي أَنتَ داخِلٌ إِلَيها لِتَرِثَها.
[64] ويُشَتِّتُكَ الرَّبُّ في الشُّعوبِ كُلِّها مِن أَقاصي الأَرضِ إِلى أَقاصيها، وتَعبُدُ هُناكَ آلِهَةً أُخْرى لم تَعْرِفْها أَنتَ ولا آباؤُكَ، آلِهَةَ خَشَبٍ وحِجارة.
[65] وفي تِلكَ الأُمَمِ لا تَطمَئِنُّ ولا يَكونُ مُستَقَرٌّ لأَخمَصِ رِجلِكَ، بل يَجعَلُ الرَّبُّ لَكَ هُناكَ قَلْبًا مُرتَعِدًا وأَعيُنًا كَليلةً ونَفْسًا مُرهَقَة.
[66] وتَكونُ حَياتُكَ في خَطَرٍ أَمامَكَ فتَفزَعُ لَيلًا ونَهارًا ولا تأمَنُ على حَياتِكَ.
[67] تَقولُ في الصَّباح: يا لَيتَه مَساء! وتَقولُ في المَساء: يا لَيتَه صَباح! وذٰلك مِن فَزَعِ قَلبِكَ الَّذي تَفزَعُه ومِنَ المَنظَرِ الَّذي تَراه عَيناكَ.
[68] ويَرُدُّكَ الرَّبُّ إِلى مِصرَ في سُفُنٍ، على الطَّريقِ الَّتي قُلتُ لَكَ فيها: لَن تَعودَ تَراها أَبَدًا. وهُناكَ تَبيعونَ أَنفُسَكم لأَعْدائِكم عَبيدًا وإِماءً، ولَيسَ مَن يَشْتَري».
[69] ‏ هٰذه كَلِماتُ العَهْدِ الَّذي أَمَرَ الرَّبُّ موسى بِأَن يَقطَعَه مع بَني إِسْرائيلَ في أَرضِ موآب، عَدا العَهدَ الَّذي قَطَعَه معَهم في حوريب.