< سفر التثنية 2

Listen to this chapter • 5 min
[1] ثُمَّ تَحَوَّلْنا ورَحَلْنا إِلى البَرِّيَّةِ على طَريقِ بَحرِ القَصَب، كما أَمَرَني الرَّبّ، ودُرْنا حَولَ جَبلِ سِعير أَيَّامًا كَثيرة.
[2] ثُمَّ كَلَّمَني الرَّبُّ قائِلًا:
[3] كَفاكُم أَن تَدوروا حَولَ هٰذا الجَبَل، فتَحَوَّلوا إِلى الشَّمال،
[4] ومُرِ الشَّعبَ وقُلْ لَهم: إِنَّكم مُجْتازونَ حُدودَ إِخوَتِكم بَني عيسو المُقيمينَ بِسِعير، فسَيَخافونَكم، فَتَنَبَّهوا جِدًّا.
[5] لا تَتَحَدَّوهم، فإِنِّي لَستُ مُعْطيَكُم مِن أَرضِهِم شَيئًا ولا مَوطِئَ قَدَم، لأَنَّ جَبَلَ سِعيرَ قد وَهَبتُه لِعيسوَ ميراثًا.
[6] بِفِضَّةٍ تَشتَرونَ مِنهم طَعامًا فتأكُلونَه، وبِفِضَّةٍ تَشتَرونَ ماءً فتَشرَبونَه،
[7] لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ قد بارَكَ لَكَ في جَميعِ أَعْمالِ يَدَيكَ، وعَرَفَ مَسيرَكَ في هٰذه البَرِّيَّةِ الشَّاسِعة. فهٰذِه أَربَعونَ سَنةً والرَّبُّ إِلٰهُكَ معَكَ ولم يُعوِزْكَ شَيء.
[8] فجُزْنا عن إِخوَتِنا بَني عيسوَ المُقيمينَ بِسِعير على جانِبِ طريقِ العَرَبَةِ وأَيلَةَ وعَصْيونَ جابَر، وتَحَوَّلْنا ومَرَرْنا بِطَريقِ بَرِّيَّةِ موآب.
[9] فقالَ لِيَ الرَّبّ: لا تُعادِ الموآبِيِّينَ ولا تَتَحَدَّهم لِلقِتال، فإِنِّي لَستُ مُعْطِيَكَ مِن أَرضِهم ميراثًا، فلَقَد وَهَبتُ لِبَني لوطٍ عارَ ميراثًا.
[10] (وكانَ الإِيمِيُّونَ قد أَقاموا بِها قَبْلًا، وهم شَعبٌ عظيمٌ كثيرٌ طَويلُ القامة كالعَناقِيِّين،
[11] وهُم يُحسَبونَ رَفائِيِّينَ كالعَناقِيِّين، ولٰكِنَّ الموآبِيِّينَ يُسَمُّونَهم إِيمِيِّين.
[12] وأَمَّا سِعير، فأَقامَ بِها الحورِيُّونَ قَبلَ بَني عيسو، فطَردوهم وأَبادوهم مِن أَمامِهم وأَقاموا مَكانَهم، كما صَنَعَ إِسْرائيلُ في أَرضِ ميراثِهمِ الَّتي أَعْطاها الرَّبُّ لَهم).
[13] والآن قوموا فٱعبُروا وادِيَ زارَد. فعَبَرْنا وادِيَ زارَد.
[14] وكانَتِ الأَيَّامُ مُنذُ سِرْنا مِن قادِشَ بَرْنيعَ إِلى أَن عَبَرْنا وادِيَ زارَد ثَمانِيَ وثَلاثينَ سَنةً، إِلى أَنِ ٱنقَرَضَ كُلُّ جيلِ رِجالِ الحَربِ من وَسَطِ المُخَيَّم، كما أَقسَمَ الرَّبُّ فيهم.
[15] وكانَت يَدُ الرَّبِّ أَيضًا علَيهم لِتُفنِيَهم مِن وَسَطِ المُخَيَّم، حتَّى ٱنقَرَضوا.
[16] فلَمَّا ٱنقَرَضَ جَميعُ رِجالِ الحَربِ مِن وَسْطِ الشَّعبِ وماتوا،
[17] كَلَّمَني الرَّبُّ قائِلًا:
[18] أَنتَ عابِرٌ اليَومَ حُدودَ مُوآبَ في عار،
[19] فإِذا ٱقتَرَبتَ مِن جِهَةِ بَني عَمُّون، فلا تُعادِهم ولا تَتَحدَّهم، فإِنِّي لَستُ مُعْطِيَكَ مِن أَرضِ بَني عَمُّونَ ميراثًا، فلَقَد وَهَبتُها لِبَني لوطٍ ميراثًا.
[20] (وهي أَيضًا تُحسَبُ مِن أَرضِ رَفائِيِّين، لأَنَّ الرَّفائِيِّينَ أَقاموا بِها قَبْلًا، ولٰكِنَّ العَمُّونِيِّينَ يُسَمُّونَهم زَمزُمِيِّين،
[21] وهم شَعبٌ عَظيمٌ كَثيرٌ طَويلُ القامةِ كالعَناقِيِّين. فأَبادَهمُ الرَّبُّ مِن أَمامِهم، فطَرَدوهم وأَقاموا مَكانَهم،
[22] كما صَنَعَ لِبَني عيسوَ المُقيمينَ بِسِعير، إِذ أَبادَ الحورِيِّينَ مِن أَمامِهم، فطَرَدوهم وأقاموا مَكانَهم إِلى هٰذا اليَوم.
[23] والعُوِّيُّونَ المُقيمونَ بِالقُرى إِلى غَزَّة أَبادَهمُ الكَفْتورِيُّون الخارِجونَ مِن كَفْتور وأَقاموا مَكانَهم).
[24] فقوموا ٱرحَلوا وٱعبُروا وادِيَ أَرْنون. أُنظُرْ: إِنِّي قد أَسلَمتُ إِلى يَدَيكَ سيحون، مَلِكَ حَشْبونَ الأَمورِيَّ وأَرضَه، فٱبدَأْ بِالتَّمَلُّكِ وتَحَدَّه في القِتال،
[25] وأَنا في هٰذا اليَوم أَبدَأُ بإِيقاعِ رُعبِكَ وخَوفِكَ على وُجوهِ الشُّعوبِ الَّتي تَحتَ السَّمَواتِ كُلِّها، الَّتي تَسمَعُ بِأَخْبارِكَ فتَرتَجِفُ وتَرتَعِدُ أَمامَكَ.
[26] فأَرسَلتُ رُسُلًا مِن بَرِّيَّةِ قَديموتَ إِلى سيحون، مَلِكِ حَشْبون، بِكَلامِ السِّلْمِ قائلًا:
[27] دَعْني أَعبُرُ مِن أَرضِكَ، وأَنا أَسيرُ تَوًّا في طَريقي، لا أَميلُ يَمنَةً ولا يَسْرَةً.
[28] بِفِضَّةٍ تَبيعُني طَعامًا فآكُل، وبِفِضَّةٍ تُعْطيني ماءً فأَشرَبُ وأَعبُرُ ماشِيًا فقَط،
[29] كما صَنَعَ معي بَنو عيسُوَ المُقيمونَ بِسِعير والمُوآبِيُّونَ المُقيمونَ بِعار، حتَّى أَعبُرَ الأُردُنَّ إِلى الأَرضِ الَّتي أَعطانا إِيَّاها الرَّبُّ إِلٰهُنا.
[30] فأَبى سيحون، مَلِكُ حَشْبون، أَن يُعَبِّرَنا مِن أَرضِه، لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ قَسَّى روحَه وصَلَّبَ قَلبَه، لِكَي يُسلِمَه إِلى يَدِكَ، كما هو اليَوم.
[31] فقالَ ليَ الرَّبّ: أُنظُرْ: قد بَدَأْتُ أُسلِمُ سيحونَ وأَرضَه إِلى يَدِكَ، فٱبدَأْ بِالتَّمَلُّكِ ورِثْ أَرضَه.
[32] فخَرَجَ سيحونُ لِمُلاقاتِنا بِكُلِّ شَعبِه لِلقِتالِ إِلى ياهَص.
[33] فأَسلَمَه الرَّبُّ إِلٰهُنا بَينَ أَيدينا، فضَرَبْناه هو وبنيه وكُلَّ شَعبِه.
[34] وٱستَولَينا على جَميعِ مُدُنِه في ذٰلِكَ الوَقت وحَرَّمْنا كُلَّ مَدينةٍ، رِجالَها ونِساءَها وأَطْفالَها، ولَم نُبْقِ باقِيًا.
[35] وأَمَّا البَهائِم، فغَنِمْناها لأَنفُسِنا مع غَنيمةِ المُدُنِ الَّتي ٱستَولَينا علَيها.
[36] مِن عَروعيرَ الَّتي على شَفيرِ وادي أَرْنون والمَدينةِ الَّتي في الوادي إِلى جِلْعاد، لم تَكُنْ هناكَ مَدينةٌ ٱمتَنَعَت علَينا، بلِ الكُلُّ أَسلَمَه الرَّبُّ إِلٰهُنا بَينَ أَيدينا،
[37] إِلاَّ أَرضَ بَني عَمُّون، فإِنَّكَ لم تَقْتَرِبْ مِنها: كُلَّ ناحِيَةِ وادي يَبُّوق ومُدُنَ الجَبَلِ وسائِرَ ما نَهانا عنه الرَّبُّ إِلٰهُنا.