< سفر المزامير 89

Listen to this chapter • 4 min
[1] تَعليم. لأَيتانَ الأَزْراحي.
[2] بِمَراحِمِ الرَّبِّ لِلأَبَدِ أَتَغَنَّى، وإِلى جيلٍ فجيلٍ أُعلِنُ بِفَمي أَمانَتَكَ،
[3] لأَنَّكَ قُلتَ: «الرَّحمَةُ تُبْنى لِلأَبَد، وفي السَّمَواتِ ثَبَّتَّ أَمانَتَكَ.
[4] مع مُخْتاري عَهْدًا قَطَعتُ، ولِداوُدَ عَبْدي أَقسَمتُ.
[5] لَأُثَبِّتَنَّ نَسلَكَ لِلأَبَد، ولَأَبنِيَنَّ عَرشَكَ مَدى الأَجْيال».
[6] فتُشيدُ السَّمٰواتُ يا رَبُّ بِعَجيبَتِكَ، وفي جَماعةِ القِدِّيسينَ بِأَمانَتِكَ.
[7] ومَن في الغُيومِ يُشابِهُ الرَّبّ، أَو مَن بَينَ أَبْناءِ الآلِهَةِ يُمَاثِلُ الرَّبّ؟.
[8] اللهُ رَهيبٌ في مَجلِسِ القِدِّيسين، عَظيمٌ ومَهيبٌ عِندَ جَميعِ مَن حَولَه.
[9] مَن مِثلُكَ أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ القُوَّات؟ أَنتَ قَوِيٌّ يا رَبُّ وأَمانَتُكَ مِن حَولِكَ.
[10] مُتَسَلِّطٌ أَنتَ على طُغْيانِ البِحار، وأَنتَ تُسَكِّنُ أَمْواجَها عِندَ ٱرتِفاعِها.
[11] أَنتَ مِثْلَ القَتيلِ سَحَقتَ رَهَب، وبِذِراعِ عِزَّتِكَ بَدَّدتَ أَعْداءَك.
[12] لَكَ السَّمٰواتُ ولَكَ الأَرضُ أَيضًا، أَنتَ أَسَّستَ الدُّنْيا وما فيها.
[13] أَنتَ خَلَقتَ الشَّمالَ والجَنوب، لِٱسمِكَ يُهَلِّلُ تابورُ وحَرمون.
[14] ذاتُ جَبَروتٍ ذِراعُكَ، قَوِيَّةٌ يَدُكَ ورَفيعَةٌ يَمينُكَ.
[15] البِرُّ والإِنْصافُ قاعِدَةُ عَرشِكَ، الرَّحمَةُ والحَقُّ يَسيرانِ أَمامَ وَجهِكَ.
[16] طوبى لِلشَّعبِ الَّذي يَعرِفُ الهُتاف. يا رَبُّ، بِنورِ وَجهِكَ يَسيرون.
[17] بِٱسمِكَ طَوالَ النَّهارِ يَبتَهِجون، وبِبِرِّكَ يَنتَصِبون.
[18] لأَنَّكَ أَنتَ فَخرُ عِزَّتِهم، وبِرِضاكَ تُعَزِّزُ قُوَّتَنا،
[19] لأَنَّ لِلرَّبِّ تُرسَنا، ولِقُدُّوسِ إِسْرائيلَ مَلِكَنا.
[20] خاطَبتَ قديمًا أَصفِياءَكَ في رُؤْيا وقُلتَ: «إِنِّي نَصَرتُ جَبَّارًا، ورَفَعتُ مِن بَينِ الشَّعبِ مُخْتارًا.
[21] وَجَدتُ داوُدَ عَبْدي، ومَسَحتُه بِزَيتِ قَداسَتي.
[22] معَه تَثبُتُ يَدي، وذِراعي أَيضًا تُقَوِّيه.
[23] العَدُوُّ لا يَخدَعُه، وٱبنُ الإِثْمِ لا يُذِلُّه،
[24] وأَسحَقُ مِن أَمامِ وَجهِه مُضايِقيه، وأَضرِبُ مُبغِضيه.
[25] معَه أَمانَتي ورَحمَتي، وبِٱسمي تَعتزُّ قُوَّتُه،
[26] فأَجعَلُ على البَحرِ يَدَه، وعلى الأَنهارِ يَمينَه.
[27] يَدْعوني قائلًا: «أَنتَ أَبي، وإِلٰهي وصَخرَةُ خَلاصي».
[28] وأَنا أَجعَلُه بِكْرًا، فَوقَ مُلوكِ الأَرضِ عَلِيًّا.
[29] لِلأَبَدِ أَحفَظُ لَه رَحمَتي، وأَبْقى معه أَمينًا لِعَهدي.
[30] أَجعَلُ نَسلَه أَبَدِيًّا، وعَرشَه مِثْلَ أَيَّامِ السَّماء.
[31] إِن تَرَكَ بَنوه شَريعَتي، ولم يَسيروا على أَحْكامي،
[32] إِنِ ٱنتَهَكوا فَرائِضي، ولم يَحفَظوا وَصايايَ،
[33] أَفتَقِدُ بِالعَصا مَعصِيَتَهم، وبِالضَّرَباتِ إِثْمَهم.
[34] لَكِنِّي لا أَقطَعُ عنه رَحمَتي، ولا أَخونُ أَمانَتي.
[35] لا أَنتَهِكُ عَهْدي، ولا أُغَيِّرُ ما خَرَجَ مِن شَفَتي.
[36] أَقسَمتُ مَرَّةً بِقَداسَتي، أَلاَّ أَكذِبَ على داوُد.
[37] لَيَدومَنَّ نَسلُه لِلأَبَد، وعَرشُه كالشَّمسِ أَمامي.
[38] مِثلَ القَمَرِ يَكونُ لِلأَبَدِ ثابِتًا، وشاهِدًا في الغُيومِ أَمينًا».
[39] لَكِنَّكَ نَبَذتَ ورَذَلتَ، وعلى مَسيحِكَ غَضِبتَ.
[40] عن عَهدِ عَبدِكَ أَعرَضتَ، وتاجَه في التُّرابِ دَنَّستَ.
[41] حَطَّمتَ أَسْياجَه كُلَّها، وجَعَلتَ حُصونَه خَرابًا،
[42] سَلَبَه كُلُّ عابِرِ سَبيل، وصارَ عارًا لِجيرانِه.
[43] أَعلَيتَ يَمينَ مُضايِقيه، فَرَّحتَ جَميعَ أَعْدائِه،
[44] رَدَدتَ حَدَّ سَيفِه، ولم تَنصُرْه في القِتال.
[45] وَضَعتَ حَدًّا لِبَهائِه، وإِلى الأَرضِ نَكَّستَ عَرشَه،
[46] قَصَّرتَ أَيَّامَ شَبابِه، وبالخِزْيِ شَمِلتَه.
[47] إِلامَ يا رَبُّ؟ أَعلى الدَّوامِ تَتَوارى، وكالنَّارِ سُخطُكَ يَستَعِر؟
[48] أُذكُرْني: ما مُدَّةُ حَياتي، ولأَيِّ عَدَمٍ خَلَقتَ جَميعَ بَني آدَم.
[49] أَيُّ إِنْسانٍ يَحْيا ولا يَرى المَمات؟ ومَن يُنَجِّي نَفسَه من يَدِ مَثْوى الأَمْوات؟
[50] أَيُّها السَّيِّد، أَينَ مَراحِمُكَ الأُولى، الَّتي لأَجلِها أَقسَمتَ لِداوُدَ بِأَمانَتِكَ؟
[51] أُذكُرْ أَيُّها السَّيِّدُ عارَ عبيدِكَ، ما أَحمِلُ في حِضْني من هٰذه الشُّعوبِ الغَفيرة.
[52] هٰكذا يا رَبُّ عَيَّرَ أَعْداؤُكَ، عَيَّروا آثارَ مَسيحِكَ.
[53] تَبارَكَ الرَّبُّ لِلأَبَد. آمين ثُمَّ آمين.