< سفر المزامير 107

Listen to this chapter • 3 min
[1] إِحمَدوا الرَّبَّ لأَنَّه صالِح، لأَنَّ لِلأَبَدِ رَحمَتَه.
[2] لِيقُلْ ذٰلِكَ مُفْتَدو الرَّبِّ، الَّذينَ ٱفتَداهم مِن يَدِ المُضايِق،
[3] وجَمَعهم مِنَ البُلْدان، مِنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ والشَّمالِ والجَنوب.
[4] تاهوا في بَرِّيَّةٍ مُقفِرَة، ولم يَجِدوا سَبيلًا إِلى مَدينةٍ مأهولَة.
[5] جِياعٌ عِطاشٌ، تَخورُ نُفوسُهم فيهم.
[6] فصَرَخوا إِلى الرَّبِّ في ضيقِهم، فأَنقَذَهُم مِن شَدائِدِهم،
[7] وأَسلَكَهم سَبيلًا مُستَقيمًا، لِيَسيروا إِلى مَدينةٍ مأهولة.
[8] فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجلِ رَحمَتِه، وعَجائِبِه لِبَني البَشَر.
[9] فإِنَّه أَرْوى الحَلْقَ العَطْشان، ومَلأَ البَطْنَ الجائِعَ خَيرًا.
[10] كانوا مُقيمينَ في الظُّلمَةِ وظِلالِ المَوت، أَسْرى البُؤسِ والحَديد،
[11] لِتَمَرُّدِهم على أَقْوالِ الله، وٱستِهانَتِهِم بِتَدبيرِ العَلِيّ.
[12] فأَذَلَّ قُلوبَهم بِالعَناء، سَقَطوا ولا مُعين.
[13] فصَرَخوا إِلى الرَّبِّ في ضيقِهم، فخَلَّصَهم مِن شَدائدِهم.
[14] أَخرَجَهم مِنَ الظُّلمَةِ وظِلالِ المَوت، وحَطَّمَ قُيودَهم.
[15] فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجلِ رَحمَتِه، وعَجائِبِه لِبَني البَشَر.
[16] فإِنَّه كَسَّرَ أَبوابَ النُّحاس، وحَطَّمَ مَغاليقَ الحَديد.
[17] كانوا مَرْضى في طَريقِ مَعصِيَتِهم، وأَشْقِياءَ في آثامِهم.
[18] تَعافُ نُفوسُهم كُلَّ طَعام، فيُلامِسونَ أَبوابَ المَوت.
[19] فصَرَخوا إِلى الرَّبِّ في ضيقِهم، فخَلَّصَهم مِن شَدائِدِهم.
[20] أَرسَلَ كَلِمَتَه فشَفاهم، ومِنَ الهُوَّةِ أَنقَذَ حَياتَهم.
[21] فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجلِ رَحمَتِه وعَجائِبِه لِبَني البَشَر،
[22] ولْيَذبَحوا ذَبائِحَ الحَمْدِ، ولْيُحَدِّثوا بِأَعْمالِه بِالتَّهْليل.
[23] كانوا يَخوضونَ البَحرَ في السُّفُن، يَسعَونَ لِلعَمَلِ في المِياهِ الغَزيرة.
[24] همُ الَّذينَ عايَنوا أَعمالَ الرَّبِّ وعَجائِبَه في الغِمار.
[25] قالَ فقامَت ريحٌ عاصِفة، ورَفَعَت أَمْواجَه.
[26] يَصعَدونَ إِلى السَّماءِ ويَهبِطونَ إِلى الأَعْماق، فتَذوبُ نُفوسُهم مِنَ الشُّرور.
[27] يَدورون ويَتَرَنَّحونَ كالسَّكْران، وقدِ ٱبتُلِعَت حِكمَتُهم كُلُّها.
[28] فصَرَخوا إِلى الرَّبِّ في ضيقِهم، فأَخرَجَهم مِن شَدائِدِهم.
[29] حَوَّلَ الزَّوبَعَةَ إِلى سَكينة، فسَكَتَتِ الأَمْواج،
[30] ففَرِحوا عِندَما سَكَنَت، وهَداهم ميناءَ بُغيَتِهم.
[31] فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجلِ رَحمَتِه، وعجائبِه لِبَني البَشَر،
[32] ولْيُعَظِّموه في جَماعَةِ الشَّعْب، ولْيُسَبِّحوه في مَجلِسِ الشُّيوخ.
[33] يُحَوِّلُ الأَنهارَ إِلى قِفار، ويَنابيعَ المِياهِ إِلى أَرضٍ عَطْشى،
[34] وأَرضَ الثِّمار إِلى أَرضٍ مالِحَة، بِسَبَبِ شَرِّ سُكَّانِها.
[35] يُحَوِّلُ القِفارَ إِلى غُدْران، والأَرضَ القاحِلَةَ إِلى عُيونِ مِياه،
[36] ويُسكِنُ هُناكَ الجِياع، فيُنشِئونَ مَدينةً لِلسُّكْنى.
[37] ويَزرَعونَ حُقولًا ويَغرِسونَ كُرومًا، فتُثمِرُ لَهم غِلالًا،
[38] ويُبارِكُهم فيَكثُرونَ جِدًّا، وبَهائِمُهم أَيضًا لا يُقَلِّلُها.
[39] ثُمَّ يَقِلُّونَ ويَنْهارون، تَحتَ وَطأَةِ السُّوء والغَمّ.
[40] يَصُبُّ الِٱحتِقارَ على النُّبَلاء، ويُضِلُّهم في تيهٍ لا طَريقَ فيه.
[41] ويُنهِضُ المِسْكينَ مِنَ البُؤس، ويَجعَلُ العَشائِرَ مِثْلَ قُطْعانِ الغَنَم.
[42] فيَرى المُستَقيمونَ ويَفرَحون، وكُلُّ ظُلْمٍ يَسُدُّ فَمَه.
[43] مَن هو حَكيمٌ فلْيَحفَظْ هٰذه الأُمور، ولْيَفطَنْ لِمَراحِمِ الرَّبّ.