< سفر الأمثال 8

Listen to this chapter • 2 min
[1] هلِ الحِكمَةُ لا تُنادي والفِطنَةُ لا تُطلِقُ صَوتَها؟
[2] إِنَّها واقِفَةٌ في رُؤُوسِ المشارِفِ على الطَّريق، وفي مُفتَرَقِ الدُّروب.
[3] بِجانِبِ الأَبْوابِ عِندَ ثَغْرِ المَدينَة، في مَدخَلِ المَنافِذِ تَهتِف:
[4] «إِيَّاكم أَيُّها النَّاسُ أُنادي وإِلى بَني البَشَرِ أُوَجِّهُ صَوتي.
[5] إِفْهَموا الدَّهاءَ أَيُّها السُّذَّج، إِفطَنوا فِطنَةَ القَلبِ أَيُّها الجُهَّال.
[6] إِسمَعوا فإِنِّي أَنطِقُ بِالعَظائِم، وٱفتِتاحُ شَفَتَيَّ ٱستِقامة.
[7] بِالحَقِّ يُتَمتِمُ فَمي والشَّرُّ تَستَقبِحُه شَفَتايَ.
[8] كُلُّ أَقْوالِ فَمي بِرٌّ لَيسَ فيها ٱلتِواءٌ وعِوَج.
[9] كُلُّها سَدادٌ عِندَ الفَطِن، وٱستِقامةٌ عِندَ الَّذينَ وَجَدوا المَعرِفَة.
[10] إِخْتاروا تَأديبي لا الفِضَّة، وفَضَّلوا العِلمَ على الذَّهَبِ الخالِص.
[11] فإِنَّ الحِكمَةَ خَيرٌ مِنَ اللآلِئ، وكُلُّ النَّفائِسِ لا تُساويها».
[12] أَنا الحِكمَةَ أُساكِنُ الدَّهاء، وأَجِدُ عِلمَ التَّدابير.
[13] (مَخافَةُ الرَّبِّ بُغضُ الشَّرّ)، الكِبرِياءُ والزَّهوُ وطَريقُ السُّوء، وفَمُ الخَدائِعِ قد أَبغَضتُها.
[14] لِيَ المَشورَةُ والتَّوفيق، أَنا الفِطنَةُ، لِيَ الجَبَروت.
[15] بِيَ المُلوكُ يَملِكون، والعُظَماءُ يَشتَرِعونَ ما هو عَدلٌ.
[16] بِيَ الرُّؤَساءُ يَرأَسون، والزُّعَماءُ وجَميعُ القُضاةِ الشَّرعِيِّين.
[17] أَنا أُحِبُّ الَّذينَ يُحِبُّونَني، والمُبتَكِرونَ إِلَيَّ يَجِدونَني.
[18] مَعِيَ الغِنى والمَجْد والأَمْوالُ الثَّابِتَةُ والبِرّ.
[19] ثَمَري خَيرٌ مِنَ الذَّهَبِ والإِبْريز، وغَلَّتي أَفضَلُ مِنَ الفِضَّةِ الخالِصة.
[20] أَسيرُ في طَريقِ البِرّ، في وَسَطِ سُبُلِ العَدْل،
[21] لِكَي أُورِثَ الَّذينَ يُحِبُّونَني الخَير، وأَملأَ خَزائِنَهم.
[22] الرَّبُّ خَلَقَني أُولى طُرُقِه، قَبلَ أَعمالِه مُنذُ البَدْء.
[23] مِنَ الأَزَلِ أُقِمتُ مِنَ الأَوَّلِ مِن قَبلِ أَن كانَتِ الأَرْض.
[24] وُلِدتُ حين لم تَكُنِ الغِمار، واليَنابيعُ الغَزيرَةُ المِياه،
[25] قَبلَ أَن غُرِسَتِ الجِبال، وقَبلَ التِّلالِ وُلِدتُ،
[26] إِذ لم يَكُنْ قد صَنَعَ الأَرْض والحُقولَ وأَوَّلَ عَناصِرِ العالَم.
[27] حينَ ثَبَّتَ السَّمَواتِ كُنتُ هُناك، وحينَ رَسَمَ دائِرَةً على وَجهِ الغَمْر،
[28] حينَ جَمَّدَ الغُيومَ في العَلاء، وحَبَسَ يَنابيعَ الغَمْر.
[29] حينَ وَضَعَ لِلبَحرِ حَدَّه - فالمِياهُ لا تَتَعدَّى أَمرَه - وحينَ رَسَمَ أُسُسَ الأَرْض.
[30] وكنتُ عِندَه طِفْلًا وكُنتُ في نَعيمٍ يَومًا فَيَومًا - أَلعَبُ أَمامَه في كُلِّ حين،
[31] أَلعَبُ على وَجهِ أَرضِه، ونَعيمي مع بَني البَشَر.
[32] فٱسمَعوا لِيَ الآنَ أَيُّها البَنون، فطوبى لِلَّذينَ يَحفظونَ طُرُقي.
[33] إسمَعوا التَّأديبَ وكونوا حُكَماء، ولا تُهمِلوه.
[34] طوبى لِلأُنْسانِ الَّذي يَسمَعُ لي ساهِرًا عِندَ مَصاريعي يَومًا فيَومًا، حافِظًا عَضائِدَ أَبْوابي.
[35] فإِنَّه مَن وَجَدَني وَجَدَ الحَياة، ونالَ رِضًى مِنَ الرَّبّ،
[36] ومَن أَخطَأَ إِلَيَّ ظَلَمَ نَفسَه. كُلُّ مَن يُبغِضُني يُحِبُّ المَوت.