< سفر العدد 24

Listen to this chapter • 3 min
[1] ورأَى بِلْعامُ أَنَّه يَحسُنُ في عَينَيِ الرَّبِّ أَن يُبارِكَ إِسْرائيل، فلم يَمضِ كالمَرَّتَينِ الأُولَيَينِ في طَلَبِ التَّكَهُّنات، بل تَوَجَّهَ إِلى البَرِّيَّة.
[2] ورَفَعَ بِلْعامُ عَينَيه ورأَى إِسْرائيلَ مُخَيِّمًا بِحَسَبِ أَسْباطِه. فنَزَلَ علَيه رُوحُ الله.
[3] فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «كَلامُ بِلْعامَ بنِ بَعور، كَلامُ الرَّجُلِ الثَّاقِبِ النَّظَر،
[4] كَلامُ مَن سَمِعَ أَقوالَ الله، مَن رأى ما يُريه القَدير، مَن يَقَعُ فَتَنفَتِحُ عَيناه.
[5] ما أَجمَلَ خِيامَكَ يا يَعْقوب، ومَساكِنَكَ يا إِسْرائيل.
[6] مُنبَسِطَةٌ كأَودِيَة، وكَجَنَّاتٍ على نَهْر، كَعودِ نَدٍّ غَرَسَها الرَّبّ، وكأَرزٍ على مِياه.
[7] رَجُلٌ مِن زَرعِه يَخرُج، وشُعوبًا كثيرةً يَسود. مَلِكُه على أَجَجَ يَرتَفِع، ومَملَكَتُه تَتَسامى.
[8] إِنَّ اللهَ، الَّذي مِن مِصرَ يُخرِجُه، هو كَقُرونِ الجاموسِ لَه. جُثَثَ أَعْدائِه يَفتَرِس، وعِظامَهم يُحَطِّم، وبِسِهامِه يَضرِب،
[9] جَثَمَ ورَبَضَ كأَسَدٍ، وكلَبُؤَةٍ فمَن ذا يُقيمُه؟ مُبارِكُكَ مُبارَكٌ ولاعِنُكَ مَلْعون».
[10] فغَضِبَ بالاقُ على بِلْعام وصَفَّقَ بِكَفَّيه وقالَ بالاقُ لِبِلْعام: «إِنَّما دَعَوتُك لِتَلعَنَ أَعْدائي، فإِذا بِكَ قد بارَكتَهم ثَلاثَ مَرَّات.
[11] فٱنصَرِفِ الآنَ إِلى مَوضِعِكَ. كُنتُ قد قُلتُ إِنِّي أُكرِمُكَ، فإِذا بِالرَّبِّ قد مَنَعَ عنكَ الإكرام».
[12] فقالَ بِلْعامُ لِبالاق: «أَلَم أَقُلْ لِرُسُلِكَ الَّذينَ أَرسَلتَهم إِلَيَّ:
[13] لو أَعْطاني بالاقُ مِلْءَ بَيتِه فِضَّةً وذَهَبًا لم أَستَطِعْ أَن أَتَجاوَزَ أَمرَ الرَّبّ، فأَعمَلَ حَسَنَةً أَو سَيِّئَةً مِنْ تِلْقاءِ نَفْسي، وإِنَّما ما يَقولُه الرَّبُّ إِيَّاه أَقول؟
[14] والآنَ هاءَنَذا مُنصَرِفٌ إِلى قَومي. تعالَ أُنبِئُكَ بِما يَصنَعُ ذٰلك الشَّعبُ بِشَعبِكَ في آخِرِ الأَيَّام».
[15] ثُمَّ أَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «كَلامُ بِلْعامَ بنِ بَعور، كَلامُ الرَّجُلِ الثَّاقِبِ النَّظَر،
[16] كَلامُ مَن سَمِعَ أَقوالَ الله، ومَن عَرَفَ مَعرِفَةَ العَلِيّ، ومَن يَرى ما يُريه القَدير، ومَن يَقَعُ فَتَنفَتِحُ عَيناه.
[17] أَراه وليسَ في الحاضِر، أُبصِرُه وليس من قَريب. يَخرُجُ كَوكَبٌ مِن يَعْقوب، ويَقومُ صَولَجانٌ مِن إِسْرائيل، فيُحَطِّمُ صُدغَي موآب وجُمجُمةَ جَميعِ بَني شِيت.
[18] أَدومُ يَكونُ لَه ميراثًا، وسِعيرُ الأَعْداءِ مِلْكًا، وإِسْرائيلُ يُعمِلُ قُوَّتَه.
[19] مِن يَعْقوبَ يَخرُجُ سَيِّد، فيُهلِكُ كُلَّ ناجٍ مِن عار».
[20] ثُمَّ رأَى بِلْعامُ عَماليق، فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «أَوَّلُ الأُمَمِ عَماليق، وآخِرَتُه إِلى الهَلاك»،
[21] ثُمَّ رأَى القَينِيِّين، فأَنشَدَ قَصيدَتَه وقالَ: «مَتينٌ مَسكِنُكَ، وعلى الصَّخرَةِ وَكرُكَ،
[22] لٰكِنَّ الوَكْرَ لِبَعور، فإلامَ يَسْبيكَ أَشُّور؟».
[23] ثُمَّ أَنشَدَ قَصيدَتَه وقال: «واهًا! مَن يَكونُ حَيًّا إِذا صَنَعَ اللهُ هٰذا؟
[24] مِن ناحِيَةِ كِتَّيمَ تأتي سُفُن، فتُذِلُّ أَشُّورَ وتُذِلُّ عِبْرًا، وإِلى الهَلاكِ هو أَيضًا».
[25] ثُمَّ قامَ بِلْعامُ فٱنصَرَفَ راجِعًا إِلى مَنزِلِه، ومضى بالاقُ أيضًا في سَبيلِه.