< سفر العدد 16

Listen to this chapter • 4 min
[1] وتَكبَّرَ قُورَحُ بنُ يِصْهارَ بنِ قَهاتَ بنِ لاوي وداثانُ وأَبيرامُ ٱبنا آليآب وأَونُ بنُ فالَت مِن بَني رأُوبين،
[2] وقاموا على موسى هُم ومِئَتانِ وخَمْسونَ رَجُلًا مِن بَني إِسْرائيل، وهُم مِن زُعَماءِ الجَماعةِ المَشْهورينَ الَّذينَ يُدعَونَ إِلى المَجمَع.
[3] وٱجتَمَعوا على موسى وهارونَ وقالوا لَهما: «كَفاكُما! إِنَّ الجماعةَ كُلَّها مُقَدَّسة، والرَّبُّ في وَسْطِها، فما بالُكُما تَتَرَفَّعانِ على جَماعةِ الرَّبّ»؟
[4] فلَمَّا سَمِعَ ذٰلك موسى سَقَطَ على وَجهِه،
[5] وكَلَّمَ قُورَحَ وكُلَّ جَماعَتِه وقالَ لَهم: «غدًا يُعلِمُ الرَّبُّ مَن هو لَه ومَنِ المُقَدَّسُ فيُقَرِّبُه إِلَيه، فالَّذي يَخْتارُه يُقَرِّبُه إِلَيه.
[6] إِصنَعوا هذا: خُذوا لَكم مَجامِر، يا قُورَحُ وكُلَّ جماعَتِه،
[7] وضَعوا فيها نارًا وأَلْقوا فيها بَخورًا أَمامَ الرَّبِّ غدًا، فأَيُّ رَجُلٍ ٱخْتارَه الرَّبّ، فهُو المُقَدَّس. كفاكُم يا بَني لاوي».
[8] ثُمَّ قالَ موسى لِقُورَح: «إِسمَعوا يا بَني لاوي:
[9] أَقَليلٌ عِندكم أَنْ أَفرَدَكم إلٰهُ إِسْرائيلَ مِن جَماعةِ إِسْرائيل وقَرَّبَكم إِلَيه لِتَقوموا بِخِدمَةِ مَسكِنِ الرَّبِّ وتَقِفوا أَمامَ الجَماعةِ تَخدُمونها؟
[10] إِنَّه قَرَّبَكَ أَنتَ وسائِرَ إِخوَتِكَ بَني لاويَ معكَ، وأَنتُم تَطلُبونَ الكَهَنوتَ أَيضًا!
[11] فَلِذٰلِكَ على الرَّبِّ ٱجتَمَعتَ أَنتَ وكُلُّ جَماعَتِكَ: فما هو هارونُ حتَّى تَتَذَمَّروا عليه؟».
[12] وأَرسَلَ موسى ودَعا داثانَ وأَبيرامَ ٱبنَي أليآب. فقالا: «لا نَذهَب.
[13] أَقليلٌ أَنَّكَ أَصعَدتَنا مِن أَرضٍ تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلًا، لِتَقتُلَنا في البَرِّيَّة، حتَّى تَجعَلَ مِن نَفسِكَ رَئيسًا علَينا فَوقَ ذٰلك؟
[14] فإِنَّكَ لا إِلى أَرضٍ تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلًا أَدخَلتَنا ولا ميراثَ حُقولٍ وكُرومٍ أَعطَيتَنا. أَفتَقلَعُ عُيونَ هٰؤُلاءِ النَّاس؟ لا نَذهَب».
[15] فغَضِبَ موسى جِدًّا وقالَ لِلرَّبّ: «لا تَلتَفِتْ إِلى تَقدِمَتِهما، فإِنِّي لم آخُذْ مِن أَحَدٍ مِنهم حِمارًا ولا أَسأتُ إِلى أَحَدٍ مِنهم».
[16] ثُمَّ قالَ موسى لِقُورَح: «كُنْ أَنتَ وجَماعَتُكَ أَمامَ الرَّبّ، أَنتَ وهي وهارونُ غدًا.
[17] ولْيَأخُذْ كُلٌّ مِجمَرَتَه وأَلْقوا فيهما بَخورًا وقَرِّبوا أَمامَ الرَّبِّ كُلٌّ مِجمَرَتَه - مِئَتَينِ وخَمْسينَ مِجْمَرَة - وأَنتَ وهارونُ كُلٌّ مِجمَرَتَه.
[18] فأَخَذَ كُلٌّ مِجمَرَتَه ووَضَعوا فيها نارًا وأَلْقَوا بَخورًا ووَقَفوا على بابِ خَيمةِ المَوعِدِ مع موسى وهارون.
[19] وجَمَعَ علَيهما قُورَحُ كُلَّ الجَماعةِ عِندَ بابِ خَيمةِ المَوعِد، فتَجَلَّى مَجدُ الرَّبِّ لِلجَماعَةِ كُلِّها.
[20] وخاطَبَ الرَّبُّ موسى وهارونَ قائلًا:
[21] «إِنفَرِدا عن هٰذه الجَماعة لأَنِّي سأُفْنيها في لَحظَة».
[22] فسَقَطا على وَجهَيهِما وقالا: «اللَّهُمَّ، يا إلٰهَ أَرْواحِ كُلِّ بَشَر، رَجُلٌ واحِدٌ يَخطَأُ وعلى الجَماعَةِ كُلِّها تَغضَب؟»
[23] فخاطَبَ الرَّبُّ موسى قائلًا:
[24] «كَلِّمِ الجَماعَةَ وقُلْ لَها: إِبتَعِدي مِن حَوالَيَّ إِلى مسكِنِ قُورَح وداثانَ وأَبيرام».
[25] فقامَ موسى ومَضى إِلى داثانَ وأَبيرام، ومَضى وَراءَه شُيوخُ إسْرائيل.
[26] فكَلَّمَ الجَماعةَ قائلًا لَهم: «تَباعَدوا عن خِيَمِ النَّاسِ الأَشْرار، ولا تَمَسُّوا شَيئًا مِمَّا لَهم، لِئَلاَّ تَهلِكوا بِسَبَبِ جَميعِ خَطاياهم».
[27] فتَباعَدوا عن حَوالَي مَسكِنِ قُورَحَ وداثانَ وأَبيرام، وخَرَجَ داثانُ وأَبيرامُ ووَقَفا على أَبْوابِ خِيَمِهما، هُما ونِساؤُهُما وبَنوهما وأَطفالُهما.
[28] فقالَ موسى: «بِهٰذا تَعلَمونَ أَنَّ الرَّبَّ أَرسَلَني لأَعمَلَ جَميعَ هٰذه الأَعْمال وأَنِّي لا أَعمَلُها مِن تِلْقاءِ نَفْسي.
[29] فإِن ماتَ هٰؤُلاءِ مِيتَةَ كُلِّ إِنْسان وأُصيبوا بِما يُصيبُ كُلَّ إِنْسان، فليسَ الرَّبُّ هو الَّذي أَرسَلَني.
[30] وأَمَّا إِن أَبدَعَ الرَّبُّ بَديعةً، ففَتَحَتِ الأَرضُ فاها فٱبتَلَعَتهم بِكُلِّ ما لَهم وهَبطوا أَحْياءً إِلى مَثْوى الأَمْوات، عَلِمتُم أَنَّ هٰؤُلاءِ النَّاسَ قدِ ٱستَهانوا بِالرَّبّ».
[31] فكانَ عِندَ ٱنتِهائِه من هٰذا الكَلامِ كُلِّه أَنِ ٱنشَقَّتِ الأَرضُ الَّتي تَحتَهم،
[32] وفَتَحَتِ الأَرضُ فاها فٱبتَلَعتهم، هم وبُيوتَهم وجَميعَ رِجالِ قُورَح وجَميعَ أَموالِهم.
[33] فهَبَطوا، هُم وكُلُّ ما لَهم، أَحْياءً إِلى مَثْوى الأَمْوات، وأَطبَقَتِ الأَرضُ علَيهم وبادوا مِن بَينِ الجَماعة.
[34] فهَرَبَ جَميعُ بَني إِسْرائيلَ الَّذينَ حَوالَيهم عِندَ صُراخِهم، لأَنَّهم قالوا: «لِئَلاَّ تَبتَلِعَنا الأَرض».
[35] وخَرَجَت نارٌ مِن عِندِ الرَّبِّ فأَكَلَتِ الرِّجالَ المِئَتَينِ والخَمْسينَ الَّذينَ قَرَّبوا البَخور.