< إنجيل متى 25

Listen to this chapter • 5 min
[1] «عِندَئِذٍ يكون مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ عَشْرِ عَذارى أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وخَرَجنَ لِلِقاءِ العَريس،
[2] خَمسٌ مِنهُنَّ جاهِلات، وخَمسٌ عاقِلات.
[3] فأَخذَتِ الجاهِلاتُ مَصابيحَهُنَّ ولَم يَأخُذنَ مَعَهُنَّ زَيتًا.
[4] وأَمَّا العاقِلات، فَأَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتًا في آنِية.
[5] وأَبطَأَ العَريس، فنَعَسنَ جَميعًا ونِمْنَ.
[6] وعِندَ نِصْفِ اللَّيل، عَلا الصِّياح: «هُوذا العَريس! فَٱخرُجْنَ لِلِقائِه!»
[7] فقامَ أُولٰئِكَ العَذارى جميعًا وهَيَّأنَ مَصابيحَهُنَّ.
[8] فَقالتِ الجاهِلاتُ لِلعاقِلات: «أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ».
[9] فأَجابَتِ العاقِلات: «لَعَلَّهُ غَيرُ كافٍ لَنا ولَكُنَّ، فَالأَولى أَن تَذهَبنَ إِلى الباعَةِ وتَشْتَرينَ لَكُنّ».
[10] وبينَما هُنَّ ذاهِباتٌ لِيَشتَرينَ، وَصَلَ العَريس، فدخَلَت مَعَه المُستَعِدَّاتُ إِلى رَدهَةِ العُرْس وأُغلِقَ الباب.
[11] وجاءَت آخِرَ الأَمرِ سائرُ العَذارى فقُلنَ: «يا ربّ، يا ربّ، اِفتَحْ لَنا».
[12] فأَجاب: «الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!»
[13] فَٱسهَروا إِذًا، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة.
[14] «فمَثَلُ ذٰلِكَ كمَثَلِ رَجُلٍ أَرادَ السَّفَر، فدعا خَدَمَه وسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَه.
[15] فأَعْطى أَحَدَهم خَمسَ وَزَنات والثَّانيَ وَزْنَتَين والآخَرَ وَزْنَةً واحدة، كُلًّا مِنهم على قَدْرِ طاقَتِه، وسافَر.
[16] فأَسرَعَ الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إِلى المُتاجَرَةِ بِها فرَبِحَ خَمسَ وَزَناتٍ غَيرَها.
[17] وكذٰلِكَ الَّذي أَخَذَ وَزْنَتَيْنِ فرَبِحَ وَزْنَتَينِ غَيرَهُما.
[18] وأَمَّا الَّذي أَخذَ الوَزْنَةَ الواحِدَة، فإِنَّه ذهَبَ وحفَرَ حُفرَةً في الأَرض ودَفَنَ مالَ سَيِّدِه.
[19] وبَعدَ مُدَّةٍ طويلة، رَجَعَ سَيِّدُ أُولٰئِكَ الخَدَمِ وحاسَبَهم.
[20] فَدَنا الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمس، وأَدَّى معَها خَمْسَ وَزَناتٍ وقال: «يا سيِّد، سَلَّمتَ إِليَّ خَمسَ وَزَنات، فإِليكَ معَها خمسَ وَزَناتٍ رَبِحتُها».
[21] فقالَ لَه سَيِّدُه: «أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ».
[22] ثُمَّ دَنا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَيْنِ فقال: «يا سَيِّد، سَلَّمتَ إِلَيَّ وَزْنَتَين، فإِليكَ معَهُما وَزْنَتَينِ رَبِحتُهما».
[23] فقالَ له سَيِّدُه: «أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ».
[24] ثُمَّ دَنا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَةَ الواحِدَةَ فقال: «يا سَيِّد، عَرفتُكَ رَجُلاً شَديدًا تَحصُدُ مِن حَيثُ لَم تَزرَعْ، وتَجمَعُ مِن حَيثُ لَم تُوزِّعْ،
[25] فخِفتُ وذَهَبتُ فدَفَنتُ وَزْنَتَكَ في الأَرض، فإِليكَ مالَك».
[26] فأَجابَه سَيِّدُه: «أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّيرُ الكَسْلانُ! عَرَفتَني أَحصُدُ مِن حَيثُ لم أَزرَعْ، وأَجمَعُ مِن حَيثُ لَم أُوزِّعْ،
[27] فكانَ عَليكَ أَن تَضَعَ مالي عِندَ أَصْحابِ المَصارِف، وكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّ مالي معَ الفائِدَة.
[28] فخُذوا مِنهُ الوَزْنَة وأَعطوها لِلَّذي معَهُ الوَزَناتُ العَشْر:
[29] لأَنَّ كُلَّ مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له.
[30] وذٰلكَ الخادِمُ الَّذي لا خَيرَ فيه، أَلقُوهُ في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان.
[31] «وإِذا جاءَ ٱبنُ الإِنسانِ في مَجْدِه، تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة، يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِه،
[32] وتُحشَرُ لَدَيهِ جَميعُ الأُمَم، فيَفصِلُ بَعضَهم عن بَعْضٍ، كما يَفصِلُ الرَّاعي الخِرافَ عنِ الجِداء.
[33] فيُقيمُ الخِرافَ عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه.
[34] ثُمَّ يَقولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عن يَمينِه: «تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنذُ إِنشاءِ العالَم:
[35] لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني،
[36] وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ».
[37] فيُجيبُه الأَبرار: «يا رَبّ، متى رَأَيناكَ جائعًا فأَطعَمْناك أَو عَطشانَ فسَقيناك؟
[38] ومتى رأَيناكَ غَريبًا فآويناك أَو عُريانًا فكَسَوناك؟
[39] ومتى رَأَيناكَ مَريضًا أَو سَجينًا فجِئنا إِلَيكَ؟»
[40] فيُجيبُهُمُ المَلِك: «الحقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذٰلك لِواحِدٍ مِن إِخوَتي هٰؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه».
[41] ثُمَّ يقولُ لِلَّذينَ عنِ الشِّمال: «إِليكُم عَنِّي، أَيُّها المَلاعين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعدَّةِ لإِبليسَ وملائِكَتِه:
[42] لأَنِّي جُعتُ فَما أَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فما سَقَيتُموني،
[43] وكُنتُ غَريبًا فما آوَيتُموني، وعُريانًا فما كَسوتُموني، ومَريضًا وسَجينًا فما زُرتُموني».
[44] فيُجيبُه هٰؤلاءِ أَيضًا: «يا رَبّ، متى رَأَيناكَ جائعًا أَو عَطشان، غَريبًا أَو عُريانًا، مَريضًا أَو سَجينًا، وما أَسْعَفْناك؟»
[45] فيُجيبُهم: «الحقَّ أَقولُ لَكم: أَيَّما مَرَّةٍ لم تَصنَعوا ذٰلك لِواحِدٍ مِن هٰؤُلاءِ الصِّغار فَلي لم تَصنَعوه».
[46] فيَذهَبُ هٰؤُلاءِ إِلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إِلى الحَياةِ الأَبدِيَّة».