< إنجيل مرقس 13

Listen to this chapter • 4 min
[1] وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الهَيكَل، قالَ له أَحدُ تَلاميذِه: «يا مُعَلِّمُ ٱنظُر! يا لَها مِن حِجارَة! ويا لَها مِن أَبنِيَة!»
[2] فقالَ لَه يسوع: «أَتَرى هٰذِه الأَبنِيَةَ العَظيمة؟ لَن يُترَكَ هُنا حَجَرٌ على حَجَرٍ مِن غَيرِ أَن يُنقَض».
[3] وبَينَما هو جالِسٌ في جَبَلِ الزَّيتونِ قُبالَةَ الهَيكَل، اِنفَرَدَ بِه بُطرُسُ ويَعقوبُ ويوحَنَّا وأَندَراوس وسأَلوه:
[4] «قُلْ لَنا متى تَكونُ هٰذه الأُمور، وما تَكونُ العَلامَةُ أَنَّ هٰذه كُلَّها تُوشِكُ أَن تَنتَهِيَ».
[5] فأَخَذَ يسوعُ يَقولُ لَهم: «إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكم أَحَد.
[6] فسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ ٱسمي فيَقولون: أَنا هو! ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين.
[7] فإِذا سَمِعتُم بِالحُروبِ وبإِشاعاتٍ عَنِ الحُروب فَلا تَفزَعوا، فإِنَّه لا بُدَّ مِن حُدوثِها، ولٰكِن لا تَكونُ النِّهايَةُ عِندَئِذٍ.
[8] فستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّة، ومَملَكَةٌ على مَملَكَة، وتَحدُثُ زَلازِلُ في أَماكِنَ كَثيرة، وتَحدُثُ مَجاعات، وهٰذا بَدْءُ المَخاض.
[9] فخُذوا حِذْرَكم. ستُسلَمونَ إِلى المَجالِسِ والمَجامِع، وتُجلَدون، وتَمثُلونَ أَمامَ الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجْلي شَهادةً لَدَيْهِم.
[10] ويَجِبُ قَبلَ ذٰلك أَن تُعلَنَ البِشارَةُ إِلى جَميعِ الأُمَم.
[11] فإِذا ساقوكُم لِيُسلِموكم، فلا تَهتَمُّوا مِن قَبلُ بِماذا تَتَكَلَّمون، بل تَكَلَّموا بِما يُلقى إِليكُم في تلك السَّاعة، لأَنَّكم لَستُم أَنتُم المُتَكَلِّمين، بلِ الرُّوحُ القُدُس.
[12] سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى المَوت، والأَبُ ٱبنَه، ويَثورُ الأَبناءُ عَلى والِدِيهِم ويُميتونَهم،
[13] ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ ٱسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية، فَذٰاكَ الَّذي يَخلُص.
[14] وإِذا رَأَيتُمُ المُخَرِّبَ الشَّنيعَ قائمًا حيثُ لا يَنبَغي أَن يَكون، (لِيَفهَمِ القارئ) فمَن كانَ يَومَئِذٍ في اليَهودِيَّة فَلْيَهرُبْ إِلى الجِبال.
[15] ومَن كانَ على السَّطْح، فلا يَنزِلْ ولا يَدْخُلْ بَيتَه لِيأخُذْ مِنْه شَيئًا.
[16] ومَن كانَ في الحَقل، فَلا يَرتَدَّ إِلى الوَراءِ لِيأخُذَ رِداءَه.
[17] الوَيلُ لِلحَوامِلِ والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأَيَّام.
[18] صَلُّوا لِئَلاَّ يَحدُثَ ذٰلِكَ في الشِّتاء.
[19] فسَتَكونُ تِلكَ الأَيَّامُ أَيَّامَ شِدَّةٍ لم يَحدُثْ مِثلُها مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ الَّتي خَلَقَها اللهُ إِلى اليَوم ولَن يَحدُث.
[20] ولَو لم يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلكَ الأَيَّام، لَما نَجا أَحَدٌ مِنَ البَشَر. ولٰكِن مِن أَجلِ المُختارينَ الَّذينَ ٱختارَهم قَصَّرَ تِلك الأَيَّام.
[21] وعِندَئذٍ إِذا قالَ لَكم أَحَدٌ مِنَ النَّاس: «ها هُوَذا المَسيحُ هُنا، ها هُوَذا هُناك!» فلا تُصَدِّقوه.
[22] فسَيَظهَرُ مُسَحاءُ دَجَّالونَ وأَنبِياءُ كَذَّابونَ يَأتونَ بِآياتٍ وأَعاجيب، ليُضِلُّوا المُختارينَ لو أَمكَنَ الأَمر.
[23] أَمَّا أَنتُم فَٱحذَروا، فقد أَنبَأتُكم بِكُلِّ شَيء.
[24] وفي تلكَ الأَيَّامِ بَعدَ هٰذهِ الشِّدَّة، تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه،
[25] وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعْزَعُ القُوَّاتُ في السَّمٰوات.
[26] وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ٱبنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال.
[27] وحينَئذٍ يُرسِلُ مَلائِكَتَه ويَجمَعُ الَّذينَ ٱختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَقْصى الأَرضِ إِلى أَقصى السَّماء.
[28] «مِنَ التِّينَةِ خُذوا العِبرَة: فإِذا لانَت أَغْصانُها ونَبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب.
[29] وكذٰلكَ أَنتُم إِذا رأَيتُم هٰذهِ الأُمورَ تَحدُث، فَٱعلَموا أَنَّ ٱبنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب.
[30] الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ هٰذا الجيل حتَّى تَحدُثَ هٰذه الأُمورُ كُلُّها.
[31] السَّماءُ والأَرضُ تزولانِ وكَلامي لن يزول.
[32] «وأَمَّا ذٰلك اليومُ أو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُهما: لا المَلائِكَةُ في السَّماء، ولا الِٱبنُ، إِلاَّ الآب.
[33] فَٱحذَروا وٱسهَروا، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَكونُ الوَقْت.
[34] فمَثَلُ ذٰلكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ سافَرَ وتَرَكَ بَيتَه، وفَوَّضَ الأَمرَ إِلى خَدَمِه، كُلُّ واحدٍ وعمَلُه، وأَوصى البَوَّابَ بِالسَّهَر.
[35] فَٱسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ متى يأتي رَبُّ البَيت: أَفي المَساء أم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياحِ الدِّيك أَم في الصَّباح،
[36] لِئَلاَّ يَأتيَ بَغتَةً فَيجِدَكُم نائمين.
[37] وما أَقولُه لَكم أَقولُهُ لِلنَّاسِ أَجمَعين: إِسهَروا!».