< سفر اللاويين 25

[1] وَخاطَبَ الرَّبُّ موسى في جَبَلِ سيناءَ قائلًا:

[2] «كَلِّمْ بَني إِسْرائيلَ وقُلْ لَهم: إِذا دَخَلتُمُ الأَرضَ الَّتي أَنا مُعطيكُم إِيَّاها، فلْتَستَرِحِ الأَرضُ سَبْتًا لِلرَّبّ.

[3] سِتَّ سِنينَ تَزرَعُ حَقلَكَ، وسِتَّ سِنينَ تَقضِبُ كَرْمَكَ، وتَجمَعُ غِلالَهما،

[4] وفي السَّنَةِ السَّابِعة، يَكونُ لِلأَرضِ سَبْتُ راحة، سَبْتٌ لِلرَّبّ، فلا تَزرَعْ حَقلَكَ ولا تَقْضِبْ كَرمَكَ،

[5] وخِلفَةَ حَصيدِكِ لا تَحصِدْ، وعِنَبَ كَرمِكَ غَيرِ المَقضوبِ لا تَقطِفْ، لأَنَّها سَنةُ راحةٍ لِلأَرض.

[6] ولْيَكُنْ سَبتُ الأَرضِ طَعامًا لَكَ ولِخادِمِكَ وخادِمَتِكَ وأَجيرِكَ وضَيفِكَ المُقيمينَ معَكَ،

[7] وتَكونُ جَميعُ غَلاَّتِها طَعامًا لِبَهائِمِكَ ولِلوُحوشِ الَّتي في أَرضِكَ.

[8] وٱحسُبْ لَكَ سَبعَةَ أَسابيعَ مِنَ السِّنين، أي سَبعَ مَرَّاتٍ سَبْعَ سِنين، فتَكونُ لَكَ أَيَّامُ أَسابيعِ السِّنينَ السَّبعةِ تِسعًا وأَربَعينَ سَنَة.

[9] وٱنفُخْ في بُوقِ الهُتافِ في اليَومِ العاشِرِ مِنَ الشَّهرِ السَّابِع، في يَومِ التَّكْفيرِ تَنفُخونَ في البوقِ في أَرضِكم كُلِّها.

[10] وقَدِّسوا سَنةَ الخَمْسين ونادوا بإِعْتاقٍ في الأَرضِ لِجَميعِ أَهْلِها، فتَكونَ لَكم يوبيلًا، فتَرجِعوا كُلُّ واحِدٍ إِلى مِلكِه وتَعودوا كُلُّ واحِدٍ إِلى عَشيرَتِه.

[11] سَنَةُ الخَمْسينَ تَكونُ لَكم يُوبيلًا، فلا تَزرَعوا فيها ولا تَحصِدوا خِلفَةَ زَرعِكم ولا تَقطِفوا ثَمَرَ كَرمِكم غَيرِ المَقْضوب.

[12] إِنَّها يوبيل، فتَكونُ لَكم مُقَدَّسة، ومِن غِلالِ الحُقولِ تأكُلون.

[13] وفي سَنةِ اليوبيلِ هٰذه تَرجِعونَ كُلُّ واحِدٍ إِلى مِلكِه.

[14] إِذا بِعْتُم لأَقرِبائِكم أَوِ ٱشتَرَيتُم مِنهم، فلا يَظلِمِ الواحِدُ مِنكُم أَخاه.

[15] بِحَسَبِ عَدَدِ السِّنينَ مِن بَعدِ سَنةِ اليوبيلِ تَشتَري مِن قَريبِكَ، وبِحَسَبِ سِني الغَلَّةِ يَبيعُكَ.

[16] بِحَسَبِ كَثرَةِ السِّنينَ تُكَثِّرُ له الثَمَن وبِحَسَبِ قِلَّتِها تُقَلِّلُه، لأَنَّه إِنَّما يَبيعُك عَدَدًا مِنَ الغِلال.

[17] فلا يَظْلِمْ أَحَدُكم قَريبَه، بلِ ٱتَّقِ إِلٰهَكَ: إِنِّي أَنا الرَّبُّ إِلٰهُكم.

[18] فٱعمَلوا بِفَرائِضي وأَحْكامي وٱحفَظوها، تُقيموا بِالأَرضِ آمِنين

[19] وتُخرِجِ الأَرضُ ثَمَرَها، فتأكُلونَه شِبَعَكم وتُقيمونَ بِها آمِنين.

[20] فإِن قُلتُم: ماذا نأكُلُ في السَّنةِ السَّابِعَة، إِن لم نَزرَعْ ولَم نَجمَعْ غِلالَنا؟

[21] فإِنِّي أَمَرتُ بِبَرَكَتي لَكم في السَّنةِ السَّادِسَة، فتُغِلُّ لِثَلاثِ سِنين.

[22] فتَزرَعونَ في السَّنةِ الثَّامِنَة وتأكُلونَ مِنَ الغَلَّةِ القَديمةِ إِلى السَّنةِ التَّاسِعة، إِلى مَجيءِ غَلَّتِها تأكُلونَ مِنَ الغَلَّةِ القَديمة.

[23] وأَمَّا الأَرض، فلا تُبَعْ بَتاتًا لأَنَّها لِيَ الأَرض، وإِنَّما أَنتُم نُزَلاءُ وضُيوفٌ عِندي.

[24] وفي كُلِّ الأَرضِ التي تملِكونَها تَجعَلونَ لِلأَرضِ فِكاكًا.

[25] إِذا ٱفتَقَرَ أَخوكَ فباعَ شَيئًا مِن مِلكِه، فلْيَأتِ الفاكُّ الأَقرَبُ إِلَيه ويَفُكَّ بَيعَ أَخيه.

[26] وأَيُّ رَجُلٍ لم يَكُنْ لَه فاكٌّ فإِن وَجَدَ ما يَلزَمُ لِلقِيامِ بِالفَكّ،

[27] فلْيَحسُبْ سِني بَيعِه ويَرُدَّ الفاضِلَ إِلى الرَّجُلِ الَّذي باعَه ويَرجِعْ إِلى مِلكِه.

[28] وإِن لم يَجِدْ ما يَلزَمُ لِلرَّدِّ إِلَيه، فلْيَبقَ ما باعَه في يَدِ مُشْتَريهِ إِلى سَنَةِ اليوبيل، وفي اليوبيلِ يَخرُجُ ويَرجِعُ إِلى مِلكِه.

[29] وأَيُّ رَجُلٍ باعَ بَيتَ سَكَنٍ في مَدينةٍ لَها سُور، فله أن يَفُكَّه إِلى ٱنقِضاءِ سَنةٍ مِن يَومِ بَيعِه: سَنةً يَكونُ أَجَلُ الفِكاك.

[30] وإِن لم يَفُكَّه قَبلَ ٱكتِمالِ سَنة، فقَد أَصبَحَ البَيتُ الَّذي في المَدينةِ ذاتِ السُّورِ مِلْكًا باتًّا لِمُشْتَريه مَدى أَجْيالِه، ولا يَخرُجُ مِنه في سَنةِ اليوبيل.

[31] وأَمَّا بُيوتُ القُرى الَّتي لَيسَ لَها سُورٌ يُحيطُ بِها، فمِثْلَ حُقولِ الأَرضِ تُحسَب، فيَكونُ لَها فِكاكٌ ويُخرَجُ مِنها في اليوبيل.

[32] وأَمَّا مُدُنُ اللاَّوِيِّينَ وبُيوتُ مُدُنِ مِلْكِهم، فلِلاَّوِيِّينَ أَن يَفُكُّوها أَبَدًا.

[33] وإذا كانَ الفاكُّ مِنَ اللاَّوِيِّينَ ولم يَفُكَّ بَيتَه الَّذي بيعَ في مَدينةِ مِلْكِه، يُفَكُّ بَيتُه في سَنَةِ اليوبيل، لأَنَّ بُيوتَ مُدُنِهِم هي مِلْكٌ لَهم فيما بَينَ بَني إِسْرائيل.

[34] وأَمَّا مَراعي مُدُنِهم فلا تُباع، لأَنَّها مِلْكٌ لَهم مُؤَبَّد.

[35] وإِذا ٱفتَقَرَ أَخوكَ وقَصُرَت يَدُه عِندَكَ، فٱسنُدْه ولْيَعِشْ مَعَكَ كَنَزيلٍ وضَيف.

[36] لا تأخُذْ مِنه فائدةً ولا رِبًى، بلِ ٱتَّقِ إِلٰهَكَ فيَعيشَ أَخوكَ مَعَكَ.

[37] لا تُعطِه فِضَّتَكَ بِفائدة ولا طَعامَكَ بِرِبًى:

[38] أَنا الرَّبُّ إِلٰهُكُمُ الَّذي أَخرَجَكم مِن أَرضِ مِصرَ لأُعطِيَكم أَرضَ كَنْعان وأَكونَ لَكم إِلٰهًا.

[39] وإِذا ٱفتَقَرَ أَخوكَ مَعَكَ فباعَكَ نَفسَه، فلا تَسْتَخْدِمْه خِدمَةَ العَبيد،

[40] بل كأَجيرٍ وضَيفٍ يَكونُ معكَ. إِلى سَنةِ اليوبيلِ يَخدُمُ عِندَكَ.

[41] ثُمَّ يَخرُجُ مِن عِندِكَ هو وبَنوه معَه ويَرجِعُ إِلى عَشيرَتِه، وإِلى مِلْكِ آبائِه يَعود،

[42] لأَنَّهم عبيدي، هُمُ اللَّذينَ أَخرَجتُهم مِن أَرضِ مِصرَ، فلا يُباعوا بَيعَ العَبيد.

[43] لا تَتَسَلَّطْ علَيه، بِقَساوة، بلِ ٱتَّقِ إِلٰهَكَ.

[44] وعَبيدُكَ وإِماؤُكَ الَّذينَ يَكونونَ لَكَ، فمِنَ الأُمَمِ الَّتي حَوالَيكم تَقتَنونَ العَبيدَ والإِماء.

[45] وأَيضًا مِن أَبناءِ الضُّيوفِ المُقيمينَ معَكم تَقتَنون ومِن عَشائِرِهِمِ الَّذينَ عِندَكم، أُولٰئكَ المَولودينَ في أَرضِكم، فهُم يَكونونَ لَكم مِلْكًا.

[46] وتُوَرِّثونَهم لِبَنيكم مِن بَعدِكم إِرثَ مِلْكٍ، وتَستَخدِمونَهم لِلأَبَد. وأَمَّا إِخوَتُكم بَنو إِسْرائيل، فلا يَتَسَلَّطْ أَحَدُهم على أَخيه بِقَساوة.

[47] وإِذا ٱغتَنَى نَزيلٌ أَو ضَيفٌ كان مَعَكَ، وٱفتَقَرَ أَخوكَ معَه فباعَ نَفْسَه لِنَزيلٍ أَو ضَيفٍ كانَ معَكَ، أَو لِنَسْلِ عَشيرةِ النَّزيل،

[48] فبَعدَ أَن يكونَ قد باع نَفْسَه، يَكونُ لَه فِكاك: واحِدٌ مِن إِخوَتِه يَفُكُّه،

[49] إِمَّا عَمُّه أَوِ ٱبنُ عَمِّه أَو غَيرُهما مِن ذَوي قَرابَتِه من عَشيرَتِه، أَو يَفُكُّ هو نَفْسَه، إِن وَجَدَ ما يَلزَمُه.

[50] فيُحاسِبُ مُشتَرِيَه مُنذُ سَنةِ بَيعِه إِلى سَنَةِ اليوبيل، فيُسقِطُ مِن فِضَّةِ بَيعِه على حَسَبِ عَدَدِ السِّنين، كأَيَّامِ أَجيرٍ عِندَه.

[51] فإِن بَقِيَ مِنَ السِّنينَ كثيرٌ، فعَلى حَسَبِها يَرُدُّ فِكاكَه مِن ثَمَنِ شِرائِه.

[52] وإِن بَقِيَ مِنها قَليلٌ إِلى سَنَةِ اليوبيل، فلْيُحاسِبْه وعلى حَسَبِ سِنيه يَرُدُّ فِكاكَه.

[53] كأَجيرٍ سَنَوِيٍّ يَكونُ عِندَه، ولا يَتَسَلَّطْ علَيه بِقَساوةٍ أَمامَكَ.

[54] وإِن لم يُفَكَّ بِإِحْدى هٰذه، يَخرُجُ في سَنةِ اليوبيل، هو وبَنوه معَه،

[55] لأَنَّ بَني إِسْرائيلَ عَبيدٌ لي، إِنَّهم عَبيدِيَ الَّذينَ أَخرَجتُهم مِن أَرضِ مِصْر: أَنا الرَّبُّ إِلٰهُكُم.