< سفر القضاة 21

[1] وكانَ رِجالُ إِسْرائيلَ قد حَلَفوا في المِصْفاةِ قائلين: «لا يُزَوِّجْ رَجُلٌ مِنَّا ٱبنَتَه لِبَنْيامين».

[2] وأَقبَلَ الشَّعبُ إِلى بَيتَ إِيل وجَلَسوا هُناكَ أَمامَ اللهِ إِلى المساء، ورَفَعوا أَصْواتَهم وبَكَوا بُكاءً شَديدًا،

[3] وقالوا: «لِماذا، يا رَبُّ، إِلٰهَ إِسْرائيل، وَقَعَ هٰذا في إِسْرائيل، أَن قد فُقِدَ اليَومَ سِبطٌ واحِدٌ مِن إِسْرائيل؟».

[4] وبَكَّرَ الشَّعبُ في الغَد، فبَنَوا هُناكَ مَذبحًا، وأَصعَدوا مُحرَقاتٍ وذَبائِحَ سَلامِيَّة.

[5] وقالَ بَنو إِسْرائيل: «مَن هُوَ الَّذي لم يَصعَدْ إِلى مَجمَعِنا إِلى الرَّبِّ مِن جَميعِ أَسْباطِ إِسْرائيل؟» وكانوا قد حَلَفوا يَمينًا عَظيمةً على مَن لا يَصعَدُ إِلى الرَّبِّ في المِصْفاةِ قائلين: «لَيَموتَنَّ مَوتًا».

[6] ورَئِفَ بَنو إِسْرائيلَ بِبَني بَنْيامينَ إِخوَتِهم وقالوا: «اليَومَ قد قُطِعَ سِبطٌ واحِدٌ مِن إِسْرائيل.

[7] فماذا نَصنَعُ بِالَّذينَ بَقوا مِن حَيثُ النِّساء، وقد حَلَفْنا نَحنُ بِالرَّبِّ أَلاَّ نُزَوِّجَهم مِن بَناتِنا؟».

[8] ثُمَّ قالوا: «مَن مِن أَسْباطِ إِسْرائيلَ لم يَصعَدْ إِلى الرَّبِّ في المِصْفاة؟» ولم يَكُنْ قد أَتى المُعَسكَرَ أَحَدٌ مِن يابيشَ جِلْعادَ إِلى المَجمَع.

[9] فكانَ الشَّعبُ قد أُحصِيَ، فإِذا لم يَكُنْ هُناكَ أَحَدٌ مِن سُكَّانِ يابيشَ جِلْعاد.

[10] فأرسَلَتِ الجَماعةُ إِلى هُناكَ ٱثنَي عَشَرَ أَلفَ رَجُلٍ مِن المُحارِبينَ البَواسِل، وأَمَروهم قائِلين: «إِنطَلِقوا وٱضرِبوا أَهلَ يابيشَ جِلْعادَ بِحَدِّ السَّيفِ مع النِّساءِ والأَطْفال.

[11] وهٰذا ما تَعمَلونَه: كُلُّ ذَكَرٍ وكُلُّ ٱمرَأَةٍ عَرَفَت مُجامَعَةَ رَجُلٍ فحَرِّموهما».

[12] فوُجِد مِن سُكَّانِ يابيشَ جِلْعادَ أَربَعُ مِئَةِ فَتاةٍ عَذْراءَ لم تَعرِف مُجامَعَةَ رَجُل، فجاؤُوا بِهِنَّ إِلى المُعَسكَرِ في شيلوَ الَّتي في أَرضِ كَنْعان.

[13] وأَرسَلَتِ الجَماعَةُ كُلُّها وكَلَّمَت بَني بَنْيامينَ الَّذينَ في صَخرَةِ رِمُّون، وٱستَدعَتهم إِلى الصُّلْح.

[14] فرَجَعَ بَنو بَنْيامينَ في ذٰلك الوَقْت، فأَعْطوهمُ النِّساءَ اللَّواتي ٱستَبقَوهُنَّ مِن نِساءِ يابيشَ جِلْعاد، فلم يَكْفينَهم.

[15] ورَئِفَ الشَّعبُ بِبَنْيامين، لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ ثُغرَةً في أَسْباطِ إِسْرائيل.

[16] فقالَ شُيوخُ الجَماعَة: «ماذا نَصنَعُ بِالَّذينَ بَقوا مِن حَيثُ النِّساء، فقدِ ٱنقَطَعَتِ النِّساءُ مِن بَنْيامين؟»

[17] وقالوا: «إِنَّ ميراثَ بَنْيامينَ يَكونُ لِلنَّاجين، فلا يُمْحى سِبطٌ من إِسْرائيل.

[18] أَمَّا نَحنُ فَليسَ لَنا أَن نُزَوِّجَهم مِن بَناتِنا» لأَنَّ بَني إِسْرائيلَ كانوا قد حَلفوا قائلين: «مَلْعونٌ مَن يُعْطي بَنْيامينَ زَوجَة».

[19] ثُمَّ قالوا: «قد حانَ عيدُ الرَّبِّ السَّنَوِيُّ في شيلو (الَّتي إِلى شَمالِ بَيتَ إِيل، شَرقِيَّ الطَّريقِ الصَّاعِدِ مِن بَيتَ إِيلَ إِلى شَكيم، وجَنوبِيَّ لَبونَة)».

[20] فأَوصَوا بَني بَنْيامينَ وقالوا لَهم: «إِنطَلِقوا وٱكمُنوا في الكُروم،

[21] وتَرَصَّدوا. فإِذا خَرَجَت بَناتُ شيلو لِلرَّقصِ معًا، فٱخرُجوا مِنَ الكُرومِ وٱخطَفوا كُلُّ واحِدٍ ٱمرَأَتَه مِن بَناتِ شيلو، وٱنطَلِقوا إِلى أَرضِ بَنْيامين.

[22] فإِذا جاءَنا آباؤُهُنَّ وإِخوَتُهُنَّ لِلشَّكْوى، نَقولُ لهم: هَبونا إِيَّاهُنَّ، لأَنَّنا لم نَأخُذْ لِكُلِّ واحِدٍ ٱمرَأَةً في الحَرْب، ولأَنَّكم لم تُعْطوهم أَنتُم، حتَّى لا تَكونوا قد أَثِمتُم».

[23] ففَعَلَ بَنو بَنْيامينَ كذٰلك، وٱتَّخَذوا نِساءً بِحَسَبِ عَدَدِهِم مِنَ الرَّاقِصاتِ اللَّواتي ٱختَطَفوهُنَّ، وٱنصَرَفوا ورَجَعوا إِلى ميراثِهم، وأَعادوا بِناءَ المُدُنِ وسَكَنوها.

[24] وحينَئذٍ ٱنصَرَفَ بَنو إِسْرائيلَ مِن هُناكَ، كُلُّ واحِدٍ إِلى سِبطِه وعَشيرَتِه، وخَرَجوا مِن هُناكَ، كُلُّ واحِدٍ إِلى ميراثِه.

[25] وفي تِلكَ الأَيَّام، لم يَكُنْ لِبَني إِسْرائيلَ مَلِك، وكانَ كُلُّ إِنْسانٍ مِنهم يَعمَلُ ما حَسُنَ في عَينَيه.