< سفر القضاة 15

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكانَ بَعدَ أَيَّامٍ، في أَوانِ حِصادِ الحِنطَة، أَنَّ شِمْشونَ زارَ ٱمرَأَتَه وحَمَلَ إِلَيها جَدْيًا مِنَ المَعِزِ وقال: «أَدخُلُ على ٱمرَأَتي في حُجرَتِها». ولٰكِنَّ أَباها لم يَدَعْه يَدخُل. وقالَ أَبوها:
[2] «قُلتُ في نَفْسي: إِنَّكَ أَبغَضتَها، فزَوَّجتُها مِن وَصيفِكَ. ولٰكِن أَلَيسَت أُختُها الصُّغْرى أَحسَنَ مِنها؟ فلْتَكُنْ لَكَ بَدَلًا لَها».
[3] فقالَ لَهم شِمْشون: «أَنا بَريءٌ الآنَ مِنَ الفَلِسطينِيِّينَ إِذا أَنزَلتُ بِهم شَرًّا».
[4] وٱنطَلَقَ شِمْشونُ وقَبَضَ على ثَلاثِ مِئَةِ ثَعلَب، وأَخَذَ مَشاعِل، فجَعَلَ الثَّعالِبُ ذَنَبًا إِلى ذَنَب، وجَعَلَ بَينَ كُلِّ ذَنَبَينِ مِشعَلًا.
[5] وأَوقَدَ المَشاعِلَ وأَرسَلَها في زَرْعِ الفَلِسطينِيِّين، وأَحرَقَ الحُزَمَ والزَّرْعَ، حتَّى الكُرومَ والزَّيتون.
[6] فقالَ أَهْلُ فَلِسْطين: «مَن صَنَعَ هٰذا؟» فقيل: «شِمْشون، صِهرُ التِّمِنّي، لأَنَّ أَباها أَخَذَ زَوجَته وأَعْطاها لِوَصيفِه». فصَعِدَ أَهلُ فَلِسْطينَ وأَحرَقوا المَرأَةَ وأَباها بِالنَّار.
[7] فقالَ لَهم شِمْشون: «بما أَنَّكم فَعَلتُم هٰذا، فإِنِّي أَنتَقِمُ مِنكم، ثُمَّ أَكُفُّ عنكم».
[8] وضَرَبَهم فسَحَقَهم سَحقًا عَظيمًا، ثُمَّ نَزَلَ وأَقامَ بِكَهْفِ صَخرَةِ عَيطَم.
[9] فصَعِدَ الفَلِسطينِيُّونَ وعَسكروا في يَهوذا وٱنتَشَروا في لَحْي.
[10] فقالَ لَهم رِجالُ يَهوذا: «لِماذا صَعِدتُم علَينا؟» فقالوا: «صَعِدْنا لِنوثِقَ شِمْشونَ ونَصنَعَ بِه كما صَنَعَ بِنا».
[11] فنَزَلَ ثَلاثَةُ آلافِ رَجُلٍ مِن يَهوذا وأَتَوا كَهْفَ صَخرَةِ عَيطَم وقالوا لِشِمْشون: «أَما تَعلَمُ أَنَّ الفَلِسطينِيِّينَ مُتَسَلِّطونَ علَينا؟ فلِماذا فَعَلتَ بِنا ذٰلك؟» فقالَ لَهم: «كما صَنَعوا بي صَنَعتُ بِهم».
[12] فقالوا لَه: «قد نَزَلْنا لِنوثِقَكَ ونُسلِمَكَ إِلى يَدِ الفَلِسطينِيِّين». فقالَ لَهم شِمْشون: «إِحلِفوا أَنَّكم أَنتُم لا تَقتُلونَني».
[13] فقالوا لَه: «لا، بل نوثِقُكَ ونُسلِمُكَ إِلى يَدِهم، ولا نُميتُكَ نَحنُ». فأَوثَقوه بِحَبلَينِ جَديدَين، وأَصعَدوه مِن الصَّخرَة.
[14] ولَمَّا ٱنتَهى إِلى لَحْيَ، صاحَ الفَلِسْطينِيُّونَ عِندَ لِقائِه فٱنقَضَّ علَيه روحُ الرَّبّ، فإِذا الحَبْلانِ اللَّذانِ على ذِراعَيه كأَنَّما هما كَتَّانٌ أُحرِقَ بِالنَّار. فانحَلَّتِ القُيودُ عن يَدَيه.
[15] ووَجَدَ فَكَّ حِمارٍ طَريئًا، فمَدَّ يَدَه وتَناوَلَه وقَتَلَ بِه أَلفَ رَجُل.
[16] وقالَ شِمْشون: «أَوسَعتُهم ضَربًا وبِفَكِّ حِمارٍ قَتَلتُ أَلفَ رَجُل».
[17] ولَمَّا أَتَمَّ كَلامَه، رَمى بِالفَكِّ مِن يَدِه ودَعا ذٰلك المَكانَ رامةَ لَحْيَ.
[18] ثُمَّ إِنَّه عَطِشَ جِدًّا، فصَرَخَ إِلى الرَّبِّ وقال: «قد جَعَلتَ بِيَدِ عَبدِكَ هٰذا النَّصرَ العَظيم، والآنَ فإِنِّي أَهلِكُ عَطَشًا وأَقَعُ في يَدِ القُلْف».
[19] فشَقَّ اللهُ الجَوفَ الَّذي في لَحْيَ، فخَرَجَت مِنه مِياهٌ فشَرِبَ وعادَت إِلَيه روحُه وعاش. ولِذٰلك دَعا ذٰلك المَكانَ عَينَ هاقوري، وهي في لَحْيَ إِلى هٰذا اليَوم.
[20] وكانَ قاضِيًا في إِسْرائيلَ في أَيَّامِ الفَلِسطينِيِّينَ عِشْرينَ سَنَة.